في كل وقت يلتقي فيه الآباء مع غيرهم من الآباء لا بدّ أن يكون الحوار في أغلبه متمركزًا على الأبناء، وعلى طرق التربية والأساليب التي يتخذونها لمعالجة الأمور التي يمرّون بها مع الأبناء وغيرها. ويبدأ من خلالها حوار الأهل ومحاولة الإفادة والاستفادة من تلك الطرق بعضهم من بعض. ولكن يبقى السؤال الأكبر والأكثر توقّعًا بين الجميع هو “كيف نحمي أطفالنا من شبكات التواصل الاجتماعي؟”
يكون السؤال على هيئة: ماذا أفعل مع طفلي أو ابني المراهق، فهو متعلّق بشبكات التواصل الاجتماعي؟ وكيف أتعامل معه؟ وهل أحرمه الأجهزة، أو أقوم بقطع الإنترنت عنه؟ وهل من الصواب أن يكون له حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؟ وهل من الضروري البحث في جهازه النقال يوميًا للتأكّد من ما كان يشاهده، أو من كان يتواصل معهم؟
كل هذه الأسئلة يقوم الأهل بطرحها بعضهم على بعض محاولين إيجاد حلول سريعة للتمكّن من السيطرة على تلك الظروف، والتي تسبّب القلق لهم، وحتى لا يشعروا بالفشل في التربية وفقدان ثقتهم بأنفسهم وبأبنائهم.
لذلك سنتحدّث هنا عن هذا الأمر وعن أفضل الطرق للأهل لحماية الأطفال من شبكات التواصل الاجتماعي، والتي غالبًا تكون كما يلي:
- من المهم جدًا أن يكون الأهل على علم بطريقة التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة؛ لأن الأبناء حتمًا يعلمون أكثر ممّا يعلم الأهل، وذلك نتيجة التطوّرات الإلكترونية التي تحدث في كل دقيقة. لأن الأهل لا يستطيعون إيجاد حلّ لمشكلة لا يعلمون من الأساس كيفية التعامل معها. بعد ذلك فتح الحوار مع الأبناء بين الحين والآخر عن آخر الأخبار التي يعلمون بها عن التطوّرات الإلكترونية التي تحصل، أو التحديثات الجديدة للتطبيقات والبرامج التي يحصل عليها الأبناء، وعن مدى مشاركة الأبناء للمعلومات على تلك المواقع. مثلًا: سؤال الأبناء ما نوع المعلومات التي تخصّك، والتي تشارك بها الغير على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الاسم وعنوان السكن وأرقام الهواتف الخاصة به أو أسماء أفراد الأسرة ومناصبهم وغيرها من المعلومات، والتي بكل بساطة يتم استخدامها ضد الطفل من الطرف الآخر. والحوار مع الأبناء أنه لا يجب مشاركة الكثير من المعلومات مع الغير، خصوصًا أن أغلب هؤلاء الأشخاص لا نعرفهم.
- العمل على توعية الأبناء من قبل الآباء عن مخاطر تلك الوسائل، ونوع الضرر الذي يمكن أن يلحق بالأبناء من جرّاء سوء التعامل مع البرامج. وذلك عن طريق طرح الأمثلة الواقعية من خلال قصص تم نشرها عن النصب والاحتيال والخطف والإفساد بأفكار الأطفال ووضع أفكار شريرة بعقول الطفل من خلال ألعاب عن طريق تلك البرامج، والتي تؤدّي إلى الأذى والانتحار. كذلك الحصول على معلومات بنكية ليتم من خلالها سرقة حسابات والنصب وغيرها العديد من الخدع التي تحدث فعلاً، وتم الحديث عنها، وإن كان هناك توثيق لها من التلفاز عن طريق برنامج تحدّث عنها أو غيره، ولكن بطريقة تناسب عمر الطفل وقدراته الاستيعابية؛ لأن الهدف من هذا هو مساعدة الطفل على فهم الأمور وحمايته من أي ضرر، وليس تخويف الطفل بلا داع.
- إن كان الأهل على ثقة نوعًا ما بتصرّفات الأبناء مع الأجهزة، ومهما كانت تلك الثقة، فإنه من الأفضل أن يطلب الآباء من الأبناء بأن يعملوا على تغيير كلمة السر بين الحين والآخر، واختيار كلمات لا تكون سهلة على الغير أن يتذكّرها. في الوقت نفسه وضع البرامج على الأجهزة فقط التي يتمكّن الأهل متابعة أبنائهم من خلالها، وأن لا يسمح للأبناء بإنشاء المجموعات الخاصة التي لا تظهر إلا للأبناء مع أصدقائهم؛ لأنه يكون من الصعب معرفة المواضيع التي يتمّ التحدّث عنها في تلك المجموعات.
اقرأ أيضاً: ماذا أفعل إذا تعرّض أطفالي لمحتوى غير أخلاقي على الانترنت