بديل كلمة (لا) مع الطفل
تحتل كلمة “لا” المرتبة الأولى على لسان أغلب الأمهات، وذلك ليس لأنها فقط تريد قول كلمة لا بقدر ما إنها الكلمة الوحيدة التي على الأم الردّ بها على أغلب التصرّفات التي يقوم بها الطفل. لأن الطفل بطبيعته يحبّ أن يعمل على تجريب الأمور بنفسه وغالبًا ما يخطئ، وهذا الأمر طبيعي جدًا؛ لأنه يخوض تجارب لأول مرة في حياته، ومن الطبيعي أن يخطئ بها.
ولكن ما نعلمه جيّدًا أن الطفل كلما قلنا له كلمة لا ازداد عنادًا، وأصبح يريد فعل الشيء غير المرغوب به من قبل والديه.
لذلك سوف نتحدّث هنا عن طرق وكلمات يمكن للوالدين استخدامها مع الطفل كبديل لكلمة لا، حتى يتمكّنوا من الحصول على تصرّفات جيّدة من الطفل.
في البداية، وقبل أي شيء من الضروري على الوالدين أن يعملوا على التركيز على السلوك الذي يريدون من الطفل اكتسابه. فإن كان الطفل يصرخ دائمًا للحصول على ما يريد، هنا يجب على الوالدين أن لا يطلبوا منه التوقّف عن الصراخ بصورة مباشرة عن طريق قول لا تصرخ، بل إيقاف الصراخ بطريقة أخرى مثل أن نقول له: لو سمحت اخفض من صوتك حتى أتمكّن من سماعك ومساعدتك بما تريد.
تقديم البدائل بطريقة غير مباشرة، حتى لا يشعر الطفل بأننا نرفض له ما يطلب ونفرض عليه ما نريد نحن. مثلاً: يريد أن يأكل الطفل على السرير، أو في غرفته، فبدل قول لا مباشرة على الأهل إخبار الطفل عن مكان الطاولة المخّصصة للأكل؛ لأنه من خلالها نستطيع أن نجلس معًا، ونتحدّث عن يومنا ونتشارك الأخبار. وبدلاً من قول لا للطفل إن طلب اللعب بالكرة داخل المنزل، نقول له ما رأيك أن نذهب للحديقة فهي مكان أكبر وفيها حرية أوسع خوفًا من أن تتسّبب بضرر ما داخل المنزل. أو عندما يطلب الطفل الحلوى قبل الطعام مثلاً، أن نخبره من الممكن أن تحدّد أنت نوع الحلوى التي تفضّلها اليوم، ولكن بعد وجبة الطعام الأساسية ومن اختيارك. وعندما يحاول أخذ الأجهزة الإلكترونية والبدء باللعب فيها فلا نقول له لا فجأة، بل نخبره أن لك وقتاً مخصصاً لها بعد الانتهاء من عمل الواجبات والتأكّد منها.
من الضروري عند القيام بتلك الأمور وتقديم البدائل أن يكون هناك شرح بسيط للطفل يستطيع استيعابه لماذا قمنا بتقديم البديل بدلاً من أن تكون خطّته هي الأولى. مثلاً نحن لا نأكل الحلوى قبل الوجبات الأساسية؛ لأن ذلك الأمر غير مفيد للجسم، فقد نشعر بالشبع قبل الحصول على المكوّنات الأساسية للجسم. وأننا اخترنا الحديقة لأن المنزل صغير، وقد نتسبّب بالضرر لأنفسنا وللأشياء في المنزل. ونحن لا نلعب بالأجهزة الإلكترونية؛ لأن الواجبات المدرسية لها الأولوية من وقتنا، ولكن نستطيع عمل ما نريد بعد القيام بالأعمال الأساسية المطلوبة منا.
الأطفال يحتاجون إلى الحدود في العلاقات، ولكن من الضروري جدًا أن نستخدم طرقاً سليمة إيجابية في وضع تلك الحدود. وأن يكون الطفل له الدور في وضع الحدود، حتى يعتاد أن يكون متعاونًا في الأمور كلّها؛ وبالتالي فإن الأهل بهذه الطريقة يعملون على بناء علاقة جيّدة بينهم وبين أطفالهم؛ مما يخفّف من النزاعات لاحقًا، فكلما قمنا بهذه الأمور منذ الصغر مع الطفل كانت المسيرة التربوية أسهل على الأهل لاحقًا.
كلمة لا هي كلمة صغيرة جدًا، ولكن طريقة استخدامها مع الطفل، خصوصًا من قبل والديه لها تأثير كبير على الطفل وشخصيته. لذلك على الأهل أن يكونوا حذرين جدًا في التعامل مع الطفل، وفي اختيار الكلمات والعمل على اختيار البديل؛ لأنه دائمًا هناك بديل لكل كلمة وفعل.
اقرأ أيضاً: بدائل لجملة لا تبكي