يعاني العديد من الأطفال من الضغوطات النفسية والقلق بسبب ما يتعرّضون له من ضغوطات من الأهل أثناء قيامهم بالتربية من خلال اتباع أساليب تربوية خاطئة؛ مما يجعل الطفل أكثر عصبية وتوتراً، ويتصرّف بعدها بطرق لا ترضي الأهل؛ مما يجعل الأهل يقومون بالصراخ والضرب أحيانًا للتعبير عن غضبهم من تصرّفات الأطفال التي لا تتناسب مع المستوى المرجوّ من الأهل.
هذا يجعل الطفل يتحوّل إلى طفل عصبي المزاج وعنيد، يرفض الاستجابة لطلبات والديه، ولكن بنفس الوقت تصرّفات الطفل ما هي إلا ردود فعل لتصرفات الأهل.
هنا سنقوم بالتحدّث عن أساليب فعّالة يمكن للأهل استخدامها للتعامل مع الطفل العنيد والعصبي، والتي من أهمها:
- العمل على تقدير شعور الطفل؛ لأن من أسوأ ما يمكن تقديمه أو فعله للطفل في مثل هذا الموقف هو تجاهل ما يشعر به الطفل أو العمل على تقليل حجم أهمية الأمر، وبالتالي يشعر الطفل أنه شخص غير مهم ومخطىء دائمًا في تصرّفاته. لذلك على الأهل احتواء الموقف ومحاولة توضيح الأمر للطفل عن طريق إخباره بأنهم يعلمون أنه متوتر، ومن فعل تجاه ذلك الأمر، ولكن ذلك الأمر قابل للنقاش، ويمكنهم التحدّث بهدوء إليه لتصحيح الأمر، حتى يتمكّن الطفل من استعادة ثقته بنفسه وحلّ الأمور.
- السيطرة التامّة قدر المستطاع على مشاعر الأهل، وأنه من الضروري التصرّف بكل هدوء مهما كان حجم المشكلة كبيراً؛ لأن الطفل يرى والديه مرجعه الوحيد للاحتواء بالرغم من الخطأ الذي قام به. عندها يتعلّم الطفل الانضباط والسيطرة على المشاعر حتى لو كان غاضبًا. يتم الطلب من الطفل أن يتحدّث عن ما يزعجه حتى من تصرّفات والديه، حتى تبتعد مشاعر الغضب عند الطفل والقلق، ويبدأ بالتعاون مع والديه لحلّ المشاكل وعندها يصبح الطفل قادرًا على التصرّف مع الأمور والمشاكل بشكل أكبر.
- الابتعاد عن محاولة دعم السلوك العصبي، فقد يبدأ الطفل بالتحدّث عن الأمر الذي سبّب له الإزعاج بعصبية وتوتر وصراخ، هنا يجب على الأهل الطلب من الطفل أن يهدأ قبل البدء بالتحدّث محاولين جذب انتباهه من خلال طريقتهم بالتحدّث معه بكل هدوء واحتواء وعدم توجيه كلمة عصبي أو متوتر، حتى لو كان الطفل كذلك. لأن الطفل قد يستخدم تلك المشاعر بأن والديه يشعرون به، وتصبح وسيلته الوحيدة في التعبير عن الأمور، ولا مانع من تقديم طرق لتهدئة الطفل مثل أن يطلب منه الأهل التنفس بشكل صحيح والهدوء والتفكير بالأمر من أصغرها إلى أكبرها ومحاولة استيعاب مشاعره.
- محاولة تعليم الطفل أن هناك طرقاً مختلفة للتعبير عن الغضب، وهناك ردود مناسبة لكل أمر يتعرّض له، وأن الغضب السريع والقلق والعصبية ليست الأمور التي من خلالها سوف نصل إلى حل. عندما يكون الطفل غاضبًا على الأهل تقديم نصيحة له بتفريغ ذلك الغضب من خلال رياضة معينة يحب الطفل أن يمارسها، وبالتالي يتمكّن من خلالها تفريغ طاقات الغضب والعصبية قبل التحدث عن أي أمر؛ ومن ثم اختيار مكان مناسب هادئ للتحدث عن الأمور بشكل عام.
- توضيح الأمور للطفل وإعطاء كل موقف لقب خاص به، حتى يتعلّم الطفل أن يفصل الأمور عن بعضها من خلال التعرّف على الأمور مثلاً، هناك فرق بين الخوف والقلق والغضب. الخوف يكون من موقف حصل فعلاً وسبب للطفل الخوف، وأنه قد لا يتكرّر في حال تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة. والقلق يكون من تكرار ذلك الموقف، مع العلم أنه قد لا يتكرّر، والغضب قد يكون بسبب أن الطفل غضب من نفسه؛ لأنه لم يستطع التعامل مع الأمر بالطريقة السليمة، ولم يحصل على النتيجة التي يرجونها.
لذلك من الضروري احتواء الطفل مهما كان، فهو لا يزال طفلاً، ومشاعره غير متكاملة، وهو بنفسه غير قادر في أغلب الأوقات على التعبير على مشاعره، والتي بالتالي تتسبب في ضياع التواصل بين الأهل والطفل. هنا نصل إلى أن هناك العديد من الحلول غير الصراخ على الطفل، والتي دائمًا لا تأتي بنتيجة جيدة، بل تسبّب الضرر في الثقة للطفل بنفسه وبمن هم حوله.
اقرأ ايضاً: أسباب صراخ الأطفال من عمر سنة إلى 4 سنوات