جميعنا نعلم أن مشاعر الندم بعد العصبية على الأطفال هي من المشاعر المشتركة بين الأمّهات جميعهم تقريبًا، ولا خجل في ذلك لأنّها مجرّد مشاعر تخرج من الأم نتيجة يوم طويل وشاقّ. لكن من المهم عدم السماح لتلك المشاعر بالسيطرة على الأم. حتى تتخطّى الأم تلك المشاعر فعليها اتباع الأمور التالية، لتصبح أمور التربية وتقبّلها لها أسهل وأبسط عليها، وهي كما يلي:
- لا تعاقبي نفسك على عصبيّتك، بل سامحي نفسك واقبلي لنفسك الشعور بالعصبية؛ لأنك إنسانة ومن الطبيعي أن تخطئي؛ لأنه أمر عادي جدًا أن نمرّ بمواقف على مدار اليوم لا نستطيع التحدّث عنها، ولكنها تأتي جميعها على شكل عصبّية، وتكون على الأطفال بالدرجة الأولى. لذلك أولى الخطوات هي مسامحة النفس على الموقف والعصبية، حتى لا نشعر بالندم أكثر.
- الاعتذار للطفل على العصبية التي بدرت منّا خصوصًا إن لم يكن للطفل ذنب فيها؛ لأنه كما نعلم أن الطفل يخطئ بطريقة أو بأخرى، ولا يتوقّع أن الخطأ الذي قام به هو كبير جدًا، ويحتاج إلى كل ذلك الغضب من والدته. لذلك نخبر الطفل باعتذارنا، وأنّه ليس السبب في العصبية، بل الموقف الذي حصل يجعل الأم تشعر بالعصبية. الاعتذار للطفل يكون حسب ردّة الفعل، فقد يرافق العصبية ضرب الطفل وتوجيه عقاب قوي لا يستحقه، فهنا وجب الاعتذار للطفل حتى لا يشعر بغضب أكبر. وعلينا أن نعلم جيدًا أن الطفل يسامح بسرعة خصوصًا إن كان المعتذر هي والدته.
- القيام بأعمال إيجابية سريعة مقابل العصبية، حتى يعلم الطفل مدى اعتذار الأم، ويتأكّد أنه ليس المقصود مثل إخبار الطفل كلمات حبّ وتعاطف معه. اطلبي من الطفل أن يحضر ألعابه لتلعبي معه أو اذهبي في نزهة قصيرة مع الطفل، أي شيء جميل يُسعد الطفل مباشرة حتى تبقى ذاكرته أقوى من ذاكرة الموقف الذي عصبّت الأم فيه على الطفل. لأنه أي عمل إيجابي بعد الصراخ يساعد على انتزاع قوّة الموقف لا يمحوها نهائيًا، ولكن الطفل يستطيع التخلّص من تلك الذاكرة السيئة كلّما كان الموقف الإيجابي من الأم أقوى، وشعر أنه لن يتكرّر.
- على الأم أن تبقى متذكّرة إنها إنسانة في نهاية الأمر، وأن الإنسان له قدرات على التحمّل. قد تشعر بأنها مرّت في موقف خلال العمل، أو على الهاتف مع العائلة، وأن الأمور لم تسر بطريقة جميلة، فإن ذلك متوقّع منها، فمن الطبيعي أن لا نكون على أحسن حال لنا طوال الأيام فلا بدّ من مواقف تعكّر لنا مزاجنا. لكن من الضروري أن نتعوّد على طريقة إيجابية للتعامل مع الأمور من أجل أنفسنا بالدرجة الأولى، ومن أجل الغير أيضًا، خصوصًا الأطفال الذين ينتظرون والديهم طوال اليوم.
- معرفة سبب المشكلة التي تؤثّر على عصبيتنا هي الحلّ الأول لتلك العصبية؛ لأنه مجرد أن عرفنا السبب في العصبية التي سيطرت علينا، فإننا حتمًا سوف نحاول إيجاد حلول لتلك المشكلة محاولين السيطرة على المشكلة قبل أن تتحوّل على شكل كلام وأحكام على أشخاص لا ذنب لهم بما عانينا منها طوال اليوم. ومع ذلك كلّه فلا بد للأم أن تتذكّر دائمًا، وتعيد لنفسها الكلام على نحو متكرّر أنها إنسان، ومن الطبيعي جدًا أن تتعرّض لموجات غضب وعصبية. لكن من الضروري السيطرة عليها بطريقة لا تؤذي الأم بالدرجة الأولى ولا من هم حولها. رحلة التربية ليست الأسهل، ولكن دائمًا نتعلّم من الأخطاء التي نقع فيها.
اقرأ أيضاً: 5 حلول للأم العصبية تساعدها في إدارة شؤون أبنائها