يتمتع الطفل الخجول بطبيعة حساسة جدا وشخصية مميزة عن غيره فهو طفل بطبعه خجول لا يكون مرتاحا جدا في أغلب الأماكن التي يتواجد فيها، ولا يكون جاهزا للتحدث بشكل عام أو حتى الإجابة عن أي سؤال يطرح عليه، حتى لو كان من أشخاص يعرفهم ومعتاد على التواصل معهم.
هذا الطفل لا يكون خجولاً فقط في الأماكن العامة، بل يكون بالشخصية نفسها حتى في البيت وسط أسرته، وهذا الأمر يزعج الوالدين كونهم يريدون أن يختلط طفلهم بالأطفال الآخرين دون خجل، وأن يكون قادرا على التواصل مع الغير دون أي مشاعر يسيطر عليها الخجل.
لا يعتبر الخجل أمراً سيئًا ولا هو حالة غريبة يصعب علينا التعامل معها، ولكنه يعمل على إظهار الطفل بشخصية مختلفة عن غيره؛ مما يؤثر على من هم حوله بطريقة التواصل معه وعليه يفضلون الابتعاد عنه؛ لأنه لا يتفاعل معهم حتى لا يتسببوا له بالإحراج أكثر وأكثر.
هنا سنقوم بعرض لبعض الطرق التي أن استخدمها الوالدان، فإنهم يساعدون فيها طفلهم الخجول في التعامل مع الغير والسيطرة على مشاعر الخجل تدريجيا ليصبح قادرا على التعامل مع الغير دون خجل. والتي من أهمها:
- أهم شيء هو عدم توضيح صفة الخجل علنا أمام الغير عن طريق التحدث عنها: من الضروري أن لا نتحدث بطريقة محرجة للطفل أو عن الطفل مثلا أن لا نقول للأشخاص من حوله إن طبيعة طفلي خجول فهو لا يحب أن يتحدث إلى الغير ويشعر بالخجل، خصوصا أمام الطفل؛ لأنه بذلك بالنسبة للطفل ما قام به والداه هو فقط إظهار عيوبه للغير. وهنا لن ننجح بشيء أبدا، بل ما قمنا به هو افتعال مشكلة أكبر؛ لأن الطفل هنا يفقد ثقته بوالديه وكأنهم يكشفون أسرار شخصيته للغير.
- قبول الطفل ومشاعره وصفاته مهما كانت: على الأهل وبضرورة كبيرة أن يتقبلوا أطفالهم كما هم بكل الصفات والميزات والشخصيات التي يكونون عليها. لأنه عندما يشعر الطفل بأنه مقبول، حتى لو كان مختلف ذلك يعزز ثقته بوالديه وبنفسه، ويصبح يعمل على تغيير الأمور غير المعتادة لتصبح معتادة؛ نظرا لتقبل والديه لمشاعره وتعاطفهم معه؛ لأنه طفلهم وهم يحبونه دون أي شروط. خصوصا مشاعر الخجل عن الطفل عندما يشعر الطفل بقبول والديه له، بالرغم من تلك المشاعر التي قد تسبب لهم الإحراج، إلا أنه وبالرغم من كل ذلك، فهم يتقبلونه ويتعاطفون مما يعزز الطفل معنويا.
- التقليل من النقد: عندما يشعر الطفل بعدم ثقته بنفسه، وأنه لا يوجد لديه قدرة للتعامل مع الأمور هنا يشعر بالخجل، فقد يكون طفلا صاحب شخصية قوية ليس خجولا واجتماعيا، ولكنه تعرض إلى موقف تسبب له بأن تنعكس كل تلك الصفات، ويتحول من خلال تلك المشكلة إلى طفل خجول، هنا على الأهل أن لا يعملوا على انتقاد الطفل في تصرفاته الجديدة والتوقف عن مقارنته بشخصيته القديمة؛ لأن الطفل بحد ذاته قد لا يكون راضياً عن الشخصية الخجولة الجديدة، ولكنه لا يعرف كيف يتخلص منها؛ لأنه فشل في التعامل مع المشكلة. لذلك الاحترام للطفل أمر ضروري لتجنب المقارنة والعمل على تعزيز كل عمل يقوم به الطفل.
- المشاركة بحسب رغبة الطفل: من الجيد أن قام الأهل بعرض النشاطات المختلفة التي يستطيع الطفل الاشتراك بها، والتي تكون على شكل جماعات من الأطفال من عمره تقريبا قد تكون نشاطات رياضية يمارس فيها هوايته المفضلة، وقد تكون أعمال تطوعية تساعد الطفل على التعرف على الغير والتعامل مع فئات مختلفة، حتى يتعلم أن الفرق شيء طبيعي، وأن ليس الأشخاص جميعها يتمتعون بالشخصية نفسها. وبالتالي يتحمل المسؤولية، ويصبح قادرا على التعامل مع الأمور بثقة ولكن تدريجيا.
إن قام الأهل باتباع تلك الخطوات، فإنه وقبل شيء قاموا بمساعدة طفلهم على أن يعمل على تغيير نفسه بنفسه؛ لأنه يرى المواقف جميعهم حوله، ويبدأ يتعلم منها خصوصا أن قدمها الوالدان له بطريقة غير مباشرة.
اقرأ أيضاً: طرق علاج الخجل الاجتماعي لدى الأطفال