أفكار لقضاء وقت مع الأطفال حسب اعمارهم
تعمل أغلب الأمهات في هذه الأيام خارج المنزل وداخله من أجل مساعدة الزوج في الأمور المنزلية والمصاريف؛ مما يتطلّب من الوالدين الغياب عن البيت لفترات قد تكون أكثر مما ينبغي ترك الأطفال فيها. سواء كان الأبناء في الحضانة أو مع العائلة أو مع المربية في البيت أو أي مكان بعيدًا عن والديهم حتى موعد عودتهم من العمل.
هذه الأمور ندركها جيدًا، ونقدّر تعب الوالدين لتوفير أفضل حياة لأطفالهم. لكن لا بدّ للوالدين أن يحدّدوا وقتاً للأطفال من أجل قضائه معهم قدر المستطاع.
هنا سنقوم بطرح بعض الأفكار التي قد تفيد الوالدين حسب الفئات العمرية لأطفالهم لاتباعها من أجل قضاء وقت مع الأبناء وتعويض باقي ساعات النهار في الغياب عنهم. ومن هذه الأفكار:
- الأطفال في بداية مراحل عمرهم يحبّون الألوان والتلوين والرسم والخربشة على الأوراق، فإن كان لدينا أطفال دون السنتين من العمر، فمن الجميل أن نقضي معهم بعض الوقت بين الأوراق والألوان. على أن نختار مكاناً جميلاً في المنزل، ويكون المكان لديه إضاءة جميلة ليتمكّن الطفل من مشاهدة ما قام به من نشاط مع والديه. أثناء التلوين لا بدّ من التحدّث إلى الطفل عن أيّ أمر يخصّه بكلّ حبّ واحتواء، حتى لا يشعر أنّ غياب والديه في العمل يأخذ من حقّه في الحب.
- من عمر السنتين إلى الخمس سنوات يحبّ الطفل المغامرة. مثلًا أن نختبئ في مكان، ونطلب من الطفل أن يبحث عنّا مدركين أن المكان الذي اخترناه هو مكان آمن للطفل. بعد أن يجدنا الطفل نطلب منه أن يختبئ ونحن نجده، وعندما نجده نحضنه ونلعب معه حتى يشعر بقيمة ذلك الوقت مع والديه.
- بعد الست سنوات يكون الطفل قادرًا على الاستيعاب أكثر، ويفضّل الشاشات أكثر من اللعب الأخرى. من الأفضل هنا طرح فكرة اختيار برنامج أو فيلم يناسب الطفل، وتحضير المأكولات ومشاهدته مع الطفل دون التحدّث عن أي أمر آخر. بمعنى لا نستغلّ فرصة هدوء الطفل في أثناء المشاهدة، ونسأله عن تحصيله العلمي أو عن واجباته المدرسية المطلوبة منه، بل نجعل الطفل يشعر أن الوقت مخصّص لأجله مع والديه للترفيه وقضاء وقت ممتع سويًا.
- الأطفال بعد عمر العشر سنوات غالبًا ما يفضّلون الألعاب الإلكترونية. فلا مانع من اللعب معهم الألعاب التي يُسمح لهم وِفْقاً للعمر، عند اللعب معهم يشعر الطفل بدخول والديه إلى حياته الخاصة، والتي من خلالها تقوى الثقة بينهم، ويصبح الطفل يلجأ إلى والديه أكثر، حتى لو غابوا عنه فترة طويلة في العمل في أثناء اليوم.
تعتبر قراءة قصص للطفل قبل النوم من الأمور التي تحصل على رضى أغلب الأطفال. يكون ذلك الوقت مميّزًا جدًا بالنسبة لهم. ولكن بعض الأطفال لا يحبّون القصة بقدر ما يفضّلون التحدّث إلى والديهم عن يومهم، وكيف سار قبل وقت النوم. لذلك على الأهل اختيار الطريقة المناسبة واتّباعها حسب رغبة الطفل. فإن كان الطفل يحبّ القصص، فمن الأفضل قراءة القصّة له قبل النوم. على أن يتم اختيار مواضيع يهتم بها الطفل، ويكون فيها رسالة هادفة يريد الأهل أن يوصلوها للطفل. وإن كان الطفل أكبر عمرًا، ويريد التحدّث عن يومه، فمن الضروري الاستماع له مهما كان الأمر حتى النهاية. حيث يشعر الطفل بأهمية وجود والديه إلى جانبه. علينا أن نبتعد قدر المستطاع عن النقد على تصرّفات الأطفال؛ لأنه حتمًا قد يجد الأهل تصرّفات لا تتناسب مع تربيتهم، ولكن في نهاية الأمر هم عليهم التوجيه للطريق الصحيح، وليس النقد المستمر.
كل هذه الطرق وغيرها العديد من الأمور البسيطة تُدخل السعادة إلى حياة الطفل؛ بسبب أنه وجد الاهتمام من والديه، وأنه وبالرغم من وقتهم في العمل الطويل، إلا أنهم لا زالوا يجدون الوقت لقضائه معهم.
اقرأ ايضاً:20 فكرة لقضاء وقت ممتع مع الأطفال بعيدًا عن الشاشات