الروتين يعني النظام، والنظام يعني حياة أسهل، سواء كان للكبار أو للصغار. يعتبر وضع الروتين للطفل خُصُوصاً الروتين اليومي من أهم الأمور التي تساعد على نجاح المسيرة التربوية للطفل، والتي من خلالها يصبح الطفل منظمًا أكثر في أغلب أمور حياته. خُصُوصاً أن اعتاد أطفالك عليه منذ عمر صغير وبالأخص الروتين الصحّي الذي يتم وضعه بوجود الطفل وتبادل الأفكار معه حول طبيعة ذلك الروتين.
عندما نضع البرنامج الذي يعتمد على الروتين للطفل اليومي نبدأ نفكّر هل هناك فائدة من ذلك الروتين، وكم مدى تلك الفائدة للطفل وللأم؟
هنا سنقوم بالحديث عن أكثر الأمور أهمية التي نجنيها كأهل من جرّاء وضع روتين لأطفالنا والتي من أهمها:
- إن وجود روتين مكتوب وعليه صور ومعلّق في مكان ثابت يعمل على تعزيز دماغ الطفل ليعتاد على التركيز والالتزام. بنفس الوقت فهو طفل اعتاد أن يرى في ذلك المكان اللوحة التي تساعده على تنظيم أمور حياته، والتي لاحقًا سوف نجد أن الطفل بدأ يقوم بالأعمال نفسها دون اللجوء لتلك اللوحة؛ لأن تركيزه المستمر سابقًا ساعده على الاعتياد على القيام بما عليه عمله مع الوقت.
- الهدف الأساسي لوضع روتين للطفل هو مساعدة الطفل بالدرجة الأولى على الاهتمام بالنفس، وأن يبقى قادرًا على القيام بالأعمال التي تخصّه وحده دون انتظار الغير للقيام بها أو تقديم المساعدة لإتمامها. ومن خلال الروتين يستطيع الطفل التمييز بين ما عليه فعله وما قام بفعله وما تبقّى عليه لإتمامه. وهذا هو النظام والالتزام.
- إن أبقينا هدفنا لأطفالنا بمساعدتهم في عمل روتين خاص بهم يسهّل الأمور عليهم، ونجدهم ملتزمين نوعًا ما بتطبيق الأمور، فإن ذلك سوف يزيد الأم حماسًا على أن تعتاد وتستعد نَفْسِيّاً لحياة أسهل؛ لأن طفلها منظّم نوعًا ما، وذلك يساعد على استمرارية حياة أسهل وتربية أفضل.
- وضع الروتين لا يفيد فقط في المرحلة المبكّرة من حياة الطفل، بل هو يصبح جزءًا لا يتجزّأ من نظام الطفل لاحِقاً. ولا ننكر أن هناك أشخاصاً تجاوزوا مرحلة الطفولة بسنين كثيرة، ولكنّهم يعانون من القدرة على إتمام المهام اليومية، والتي تكون فقط لأجلهم؛ مما يجعل حياتهم صعبة ويكونوا غير قادرين على تنظيم أي شيء، وإن بدأوا بعمل شيء يصبحون غير قادرين على إتمامه لذلك عندما نبدأ مع الطفل مبكّرًا، فإن ذلك يفيدها في المستقبل حتمًا، وأنه ليس أمراً مؤقتاً مختّصاً فقط للأطفال في مرحلة معينة.
- مع ذلك معرفة أن وضع الروتين في بداية الأمر لا يعني أننا سوف نحصل على نتائج مبهرة من أول تجربة. ولكن ذلك أول خطوة حَتْماً في نظام الطفل وتعليمه على أن النظام هو الأساس لنجاح أي أمر نريد القيام به. ومن الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل يأخذ والديه قدوة له، فإن كان الوالدان لديهم نظام يومي مميّز ملتزمين به، فإن الطفل حَتْماً سوف يمشي على خطاهم؛ لأن الطفل بطبيعته يحبّ التقليد لذلك ليكون التقليد هو أمر جيد يكتسبه الطفل من والديه.
- على الأهل عدم الاستسلام مهما كانت النتائج من ذلك البرنامج والروتين؛ لأن الطفل قد يرفض أول مرّة وثاني مرة، ولكن على الأهل المتابعة عن طريق الجلوس مع الطفل ومحاولة تغيير البرنامج حسب رغبات الطفل بما يتناسب مع الأهل. لأننا جميعنا نعلم أن الروتين يصبح مملاً إن لم يتجدد فيه أفكار، لذلك لا مانع من تغيير النظام مع الطفل بين الحين والآخر عندما نشعر أن الطفل بدأ يشعر بالملل، وأصبح يبتعد عن الالتزام.
اقرأ ايضاً: 4 خطوات لتنظيم روتين النوم عند الأطفال