in , , ,

هل من الممكن تقليل العنف عند الطفل؟

هل من الممكن تقليل العنف عند الطفل حتى لو فات الأوان؟

الإجابة على هذا السؤال وبسرعة جدًا هو “نعم” ممكن، طبعًا ممكن جدًا، لماذا حتى نفكّر في الإجابة عندما يُطرح هذا السؤال علينا.

لا يوجد شيء في التربية اسمه فات الأوان، لأن التربية سلاسل وحلقات فيها نخطئ، ونتعلّم بشكل يومي، وقد نكرّر الخطأ مرّات ومرّات حتى نتعلّم نحن كآباء وأمهات، فماذا تتوقّع من الطفل الصغير؟ طَبْعاً نتوقّع استجابة أسرع من الكبار. لكن يبقى السؤال الأهمّ للوالدين: هل اتبّعتم الطرق الصحيحة للتقليل من العنف عند الطفل، أم تعاملتم مع الطفل بالعنف والخوف للسيطرة على الأمور بشكل أسرع؟

السؤالان اللذان تم طرحهما هما الأكثر طرحًا من الوالدين عندما نسألهم عن الطفل العنيف. ما يجعل الأهل يتساءلون هو شعورهم أنهم فقدوا السيطرة على الأمور، ولم يتعاملوا مع العنف منذ البداية معتقدين أن الطفل سوف يتخلّص من العنف عندما يكبر وحده. وهنا حتى نساعد الوالدين قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة.

يمكن طرح بعض النصائح، والتي هي مهمّة للغاية، حتى نعمل على تقليل العنف عند الطفل، والتي من أهمها:

  • معرفة السبب الأساسي الذي يدفع الطفل إلى العنف، فقد يكون الغضب من طريقة تعامل الأشخاص معه، وقد تكون غيرته من المولود الجديد في الأسرة، وقد يكون الطفل غير مرتاح في الروضة، وقد يكون تعامل الوالدين بعضهم مع بعض غير مناسب، والعديد العديد من الأسباب التي تدفع الطفل إلى أن يكون طفلاً عنيفاً.

  • يجب معرفة السبب بعد التحدّث إلى الطفل بالطريقة التي تناسبه؛ لأنه لكلّ طفل طريقته في التحدّث إليه، فقد يكون لا يرغب في التحدّث عن الأمر الذي يزعجه أمام الغير، ولكنّه قد يخبر والده وحده أو والدته وحدها، وهذا الأمر لا يُعتبر خاطئاً؛ لأننا في نهاية الأمر فقط نريد الطفل أن يتحدّث عمّا يدور بداخله من غضب، والذي يتحوّل لاحقًا إلى عنف.
  • كما أن توفير الأمان للطفل يعتبر أمرًا مهمًا جدًا، بمعنى آخر الابتعاد عن أسلوب التهديد من الوالدين للطفل، حتى يخاف ويُخبر ما حدث. بل نحن نريد طفلاً يُخبر التفاصيل دون اللجوء إلى الكذب نتيجة الخوف ليخبرنا بالمشاعر كلّها التي بداخله والتي تحوّلت إلى عنف. يجب تعزيز فكرة الحوار مع الطفل لنقاش الأمور التي تزعجه عن طريق استخدام أسلوب الحوار مع الأسرة مُسْبَقاً، فكل فرد من أفراد الأسرة يتحدّث عن الأمور التي تفرحه أو تزعجه سواء في العمل أو المدرسة أو البيت، والتي من خلالها يشعر الطفل أنه من الطبيعي جدًا التعبير عن ما يدور بداخلنا.
  • في الوقت الذي عرف فيه الوالدان الأسباب التي منها شعر الطفل بالغضب وعليها تحوّل إلى طفل عنيف، هنا يجب البدء بالتعامل مع الأمر بطريقة سهلة، حتى لا يشعر الطفل أنه تم اصطياده ليعترف وينال العقاب. بل يجب التحدّث بهدوء وشكر الطفل على مشاركته مشاعره ومنحه الأمان الكافي بأننا حوله مهما كان الأمر، وسنعمل على مساعدته في حلّ الأمور وتحويل الغضب إلى فرح؛ لأننا هكذا نريد أن نراه. هنا يحصل الطفل على جرعة كبيرة جدًا من الأمان، ويبدأ بالتحدّث عن الأمور كلّها التي تسبّبت له بالإزعاج، ومن خلالها نستطيع تنظيم أمور الطفل ومحاولة حلّ المشاكل التي تسبّب فيها بالدرجة الأولى لنفسه؛ وبالتالي لمن هم حوله.

هنا نكون قد حوّلنا غضب الطفل الداخلي إلى سلام، فلم يعد هناك مجال للعنف الذي كان فقط بسبب أن الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاعره. ولكن بالاحتواء الحقيقي استطعنا الدخول إلى عالم الطفل الداخلي والحقيقي، ومن خلال الطفل نفسه استطعنا مساعدته.

اقرأ أيضاً: 5 طرق للتعامل مع الطفل العدواني

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

6 مزايا لوضع روتين للطفل

6 مزايا لوضع روتين للطفل

كيف أساعد ابني المراهق وضع أهداف وتحقيقها

كيف أساعد ابني المراهق وضع أهداف وتحقيقها