in ,

كيف أعلّم أبنائي حياة البساطة؟

العالم من حولنا يدعونا إلى المزيد من المقتنيات، ووسائل الإعلام تعزف لنا موسيقى التسوّق، وربما هناك في دواخلنا دوافع للحصول على المزيد وشراء ما هو جديد واقتناء ما قد نظن إنه سيريحنا وسيرفع مستوى سعادتنا. لكننا بعد مرور الوقت نكتشف إن ما اقتنيناه لم نستخدمه ولم نستفد منه، وربما خدمنا لفترة بسيطة، ولكنه الآن يحيط بنا ويخطف من المساحة الفارغة التي تريحنا وتمنحنا المزيد من البساطة  والهدوء والسكينة.

كن مثالاً، فكيف يمكن أن يتعلّم أبناءنا البساطة إن كنّا لا نمارسها؟ وكيف سيمنعون أنفسهم من تكويم المقتنيات ما لم نمنع نحن أنفسنا أمامهم؟ وكيف يتخلّصون مما لا يلزم ما لم يروننا نعمل ذلك؟ وكيف يدركون مفهوم التبرّع والعطاء إن لم نكن لهم مثالًأ لهم؟ لذا فمن الأمور العملية التي يمكنك عملها لتعليم أبنائك البساطة:

  • تحديد وقت للتعزيل فيه يتم التخلّص من المقتنيات التي لا نستخدمها والتي لا نحتاجها، وعمل مشاريع لتتنظيم وترتيب وتغليف المقتنيات للتبرّع بها.
  • تحديد نظام معيّن لشراء الأشياء الجديدة وذلك من خلال التفكير بشكل جدي عن مدى احتياجنا لها، ووضعها ضمن ميزانية وقائمة الاحتياجات المعدّة مسبقًا.
  • عدم أخذ قرارات شراء عاطفية انفعالية فورية، ولكن العودة للتفكير بما نريد شرائه والتأكد من احتياجنا له. والتخلّص من استخدام التسوّق كطريقة لإزالة التوتر.
  • تعلّم وعلّم الشعور بالامتنان، فعندما نظهر الشعور بالامتنان والشكر لما نملك فسنتخلّص من الرغبة بالحصول على المزيد، وسنقدّر ما لدينا ونشعر بقيمته ونقدّره أكثر. فنحن نعيش في عالم مليء بالإغراءات ودعوات الشراء، وهذا بشكل خاص موجّه للأطفال، فهناك الكثير من الألعاب والأدوات المتنوّعة التي يرغبون بجمعها وتكويمها فقط لينتهي الحال بغرفهم كمخازن للألعاب التي لا يلعبون بها بل تحتلّ مساحة.

قد يكون من الصعب المحافظة على أقل قدر من المقتنيات بالنسبة للأولاد، فهناك أوراق أنشطة وألعاب صغيرة من أعياد الميلاد وغيرها من الأشياء التي ربما لا تلزم إلا في لحظتها. يمكنك تخصيص صندوق لكل طفل يضعون فيه هذه الأشياء، وبعد فترة من الزمن يقومون بترتيب الصندوق والتخلّص مما لا يلزم. ومع الوقت سيتمكّنون من عمل القرارات الصحيحة قبل إحضار أي غرض إلى المنزل.

من المهم فهم سيكولوجية الدعايات وزرع قناعات داخلية لمقاومتها. فمن الأفضل أن يكون لديك أفكار للأشياء التي تحتاجينها ويحتاجها أطفالك لتكون لكم قرارات شراء صحيحة، فترغبون بشراء ما تريدون وتحتاجون لا شراء ما يُباع لكم، فهناك فرق، فأنت هو الذي تقرّر وليس البائع الذي يدفعك لصنع القرار الذي يصبّ في مصلحته. ومن أهم الأمور في هذا الجانب هو حمّى العروض والتنزيلات، فأنت تحتاج أن تتعلّم وتعلّم أطفالك أن تشتري ما تريد وتحتاج لأجل الشيء نفسه لا بسبب العروض والتنزيلات، فما هي إلا فخّ يدفعك للتكويم والتخزين غير اللازم.

اختبر وعلّم أطفالك أهمية الخبرات أكثر من المقتنيات، فبدلاً من شراء المزيد من الألعاب لنشتري دورات في الموسيقى أو الرسم أو النحت أو الرقص، ولنستثمر أموالنا في السفر والتعليم والاستمتاع بدلاً من تخزين ما لا يلزم أو ما نستخدمه لفترة وجيزة ونلقيه جانبًا.

ولنعلم أن الحياة البسيطة والتخلّص من التكويم والشراء الحكيم كلّها معًا تشكّل رحلة من التعلّم والخبرة وتحتاج إلى وقت وممارسة وضبط نفس، ولكنّها رحلة ممتعة ومفيدة وتستحق أن تبدأها، وتبدأها الآن.

اقرأ ايضاً: كيف تتغلّب على صعوبة التخلّص من الأشياء التي لا نحتاجها؟

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

لماذا لم يعد طفلي يتحدث عن يومه

كيف أساعد ابني المراهق وضع أهداف وتحقيقها

علاج السلس البولي عند النساء

علاج السلس البولي عند النساء