كثيرًا ما نسمع عن صعوبات يواجهها الأهل مع أطفالهم سواء في المدرسة أو في البيت، وغالبًا ما تكون تلك الصعوبات مشتركة بين المدرسة والبيت وأغلبها متعلّقة بنسبة التركيز عند الطفل.
مشكلة قلة التركيز عند الطفل لا تعني أنه طفل ليس ذكيًا أو طفل غير مهتم بأموره الخاصّة، بل يعني أن الطفل لديه نسبة تركيز في أمور معينة أعلى من أمور أخرى، ورغم أنه يحاول أن يركّز أكثر في الأمور الجدّية في حياته إلا أنه يفشل في ذلك أحيانًأ.
قد تكون الأسباب بسيطة جدًا، وقد تكون أسبابًا تتعلّق بمشاكل صحيّة. فمثلاً قد تكون نسبة التركيز عند الطفل أقل إن كان جائعًا أو عندما يشعر برغبته بالنوم أو أن هناك ما يشغل تفكيره مما يجعله لا يفكّر بالأمور بتركيز عالٍ. وقد تكون بسبب صحّي مثل أن يكون الطفل مصابًا بفرط النشاط والحركة مما يعيق نسبة التركيز لديه، أو أن يكون مصابًا باضطرابات نقص الانتباه.
هنا سنتحدّث عن أفضل الطرق التي تساعد الطفل في زيادة نسبة تركيزه، خصوصًا عندما لا يكون لدى الأهل تشخيص ثابت للطفل ولقدرته على التركيز. لكنها طرق تعمل بالتأكيد على زيادة هذه النسبة وبالتالي مساعدة الطفل نحو الأفضل. ومن أفضل هذه الطرق:
- إعطاء الطفل ألعابًا خاصة بالتركيز والانتباه: يمكننا تدريب تركيز الطفل وتعزيز قدراته بمساعدته على زيادة نسبة تركيزه من خلال ألعاب التركيز، والتي تتطلّب التفكير الكثير والانتباه والتركيز في اتجاه واحد للحصول على النتائج المرجوّة من تلك اللعبة. مثال على ذلك لعبة الكلمات المتقاطعة من خلال الطلب من الطفل إيجاد المكان المناسب له للجلوس ومحاولة حلّ الكلمات دون تشويش من حوله. وكذلك الأمر مع ألعاب الذاكرة كبطاقات الذاكرة حيث على الطفل إيجاد كل بطاقتين متشابهتين، وذلك يتطلّب منه التركيز في مكان البطاقات حتى يستطيع إيجاد المتشابهات منها. وغيرها الكثير من ألعاب التركيب وتوصيل الأشياء ببعضها، فكل هذه الطرق وغيرها التي تتطلّب من الطفل العمل بيديه واستخدام عقله مع الابتعاد التام عن الأجهزة الإلكترونية التي تعيق تفكير الطفل مما تقلّل نسبة التركيز لديه.
- العمل على دعم العادات الصحيّة: نقصد بها هنا عادات الأكل، واختيار الأكل المناسب، والنوم لساعات تناسب عمر الطفل. كما نعلم جيدًا أن تناول الطعام الصحّي له أثر مرتبط مباشرة بمدى التركيز عند الطفل لأن تقديم الوجبات السريعة والتي يتم تجهيزها بطرق غير صحيّة تحتوي على نسبة كبيرة من السكر يجعل الطفل بطيئًا أكثر. أما الأطعمة التي يتم تحضيرها في البيت والتي تحتوي على البروتينات والبقول واللحوم المفيدة تعمل على بناء الخلايا العصبية والعقلية عند الطفل ولا تعيق نموّه، وما تحتويه من معادن وفيتامينات كلّها تعمل على زيادة الأنسجة العصبية وارتفاع نسبة التركيز عنده. كما أن لعدد ساعات نوم الطفل دورًا كبيرًا في قدرته على التركيز، فكلما اعتاد الطفل على موعد نوم ثابت اعتادت خلاياه العصبية على ذلك الروتين والراحة التامة مما يساعدها على العمل بقوة بعد ذلك وبالتالي تزداد نسبة التركيز عند الطفل.
- العمل على منح الطفل مهام معيّنة: نعم وهذا الأمر هو من الأمور الهامة جدًا، والتي تساعد الطفل على التركيز لأن بمجرد أن يمنح الوالدان الطفل مهامًا يعلمون جيدًا أنه قادر على عملها، فإن الطفل يعتاد على أن يقوم بها بطريقة أفضل كل مرة، لأن نسبة تركيزه تزداد في محاولة عمل الأفضل. هذا مع ملاحظة عدم إعطاء الطفل ما يفوق قدرته حتى لا ينشغل بالتفكير ما إن كان قادرًا أم غير قادر مما يضعف تركيزه. لذا من الضروري أن تكون المهام المناسبة للطفل هي مهام يعلم الأهل أن لدى الطفل القدرة على التفكير بها وإيجاد حلول كافية وطرق مناسبة لإتمامها.
هذه طرق بسيطة لا تحتاج إلى مجهود كبير من الوالدين بل تحتاج إلى طريقة مناسبة لتقديمها للطفل حتى يشعر برغبته بإتمامها، وبالتالي يعتاد مساعدة نفسه في زيادة نسبة تركيزه ليتخلّص من مشكلة قلة التركيز بالانشغال بالأمور الطبيعية.
اقرأ ايضاً: 8 حلول لمشكلة عدم التركيز عند الأطفال