تعتبر رحلة التربية من أصعب المهام على الأهل بشكل عامّ، وعلى الأمّ بشكل خاصٌّ. فمن المعروف أن الأمّ هي التي تقضي أكثر الأوقات مع أطفالها بحكم أنها تقدّم الرعاية المباشرة لهم، منذ بدء الحمل والولادة والرضاعة والرعاية والعناية، فهذه كلّها تتطلّب وجود الأم في حياة الطفل.
وبعد أن يبدأ الطفل يكبر تزداد حاجته لوالديه بشكل عام ولوالدته على نحو خاص؛ لأنه اعتاد عليها أكثر. في أغلب المجتمعات تعتبر الأم المسؤول الأول في التربية؛ لأنّ الأبّ في أغلب الأوقات في العمل، ويكون الجزء المسؤول عنه في التربية أقلّ من دور الأم.
لذلك تشعر الأمهات بالضغط الكبير في أثناء القيام بهذا الدور، خصوصًا إن كان لديها أكثر من طفل في مراحل مختلفة من الأعمار ترعاهم وتلبّي حاجاتهم وأمورهم. لذلك على الأم أن يكون لديها القدرات الصحيحة للتعامل مع الأمور، وتكون على معرفة بطرق مختلفة للتعامل مع الأطفال؛ لأن الأطفال يختلفون بشخصيّاتهم وطرق التعامل معهم حتى لو كانوا إخوة.
هنا سنقوم بمساعدة الأمّهات عن طريق تقديم النصائح لهم عن أفضل الأساليب التي يجب اتّباعها لتكون رحلة التربية مع أطفالهم أسهل عليهم بكثير. ومن أهمّ هذه النصائح التالي:
- عدم نقد تصرّفات الطفل بشكل متواصل، خُصُوصاً عندما يقوم الطفل بعمل ما لأول مرة، ويشعر بالفخر بنفسه أنه قام بها، فتقوم الأم دون قصد بتقديم النقد عن ذلك العمل من أجل أن تلفت انتباه الطفل للأمور التي لا يجب فعلها في ذلك الأمر، ولكن يكون ذلك على شكل نقد يرفضه الطفل ويزعجه. بل كان على الأم أن تخبره بالأمور الإيجابية لذلك العمل، وتثني على الوقت والجهد الذي بذله الطفل، وتقدّم رأيها في الأمور على أن لا تكون على شكل نقد حتى يتقبّل الطفل ذلك، ويتعلّم من الخطأ الذي حصل.
- على الأم مشاركة أطفالها في تفاصيل حياتهم، حتى تصبح الحياة التربوية أسهل. فكلّما تعرّفت الأم على تفاصيل الطفل أصبحت قادرة على التعامل مع الأمور بكل سهولة؛ لأن دور الأم لا يقتصر فقط على مشاركة الطفل في تحضير طعامه وتوفير حاجاته اليومية، بل أكثر. فالطفل يحتاج إلى أن يجد أمّه وهي توفّر الوقت الكافي له للاستماع له ولمشاكله، ولما حصل معه في يومه وغيرها من الأمور التي يبتهج الطفل في مشاركتها مع والدته، حتى لو كانت أمور ًا حزينة، فهو يحبّ مشاركة مشاعره بشكل عام.
- احترام الطفل من الأمور المهمّة جدًا في نجاح الرحلة التربوية: احترام الطفل هو أمر مهم جدًا في بناء شخصيّة الطفل وتقويتها وزيادة ثقته بنفسه وبغيره. يكون احترام الطفل عن طريق الأسلوب المتّبع في التعامل مع ذلك الطفل، واحترام الفروقات الفرديّة بين الأطراف، والاهتمام أن هناك فرقاً في التفكير والهوايات والقدرات والمهارات. وعلى الأم التعامل مع كلّ طفل حسب قدرته الخاصة، وتعزيز نقاط القوّة لدى الطفل وتقوية نقاط الضعف لديه.
- الابتعاد عن القسوة في التعامل: من أجل أن يتعلّم الطفل من أخطائه. هناك قاعدة في التربية يستخدمها بعض الأهل وهي خاطئة، بأن يقسو على الطفل عندما يخطئ حتى يتعلّم أن ذلك التصرّف كان خاطئًا، وأن عليهم الابتعاد عن الطفل، حتى يفكّر وحده، ويتعلّم من الأمر الذي أخطأ فيه. لكن الطفل فِعْلِيّاً لا يعلم ما نوع الخطأ الذي عمله، وهو لم يجد الاحتواء، بل وجد القسوة والابتعاد. لذلك من المهم جدًا على الأم أن لا تقسو على الطفل، حتى لو تكرّر الموقف، وأن يكون العقاب الحلّ ولا مانع إن تكرّر الخطأ، ولكن مراعاة أن العقاب يكون على قدر الخطأ، وليس على قدر الغضب.
اقرأ أيضاً: 8 قواعد هامة لكل أم في تربية الأطفال