من الأمور الطبيعية والمشاعر المتوقّعة بين الأطفال هي مشاعر الغيرة التي يشعر بها الطفل تجاه الطفل الآخر، سواء كان أخيه في البيت أو زميله في المدرسة أو أحد أطفال العائلة والأصدقاء. إنها مشاعر متوقّعة ومقبولة من الطفل طالما أنها لا تؤذي أي طرف، بل هي مشاعر طبيعية وصحّية من خلالها يستطيع أغلب الأطفال التعبير عن ما يدور بداخلهم.
لأن لغيرة الأطفال درجات متفاوتة، منها ما هي الحدّ الطبيعي والمتعارَف عليه، ومنها ما قد يتسبّب بالأذى للأطفال الآخرين نتيجة العنف الذي قد يتعرّض له الطفل بسبب تلك الغيرة من الطفل الآخر.
لذلك نقدّم هنا بعض النصائح لمعالجة هذا النوع من الغيرة بين الأطفال، ولمحاولة الحدّ من الأعراض والضرر الذي قد يلحق بالطفل. وهي كالتالي:
- معرفة سبب الغيرة هو أول الأمور التي على الأهل البحث بها حتى يتمكّنوا من معالجة الأمر.لأن مجرد معرفة السبب يجعل الأمور أسهل للمعالجة. كما إن معرفة مدى تأثير ذلك الأمر على الطفل يساعد في وضع الحلول لتلك الغيرة و لمشاعرها السلبية على الطفل والتي قد تكون السبب في مدى خطورة ردود الفعل عند الطفل الغيور.
- مراعاة الفروقات في التعامل مع الوالدين والأطفال، حيث يجب على الوالدين أن يكونوا حريصين في التعامل، وان يتواصلوا مع جميع الأبناء بنفس الطريقة، كي لا يشعر أحد الأبناء بوجود أي فرق في التعامل بينه وبين أحد أخوته. عندما لا يشعر الطفل بالتمييز والتفرقة في التعامل، فإنه ينال الأمان والدعم العاطفي وبالتالي يشعر بالراحة، مما يجعل الشعور بالغيرة يتلاشى، وتصبح مشاعر الطفل عادية جدًا نحو إخوته.
- تجنّب المقارنة في التعامل بين الإخوة داخل المنزل أو بين الأصدقاء والطفل أو حتى مع أطفال الأقارب. لأنه وبمجرد أن تتم المقارنة بين أي طفل وآخر، فكأننا نغرس داخل الطفل مشاعر الغيرة والحقد والكره للطفل الآخر. هذا بسبب شعور الطفل بأنه غير مهم، وأعماله غير مهمة، وأن أهله دائمو الانتقاد له من خلال مقارنته مع الآخرين. لذلك مهما بدت أعمال ذلك الطفل سيئة، وإنجازاته قليلة فإنه لا يصلح أبدًا مقارنتها بالآخرين، حتى لو كان الهدف منها تحفيز الطفل ليكون أفضل، فهناك طرق تربوية صحيحة تحفّز الطفل بعيدًا عن المقارنة.
- كما إن التحدّث المستمر مع الأبناء يمنح الأهل الفرصة الكافية لمعرفة ما يدور بداخل الطفل، وما نوع المشاعر التي يحتويها، كما وتمنح الطفل الراحة للتعبير عن مشاعره مع والديه. كما أن هذا التحدّث مع الأبناء يجب أن يكون دون عصبية أو انزعاج، حتى لو كان حديث الطفل يدعو إلى ذلك. على الوالدين أن يكونوا أهدأ، وعليهم احتواء الموقف حتى يستمر الطفل بالحديث فيتمكّنوا من الوصول لما يزعجه ويشعر بالغيرة منه.
- عدم توبيخ الطفل بسبب مشاعر الغيرة التي تسيطر عليه، وعدم إهانته أو عقابه، لأن الطفل لا يملك القدرة على السيطرة عليها، فهي مشاعر غير مسيطَر عليها ولكنها قابلة للعلاج في حال تم التعامل معها بشكل صحّي. وذلك عن طريق احتواء الطفل ومشاعره لمساعدته على التخلّص من تلك المشاعر. من الضروري أن يقوم الوالدان بتعويد الطفل على عدم الأنانية وحبّ الآخرين ومساعدة الجميع كما يحبّ أن تقدّم له المساعدة.
كل هذه الأمور إن تمّت مراعاتها في التعامل مع الطفل الغيور، فإنها تصبح بمثابة علاج للطفل للتخلّص من مشاعر الغيرة والتي قد تؤذيه قبل أن تؤذي غيره.
اقرأ أيضاً: طرق للتعامل مع الغيرة من المولود الجديد