يوبّخ الأهل طفلهم لمجرد حصوله على علامات متدنية، ويفكّرون بأسوأ أنواع العقاب والحرمان كي يتعلّم الطفل ولا يكرّر هذا. لكن ماذا يحدث إن حصل الطفل في الواقع على علامات متدنية؟ الإجابة هي في الحقيقة لا شيء! لا يوجد هناك أي خطأ في الطفل أو عقله او شخصيّته إن لم يتمكّن من الحصول على علامات مرتفعة في كلّ مرة.

لكن لماذا يقوم الأهل بالبحث عن طرق مختلفة لعقاب الطفل دون الاهتمام للسبب الرئيسي وراء ذلك التقصير الأكاديمي؟ وفي حال تكرّر ذلك فما هي أفضل طريقة للتعامل معه ومساعدته في تحسين مستواه الأكاديمي؟

هنا سنتحدّث عن التصرّف السليم، والذي يبدأ بالخطأ نفسه وكيف يمكن للطفل أن يستفيد من ذلك الخطأ الذي ارتكبه. من الضروري توضيح الأمر للطفل حتى يتمكّن من أن يتعلّم من هذا الخطأ. العلامات المدرسية هي نتيجة تقييم مستمر للطفل، فكلما استمرينا بالتقييم فإننا نعرف نقاط ضعف الطفل، وبالتالي يتعلّم منها. فبعد شرح الأمور له تصبح درسًا يتعلّم منه، ويصبح بعدها قادرًا على معرفة الخطأ وتصحيحه. فهذا الخطأ نفسه هو تصحيح لقدرات الطفل وسوف يتعلّم منه تدريجيًا.

عندما يحصل الطفل على علامات متدنية على الأهل عدم البدء بالتفكير بأنواع العقاب التي عليهم اتخاذها، بل البحث بالطرق الإيجابية عن أفضل الحلول والطرق التي تعمل على تحفيز الطفل وتصحيح النقص. فمثلأً: إن كان الطفل يعاني من مشكلة في الرياضيات درجاته متدنّية، فمن الأفضل أن يعمل الأهل على تنشيط ذاكرة الطفل من خلال إشراكه في نشاطات مختلفة، كالرياضة مثلاً التي تنشّط الذاكرة، فيستعيد قدراته تدريجيًا نتيجة تنشيط خلايا الدماغ.

الحماية المفرطة للطفل تقلّل من قدراته على الدراسة، حيث يشعر بأن والديه على أتمّ الاستعداد لعمل واجباته مقابل راحته. فإن شعرت والدته بأنه متعب فبدلًا من إعطائه وقتًا للراحة ثم العودة للدراسة فإنها تقوم بإتمام واجباته، فحمايتها المفرطة له تجعلها غير قادرة على رؤيته يتعب. لذلك من الضروري إعطاء الطفل مساحة جيّدة يعبّر فيها عن تعبه، وعن ضرورة أخذ قسط من الراحة قبل العودة للدراسة. الحماية المفرطة توقع الطفل في فخ التقيّد بالوالدين، ولا يشعر الطفل بأن له حريّته الخاصة، وأن عليه بذل أي مجهود، فيكون طفلاً بلا أهداف، فأكبر هدف عنده هو أن يقوم والديه بإنهاء المهام المدرسية عنه دون أي جهد منه.

عندما يحصل الطفل على علامات متدنّية، فإنه يشعر بأنه غير قادر على ضبط نفسه، وهذا يجعل من الصعب عليه مواجهة تحدّيات وصعوبات الحياة. فمجرّد عدم حصوله على درات جيّدة تجعله يفقد الأمل في كل شيء. هذا يجعل الأمور أكثر صعوبة، لذلك على الأهل التخفيف عنه وتشجعيه بأن تكون إرادته قويّة وأن يعمل جاهدًا على تحويل سلوكه للأفضل. للأهل دور كبير من خلال تشجيع الطفل وتعزيز قدراته بأنه قادر أن يكون أفضل. فمن خلال توفير بيئة مناسبة سواء في البيت من خلال علاقة أفراد الأسرة معًا خاصة الوالدين، يشعر الطفل الأمان فالعاطفة والأمان للطفل أفضل من درجاته المدرسية التي يمكن أن يحصل عليها بشكل أسهل إن كان مستقر نفسيًا وعاطفيًا ومشبع من والديه.

اقرأ أيضاً: ما الأهم طفلي أم درجاته بالامتحان…

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اعترافات على لسان الأمهات

اعترافات على لسان الأمهات

7 خطوات لتعليم الطفل مهارة حل المشكلات

7 خطوات لتعليم الطفل مهارة حل المشكلات