طفلي لا يحبّ المدرسة
يبدأ الكثير من الأطفال عامهم الدراسي بكلّ حبّ وشوق لأصدقائهم ومعلّميهم ومدارسهم، ولكن سرعان ما يبدأون بالشكوى من الذهاب إلى المدرسة، بل ويرفضون ذلك أغلب الأيام دون أيّ مبرّر. نجد أن الطفل يبدأ بتقديم المبرّرات والأعذار غير المنطقية من أجل البقاء في البيت وعدم الذهاب إلى المدرسة، وفي حين يسأله والداه عن السبب فيبدأ الطفل بإعطاء أسباب ومبرّرات غير منطقية معتقدًا أنهم اقتنعوا بها.
قد تكون هذه الأمور مقبولة إن كان الطفل يرفض الذهاب إلى المدرسة بين الحين والآخر وإن كان صغيرًا، ولكن في حال تكرار ذلك فهنا يجب أن ننتبه بأن هناك ما يزعج الطفل ويجعله لا يحبّ المدرسة.
لكن قبل البدء بالكشف عن الأسباب الأساسية:
- على الوالدين التحلّي بالصبر والهدوء أثناء تعاملهم مع الطفل، وعدم الانفعال أو الصراخ.
- كما عليهم تجنّب العصبية بشكل تام.
- الانتباه إلى عدم تعريض الطفل إلى العقاب والتوبيخ قبل معرفة الأسباب التي جعلته يرفض الذهاب.
- وبعد البدء بهذه الخطوات يبدأ الأهل بالبحث عن أسباب الرفض عن طريق التواصل المباشر مع الطفل قدر المستطاع، ومحاولة معرفة الأسباب من خلال أسئلة بسيطة تُطرح عليه.
في حال رفض الطفل التواصل مع الأهل، هنا يجب على الوالدين الانتباه لما يحدث داخل الأسرة. فقد يكون هناك مشاكل داخل البيت بين الوالدين، وهم لا يعتقدون أن الطفل متأثر بها. ولكن قد يكون الطفل متأثرًا بشكل كبير، ويخشى ترك المنزل خوفًا منه على والديه ومن أن تشتدّ الأمور بينهما. أو قد يكون الأب يشتكي بطريقة غير مباشرة للأم عن مشاكله في العمل أو العكس الأم تشتكي للأب، وقد يكون هذا مجرّد حديث عابر بين الوالدين، ولكنه أثّر على الطفل، وبدأ يشعر بالخوف على والديه من التغيّرات التي قد تحصل. لذلك يرفض الذهاب إلى المدرسة، ويرغب بالبقاء في البيت ظّنًا منه أنه يقدّم الحماية لوالديه بذلك الشكل.
وقد يكون بالفعل هناك مشاكل بين الزوجين، وقد تكون مشاكل كبيرة ربما تصل إلى حدّ الانفصال، وربما بدأ الطفل يشعر بأن هذه الأسرة سوف تتفكّك قريبًا، وهو لا يعلم متى. لذلك يرفض الطفل القيام بأي نشاط أو الذهاب إلى أي مكان، حتى لو كانت المدرسة؛ لأنه لا يريد أن يتمّ ذلك الانفصال بين والديه خصوصًا إن كانت طريقة تفاهم ونقاش الوالدين بصوت مرتفع يُخيف هذا الطفل. هذا يتسبّب بالخوف لما ستكون حياته عليه فيما بعد.
أو قد تكون الأسباب خارج المنزل تمامًا، وفي المدرسة بالدرجة الأولى. ربما يتعرّض الطفل للتنمّر، دون أن يشعر به أحد، أو قد يكون الطفل قد تعرّض للعقاب دون ذنب، أو ربما وجود طالب جديد في الصف تسبّب له بالإزعاج.
كما أن للتحصيل الدراسي سبب في عدم رغبة الطفل بالذهاب إلى المدرسة. لذلك على الأهل المتابعة مع المدرسة بشكل فوري في حال التأكّد التام أنه لم يحصل أي تغيرات داخل المنزل جعلت الطفل لا يرغب بالذهاب إلى المدرسة، والبدء مع الصف والمعلّمات والإدارة.
يجب البدء بالأمور البسيطة التي قد تسبّب الإزعاج للطفل، بالرغم من بساطتها، لكن قد يكون لها التأثير الكبير عليه. قد تكون تنمرًا يتعرّض له الطفل، وقد تكون سوء معاملة من المعلّمة، أو قد يكون خجل الطفل من إخبار المعلمة بالأمور التي لا يستوعبها مباشرة؛ مما يعني البحث بكل التفاصيل حتى يتمكّن الأهل بمساعدة المدرسة من إيجاد السبب أو الأسباب التي تجعله لا يرغب بالذهاب إلى المدرسة، والعمل على تصحيح الأمر لتقديم الأفضل للطفل ليعود كما كان مواظبًا وملتزمًا في الذهاب إلى المدرسة.
اقرأ ايضاً: طفلي ذكي لكنّه لا يحبّ الدراسة…. ما الحلّ؟