in ,

CuteCute

شجعوا أطفالكم على الحديث الذاتي الإيجابي

شجعوا أطفالكم على الحديث الذاتي الإيجابي

من الأشياء الجميلة التي تعلّمناها في صغرنا هو تدوين يومياتنا على دفتر المذكّرات الخاص بنا، ولأن هذا الدفتر يحوي الكثير من مشاعرنا ويعبّر عن اهتماماتنا وربما مشاكلنا الخاصة، لذلك فقد شجّعت أطفالي على استخدامه،  وعلى تدوين ما يحدث معهم أو ما يشعرون به بشكل يومي تقريبًا.

ولأني احترم خصوصية صغاري ولا أتدخّل بشؤونهم الخاصة إن لم يبادروا هم بذلك، وأترك لهم دومًا مساحة من الحرية الفردية، لم أحاول أبدًا البحث في أغراضهم الشخصية. لكنني بينما كنت أرتّب مكتب طفلي الذي يدرس عليه وجدت دفتر الملاحظات مفتوحًا على صفحة ومكتوب عليها: “لا أحبّ المدرسة، أنا لا أستطيع الإجابة على أسئلة المدرّس ولا عمل واجباتي بمفردي، أنا شخص كسول”، فاستغربت ممّا كتب ودفعَتني محبتي له لرؤية باقي الصفحات لأعرف ماذا يحدث معه، فرأيت أيضًا “أنا غير قادر على إثبات وجودي داخل الملعب لأن ضعيف وأصدقائي أفضل مني بكثير…”

هذه العبارات فسّرت لي سبب انعزاله في الفترة الأخيرة في غرفته وعدم رغبته في التكلّم معنا، لكني استغربت سبب هذه الأفكار التي كانت تصرخ في داخله، وتخبره أنه كسول وضعيف.

وبما أن الطفل يحتاج إلى الشعور بالإيجابية مثلنا تمامًا كما أنه يحتاج إلى تعلّم الحديث الإيجابي مع نفسه، ولأن هذا الشعور يستمدّه منّا ومن أقرانه ومن إيماننا به وبإمكانياته ومن الكلمات التي نُلقيها على مسامعه دومًا. كان لا بدّ لي من إعادة النظر بالكلام الذي أقوله له، والانتباه لكل كلمة تصدر مني وتؤثر به، ولجأت لتدعيم الحديث الذاتي الإيجابي لديه، لأنه سيدعم احترامه لذاته وزيادة ثقته بنفسه. ولأني عندما أشجّع طفلي على الحديث الذاتي الإيجابي، سيضمن له أن يُصبح أكثر سعادة وثقة ونجاح، ويمنحه القدرة على تغيير مشاعره من «لا أستطيع» إلى «نعم، يمكنني ذلك».

وعندما جلست معه أخبرته ضرورة التعامل الفعّال مع مشاعره السلبية، وضرورة تحفيز ذاته بدلًا من إحباطها وقَمعها، على اعتبار أن هذه الأفكار السلبية تقلّل من ثقته بنفسه.

وطلبت منه الاستمرار في تدوين مشاعره ومشاكله على دفتر يومياته أو على جدول حتى يتمكّن من ملاحظة التغييرات لاحقًا. بحيث يكتب كلّ يوم فكرة إيجابية عن نفسه ويحاول أن يعيشها ويطبّقها حتى ولو فشل في تحقيقها في البداية. وحتى عندما يُخطئ، أو يفعل شيئًا سيئًا، عليه أن ينظر إليه بإيجابية. فبدل قول «لا أستطيع حلّ الواجب المدرسي، أنا سيئ» أطلب منه إعادة صياغة الجملة على النحو التالي: “سأتعلّم كيف يُمكن حلّها، لأنجح في حل المسائل التالية”، وبدل قول “لا أستطيع” يجب أن يقول  “سأستطيع فعل هذا، يحتاج الأمر فقط إلى بذل المزيد من الجهد” لأنه بهذه الطريقة سيُصبح أكثر فعّالية ونجاحًا في التعامل مع المواقف الصعبة.

وأخبرته أن استخدام الحديث الذاتي الإيجابي  يتطلب ممارسة ووقتًا، تمامًا مثل أي مهارة نحتاج تنميتها فينا. وأنه غير قادر التحكّم فيما يحدث معه، لكنه يستطيع التحكّم في الطريقة التي ينظر بها إلى الأمور، وهذه الطريقة التي ينظر بها ستُمكّنه من تغيير نظرته لذاته وبالتالي نجاحه.

اقرأ ايضاً: طرق تعليم الطفل التعبير عن مشاعره

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

أسباب سوء التواصل بين الآباء والأبناء

أسباب سوء التواصل بين الآباء والأبناء

6 نصائح لزيادة مستوى سعادة الأم

6 نصائح لزيادة مستوى سعادة الأم