قد يعتبر أغلب الآباء أن عملية التواصل مع أبنائهم هي عملية سهلة، كونها تتطلّب الجلوس والتحدّث معهم فقط. وهم لا يرون التواصل إلا من هذه الزاوية والتي لا تصف التواصل كما هو واجب. ف التواصل بين الآباء والأبناء لا يعني فقط جلوس الطرفين والتحدّث معًا، بل له أكثر من طريقة، وتختلف كل طريقة عن الأخرى حسب الطفل وشخصيته وحسب طبيعة الأهل كذلك ومدى تقبّلهم لأفكار تخالف أفكارهم خصوصًا إن كانت نابعة من الأطفال.

بالتالي ونتيجة لسوء طريقة التواصل بين الآباء والأبناء أو اختيار الطريقة غير المناسبة للتواصل، فإنه تظهر المشاكل؛ مما يجعل الأمر أكثر سوءًا. فبدلًا من أن يكون هدف التواصل حلّ أمر معين يخصّ التربية، قد ينجم عنه أمر مخالف للموضوع المقصود، وذلك نتيجة سوء التواصل بين الأطراف. خصوصًا إن كان الوالدان بطبيعتهم غير معتادين على التواصل مع أبنائهم والتحدّث إليهم بشكل روتين؛ مما يجعل الأطراف يواجهون صعوبة في التواصل.

هنا سنقوم بالتحدّث عن أكثر الأمور التي قد تتسبّب بشكل مباشر سوء التواصل بين الآباء والأبناء، والتي إن تمّت السيطرة عليها قدر المستطاع، فإنهم سوف يصلون إلى طريقة صحّية جيدة في التواصل. وهذا يكون لها الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل، والاعتياد على التواصل دون رهبة أو خوف من أن يتحوّل ذلك إلى مشكلة أكبر.

  • تعتبر ضغوطات الحياة التي تواجه الوالدين هي المشكلة الأساسية لعدم نجاح التواصل بينهم وبين أبنائهم. ومنها على سبيل المثال مشاكل العمل، أو الالتزام بدفعات شهرية قد لا يكون لديهم القدرة على إتمامها، أو مشاكل أسرية من الأسرة الممتدّة. كل هذه الأمور تسبّب التوتر للوالدين والقلق خوفًا من أن تصل تلك المشاكل إلى أبنائهم بطريقة ما. لكن بمجرّد أن تسيطر هذه المشاكل على الوالدين، فإنها حتمًا ستنتقل إلى الأبناء. فقد نجد أن الأب أو الأم قد بدأوا بالتواصل والتحدّث مع أبنائهم بكل هدوء، وفجأة يتحوّل الأمر إلى أحاديث قويّة وصراخ نتيجة أن أحدهما تذكّر موقفًا ما حصل معه في ذلك اليوم، أو وصلت إليه رسالة بأخبار لا يريد سماعها وغيرها من الأسباب. لذلك من الضروري المحاولة قدر المستطاع أن يكون الوقت المخصّص للتواصل مع الأبناء وقتًا ثمينًا بعيد كل البعد عن المشاكل أو مسبّباتها التي قد يظهر فجأة أثناء التحدّث إلى الأبناء. لأن ذلك التغير المفاجئ قد يُخيف الأبناء، ويجعلهم لا يريدون التحدّث إلى الوالدين مجدّدًا.
  • من الأسباب الأخرى التي تعيق التواصل بين الآباء والأبناء هو غياب الوالدين أو أحدهما لفترة طويلة عن حياة الطفل. هنا لا نقصد أن يكون السفر هو السبب، فقد يكون الوالدان متواجدين في كلّ يوم، ولكنهما ليسا متواجدين في حياة الطفل، وهنا تكون المشكلة أكبر؛ لأن الطفل بذلك يكون قد اعتاد على عدم أهمية وجود والديه في حياته، وأنهم لا يسألون عن تفاصيله اليومية؛ مما يجعله يعتقد أنه أمر غير مهم بالنسبة لهم. يعتقد الوالدان كذلك أن توفير ما يلزم الطفل وتأمين كلّ متطلباته هي كلّ ما يحتاج إليه، ولا يهتمون للقيمة المعنوية التي يحتاجها الطفل من والديه، حتى لو كان ذلك مجرّد التواصل لخمس دقائق يوميّا. إن كان الأمر كذلك، فمن الضروري جدًا ترتيب الأمور والوقت الكافي وتخصيصه فقط للتواصل مع الأبناء، حتى يعلم الطفل أن هناك مَن يهتم بتفاصيل حياته اليومية. فحتى لو كان أحد الوالدين مسافرًا، فإنه يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولو مرّة في الأسبوع فقط ليشعر الطفل أنه مهم بالنسبة لوالديه، حتى لو لم يكونوا بجانبه.

وعليه، فمن الضروري للطفل من الناحية العقلية والنفسية والعاطفية أن يجد طريقة للتواصل مع والديه تكون طريقة صحّية يستطيع من خلالها التحدّث بشكل مريح بعيدًا عن المشاكل والصراخ.

اقرأ أيضاً: أهمية تواصل الأهل مع أبنائهم

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

طفلي لا يحبّ المدرسة..ماذا أفعل؟

طفلي لا يحبّ المدرسة..ماذا أفعل؟

طفلي يكره الروتين

شجعوا أطفالكم على الحديث الذاتي الإيجابي