الطريق إلى أبناء أصحّاء نفسيًا.
البيت الصحيح نفسيًا هو البيت الملائم الذي ينتج منه أبناء سليمون نفسيًا. وكي يكون البيت صحيحًا يحتاج أن يعمل شريكا الحياة معًا نحو هذا الهدف.
لذا نقّدم لكم بعض الأفكار التي تساهم في بناء بيت صحيح وبالتالي أبناء أصحّاء نفسيًا:
1-التواصل: الكثير من المشاكل يمكن التعامل معها فقط من خلال التواصل، فالتواصل ينقل الأفكار ويوصل المشاعر بين الشريكين. ومن أهم النصائح التي تساهم في إنجاح العلاقة الزوجية هي التخلّص من خرافة “قراءة الأفكار”، ففي الواقع لا أحد يمكنه قراءة الأفكار. إن أردت شيئًا ما، قله بوضوح، ولا تنتظر أن يعرف الشخص الآخر، ولا تتوقّع أو تفترض أن يعرف، بل كن واضحًا في تواصلك بأن تقول ما تريد وما تفكّر وما تشعر.
وما يعقّد العلاقة الزوجية هو أن الزوجين كونهما يعرفا بعضهما البعض جيّدًا فيشعران بالراحة الزائدة في التواصل. هذا أمر جيّد ولكن له وجهه المظلم وهو اختصار أبسط الكلمات التي تعبّر عن الاحترام مثل: شكرًا، وآسف، ولو سمحت. تلك الكلمات السحرية التي نعلّمها لأطفالنا الصغار. هي كلمات هامة وتضيف لتواصل الزوجين بعض النكهة، فيجب عدم اختصارها.
ومن النصائح التي يمكن أن نقدّمها في موضوع التواصل بين الزوجين هي اختيار الوقت المناسب للتواصل، فلا تبدأ الحديث مع شريك حياتك وهو مشغول في أمر ما، أو قادم من مهمة متعبة، أو مجهد أو حتى ببساطة لو كان جائعًا. في حال تصاعد النقاش في أمر ما، أو كان هناك قرار صعب أو موضوع متعب تنويان الحديث فيه، من الأفضل أخذ استراحة إن اشتدّ النقاش أو اشتعلت المشاعر. ثم العودة للنقاش فيما بعد وفي الوقت المناسب. ويمكن اللجوء إلى نوع من التشتيت قبل متابعة الحديث مثل تغيير المكان أو الخروج للمشي أو شرب الشاي أو ربما لعب لعبة مفضّلة لكما. وفي كثير من الأحوال قد يكون وجبة خفيفة أو مجرد ساندويش كافيًا لمنح الطاقة فالحديث وأنتما جائعان لن يكون مجديًا.
يجب أن يكون الصدق والوضوح والتعاطف والاحترام هي القواعد التي يُبنى عليها التواصل، فلا تحاول دائمًا إصلاح الأمور وتقديم الحلول، ولكن كن مستمعًا متعاطفًا مع شريكك.
2-الأولوية للعلاقة الزوجية وليس الأبناء: لتكن علاقتكما كزوجين هي محور وأساس الزواج وليس الأبناء. فتركيز الزوجين على علاقتهما هو من أعظم ما يمكن أن يقدّموه لأبنائهما. فعلاقتكما ستكون المثال لهما والقدوة لحياتهما. فإظهار الحترام المتبادل من خلال الاستماع باهتمام لما يقوله الآخر وإظهار له أن تستمع وتهتم، وكذلك الانتباه للطريقة التي تقول فيها الأشياء، وعدم التقليل من شريكك أو الانفجار بكلمات تدمّر احترامك له أو لها.
العمل للعمل والمنزل للمنزل: قد يكون هذا أمرًا صعبًا وخاصة في عصر الإنترنت وفكرة العمل من المنزل. لكن من المهم أن يكون هناك فصل بين وقت العمل ووقت العائلة. وليكن المنزل مكانًا نلجأ له للراحة. وأهم ما يجب أن نكون حذرين من ممارسته هو سكب مشاكل العمل أمام شريك حياتنا كنوع من التنفيس. لا بأس أن نشارك متاعبنا ومشاعرنا، ولكن باعتدال، والأهم أن يكون المنزل مكاًنا للراحة لا لشدّ الأعصاب.
3-التعامل مع المال وأمور المنزل: ليكن توزيع المهام بحسب نقاط القوة، فإن كان أحد الطرفين بارعًا في الطبخ فليكن هو من يقوم بإعداد الطعام، وإن كان دقيقًا في أمور المال فليستلم الميزانية. أما في الأمور المالية فمن المهم تجنّب الديون قدر الإمكان، ومحاولة توفير المال لشراء الاحتياجات أكثر من الاعتماد على القروض وبطاقات الائتمان، ومن أهم الأمور التي تساعد في ضبط الأمور المالية هو الشعور بالاكتفاء وعدم مقارنة نفسك بالآخرين، فالمقارنة ستغرقك في ديون أنت في غنى عنها.
4-حافظ على شعلة الزواج حيّة: أضيفا إلى زواجكما معنى من خلال المشاركة في أعمال تطوعية أو مساعدة آخرين، ولا يكن زواجكما وعائلتكما متمحورة حول ذاتها. يمكنكما أن تفكّرا بأمور بسيطة وتلقائية لإضافة البهجة والمتعة لعلاقتكما الزوجية. فبعض المفاجآت سواء بوجبة طعام أو معونة في مهمة ما أو حتى هدية بدون مناسبة لها وقع كبير في حياة الزوجين. لا تنسيا أن الضحك والمرح والفكاهة هي من الأمور الهامة لإضافة البهجة للعلاقة الزوجية.
راجين لكما حياة زوجية مشتعلة بالحبّ، وبالتالي تنعكس على حياة أبنائكما بالصحّة النفسية والسعادة.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح للمحافظة على الصحة النفسية للطفل