كيف أعلم طفلي تقبّل الخسارة

بعد رغبته الكبيرة بالانتساب لنادي كرة القدم، تكرّرت المرات التي عاد بها طفلي للمنزل وعلامات الحزن واليأس تظهر عليه، إما لخسارته في إحدى المباريات أو لأنه لم يتمكّن من تحقيق أي هدف، أو لأن المدرّب لم يُظهر له أي اهتمام كونه لم يلعب بشكل جيد….

ومثل أي أم… ولأنني أرغب برؤية الفرح والسعادة على وجه أطفالي دومًا، ولا أتمنى رؤية أحدهم يتألم أو يشعر بالفشل والإحباط، كان رد فعلي الطبيعي هو محاولة حمايته قدر الإمكان من أن يعيش هذه اللحظات. فقد كنت أُسرِع لحمل همومه ومخاوفه نيابة عنه، فأطلب منه التوقّف عن التدريب أو الابتعاد عن لعب كرة القدم، وتجدني أقدّم الكثير من التبريرات لتصرّفي هذا متجاهلة أنه من خلال حماية الطفل من هذه اللحظات فأنا أغرس فيه شعورًا بالعجز وقلة الثقة بالنفس.

لكني أردت أن تتكوّن شخصية طفلي بطريقة صحيحة وسليمة، وأن يتعلّم التعامل بروح إيجابية مع محطات الفشل والإحباطات التي يمرّ بها في حياته. كان تطبيق هذا الأمر صعبًا بالنسبة لي، فليس من السهل أن أرى طفلي يخسر ويتألم وأحيانًا يفشل رغم كل التعب والعناء الذي قام به، فكان عليّ أن أدعمه وبشدّة ليتجاوز هذه المراحل الصعبة ويتعلّم منها.

وقبل أي مباراة أو تدريب سيخوضه، كنت أحفّزه وأدعمه دومًا، وأطلب منه أن يقدّم أفضل ما لديه. وفي حال الخسارة أشجّعه أن لا يعتبر نفسه قد فشل، بل يبحث عن الإيجابيات التي حدثت معه، ومن الأفضل أن يفهم الخطأ الذي حدث، ويتوصّل إلى حل مناسب. ربما لم يربح بالمباراة لكنه سجّل هدفًا، أو لم يحصل على المرتبة الأولى في الاختبار لكنّه سجّل علامة أعلى من المرة السابقة.

وكتبت عبارات تشجيع وألصقتها على جدران غرفته لتعليمه تقبّل الخسارة، تضمّنت:

  • “… اقبل النتيجة وابتسم وهنّئ خصمك وتصافح معه بكل روح رياضية.
  • لا بأس إن شعرت بالحزن، لكن من المهم أيضًا قبول الخسارة والمضي قدمًا.
  • لا تختلق الأعذار أو تبرّر فشلك بإلقاء اللوم على الآخرين، من الأفضل أن تتحمّل المسؤولية وتتعلم من أخطائك.
  • عليك أن تؤمن بنفسك وبقدرتك على تحقيق ما تريد.
  • لا تتوقّف أبدًا عن المحاولة فالفشل يمكن أن يجعلك شخصًا أقوى طالما أنك تتعلّم منه….”.

هذه العبارات أعطته شعورًا بالرضا عما يقوم به ، فقد أخبرته أن النجاح ليس دومًا الحصول على المرتبة الأولى، بل هو مقدار التعب الذي قدّمه، وهو مقدار التطوّر الذي طرأ بشخصيته. وأن هذه الخبرات تمنحه القوة ليكبر وينمو بطريقة تضمن له النجاح، وعلينا أن لا نستسلم أبدًا لأن الفشل يمنحنا فرصة للمحاولة مرة أخرى وتجربة شيء جديد.

اقرأ ايضاً: هل أزرع روح المنافسة عند طفلي؟

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

عبارات علينا تجنّبها مع بدء العام الدراسي

عبارات علينا تجنّبها مع بدء العام الدراسي

أسباب بطء التعلّم عند الطفل

أسباب بطء التعلّم عند الطفل