مع بداية العام الدراسي تتحمّس الأمهات للعودة إلى روتين الدراسة والواجبات، ويتحمّس الأطفال كذلك؟ ولكنهم بنفس الوقت يكونون خائفين ومتوترين مع تلك الأيام الجديدة التي لا يعلمون حقًا ما تخفيه لهم.

ولكن تبقى الأمهات في حماسهم المعتاد لعودة الأبناء، وقد يعبّرون عن هذا الحماس بعبارات مختلفة قد تسبّب الإزعاج لأبنائهم دون علمهم. وهنا سنتحدّث عن بعض هذه العبارات، وكيف تؤثّر على الطفل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، محاولين هنا تقديم المساعدة للأمهات في اختيار الكلمات والعبارات المناسبة للأبناء.

من أهم هذه العبارات:

  1. عندما تقول الأم لطفلها: “لا بأس، سوف تقابل عددًا من الأصدقاء الجدد.” في هذه الحالة قد يُصاب الطفل بالخوف والهلع من تأثير هذه الجملة، خصوصًا إن كان غير قادر على تكوين صداقات جديدة.   فالأمر بالنسبة له مزعج لأنه يشعر بأن لا أحد يريد أن يكون صديقًا  له. لكن من الأفضل عندما نرى أن الطفل يواجه صعوبة في تكوين الصداقات أن نتحدّث إليه بكل هدوء، ونشجّعه ونفكّر معه بطرق جديدة مختلفة قد تساعده على تكوين صداقات على المدى البعيد. كذلك تذكير الطفل بأن الصداقات قد تنجح وقد تفشل وأن هذه الأمور طبيعية فلا داعي للقلق والتوتر.
  2. كذلك تجنّب تخويف الطفل بأنه في هذه السنة الدراسية قد أصبحت في مرحلة أكبر، مما يتطّلب منك المزيد من الواجبات المدرسية والبيتية. يبدأ الطفل عندها بالقلق تجاه قدراته على تحمّل تلك المسؤولية. نتفّق أن أغلب الأطفال لا يحبّون الواجبات المدرسية التي ترسَل معهم إلى البيت، بل يفضّلون اللعب. من الضروري توضيح الأمر أنه بمجرّد إتمام الواجبات، فيمكنك التركيز أكثر في المدرسة، وبالتالي الفهم الجيّد الذي يساعدك في الامتحان.
  3. إن كان الطفل بطبيعته يشعر بالتوتر في المكان الجديد، فمن الضروري عدم تذكيره بشكل يومي كيف كان الصف الجديد والطلاب الجدد والمعلمين الجدد. فذلك يزيد من نسبة التوتر لديه، ويجعله لا يرغب بالعودة للمدرسة. من الضروري متابعة الطفل والتحدّث معه عن يومه، بدءًا بالأمور الإيجابية التي حصلت معه والانتهاء بالأمور السلبية أو ما يسبّب له الإزعاج. كما وعلينا أن نحاول مدحه على الأمور الإيجابية ومحاولة إيجاد حلول للسلبيات بطريقة تناسب الطفل وشخصيته.
  4. من الضروري جدًا تجنّب المقارنة بين الأبناء مثل أن نقول للطفل الأصغر: “إن أخاك عندما كان في عمرك لم يكن يخاف من هذه المرحلة الدراسية بل تجاوزها بكل سهولة.” حيث يحاول الأهل تحفيز الطفل من خلال هذه المقارنة، إلا أن هذا يعمل على تدمير شخصية الطفل. من الضروري أن يكون التحفيز والمقارنة بين الطفل ونفسه. مثل أن نقول له: أنت اليوم أفضل من الأمس، وخطّك اليوم أفضل من الأمس. هذه المقارنة تعمل وبطريقة مباشرة على تحفيز الطفل على فعل الأفضل يومًا بيوم.
  5. من الضروري جدًا الانتباه لكل الكلمات التي تصدر منّا كأهل، لأنها تعمل على تحسين أو تدمير نفسيته، وتشجيع أو قتل حماسه للعام الدراسي الجديد. كما ويجب أن لا نبخل على الطفل، فهو يريد أن يقدّم أفضل ما عنده، ويكون المتفوّق، ولكن الأمر متعلّق بقدراته وطبيعته التي تختلف من طفل لآخر.

اقرأ ايضاً: 10 مفاتيح ذهبية ستحبّب أطفالنا بوقت الدراسة

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

علّم ابنك الذكر أن المهام المنزلية من مسؤولياته

علّم ابنك الذكر أن المهام المنزلية من مسؤولياته

كيف أعلم طفلي تقبّل الخسارة

كيف أعلم طفلي تقبّل الخسارة