يستخدَم مصطلح بطء التعلّم مع الطفل ذي القدرة المتدنيّة والذي يملك معدّل ذكاء أقلّ من المعدل الطبيعي لتلك الفئة العمرية. يظهر بطء التعلّم بنسبة واضحة عند عدد من الأطفال خصوصًا ممن يعانون من إعاقات ذهنية، وتوحّد يؤدي إلى الوصول إلى حالة من صعوبة التعلّم لدى الطفل.

مع وجود تلك النسبة من الأطفال الذين يعانون من صعوبة أو بطء التعلّم، ففي أغلب المجتمعات هناك برامج وخدمات تعليمية تخدمهم في حال تم تشخيصهم جيّدًا وتحديد مستوى البطء التعلّمي عندهم. حيث يتم التعامل معهم كأشخاص لديهم كفاءات معينة تجعل نسبة جيّدة منهم قادرين على المواكبة والتطوّر تدريجيّا للوصول إلى حدّ أفضل في التعلّم.

هنالك علامات عند الطفل البطيء التعلّم أغلبها واضحة، والبعض تحتاج لإيجادها البحث في سلوكيات الطفل. من أهم تلك العلامات التالي:

  1. العامل الشخصي الذي يمسّ الطفل مباشرة. ومثال على ذلك إصابة الطفل بمرض لفترة طويلة دون الانتباه للأعراض مما يجعله يمتدّ لفترة طويلة تؤثر عليه لاحقًا. كما وقد يكون غياب الطفل المتكرّر ولفترات طويلة عن مدرسته أو مكان التعلّم الخاص به سببًا في فقدانه للتركيز وسرعة الإجابة، من ثم البطء في استيعاب المعلومة والاستفادة منها. كما وقد يكون هناك بعض العيوب الجسدية عند الطفل، وغالبًا ما تكون غير ظاهرة عليه بوضوح مثل ولادته بفقر في نمو الخلايا العصبية والذهنية مما يجعل معدّل الذكاء عنده أقل. يصبح الأمر واضحًا عندما يلتحق الطفل بالمدرسة لتكتشف معلّمته مشكلة ضعف الاستيعاب وضعف القدرة على الرد سريعًا.
  2. العامل البيئي والذي يتمحور في البيئة المحيطة بالطفل. فقد تكون البيئة سيئة، ولا تسمح للطفل بالتطوّر، بالرغم أن الطفل لا يعاني من أي مشكلة. قد يكون السبب المباشر في تراجع مستواه وجوده في بيئة سكنية فقيرة المرافق التي تساعد في التطوّر ورفع مستوى المهارات. كما وقد تؤثر كذلك البيئة داخل المنزل مثل طريقة تربية الوالدين، وتقديم الطعام الفقير الذي لا يحتوي على المكمّلات الغذائية اللازمة لعقل الطفل للنمو والتطوّر، وعدم حصول الطفل على عدد ساعات كافية من النوم لينال جسمه وعقله الراحة التامة للعمل بالشكل السليم. كما أن للوالدين دورًا كبيرًا في إحباط الطفل تجاه التعلم والاكتفاء بما تقوم به المدرسة، فالطفل يحتاج إلى التشجيع المستمر خصوصًا إن كان هناك بعض التفاوت في البيت بين الأبناء من حيث مستوى الذكاء، فيكون تركيز الوالدين على الطفل الأكثر ذكاء فاقدي الأمل في الطفل الأقل حظًا في القدرة والاستيعاب.
  3. العامل التعليمي والكادر التعليمي لهما الدور الكبير، فهو المركز الرئيسي للطفل في تلقي المعلومة. قد يفتقر ذلك الكادر للطرق السليمة في نقل المعلومة، وقد يكون غير قادر على إيصال المعلومة، بالرغم من معرفتهم التامة بها. كما أن لتغير المنهاج التعليمي عدّة مرّات خصوصًا في نفس العام الدراسي الدور الكبير خصوصًا إن اعتاد الطفل على منهج معيّن، وتغيّر خلال فترة قصيرة، حيث يؤدي إلى انخفاض جودة التعليم. هذا بالإضافة إلى العامل العاطفي بين المعلّمة والطفل، فقد يكره الطفل المعلّم لعدم قدرته على فهم مادته أو لأن أسلوب المعلّم لا يراعي التفاوت في قدرات الأطفال.
  4. العامل النفسي والذي يلعب دورًا كبيرًا جدًا وملحوظًا لدى الطفل، خصوصًا عند مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين، مما يجعل ثقة الطفل بنفسه تتدنّى مع الوقت تدريجيًا، فيفقد الثقة بالآخرين ولا يرغب بالاستمرار لفترة طويلة في البحث عن المعلومة والتعلّم. فيصبح طفلاً خجولاً يعاني من القلق، ويخجل أن يجيب إجابة خاطئة، فيسخر منه باقي الأطفال.

وعليه ولمجرد البحث عن الأسباب والعوامل التي تتسبّب بذلك السلوك عند الطفل، يصبح الأمر أكثر سهولة في التعامل مع الطفل. لذلك من الضروري التواصل بين الأهل والمدرسة حتى يكونوا متفقين من حيث أسلوب التعامل مع الطفل لاستعادة ثقته بنفسه والعمل على دوره المهم في التعلّم.

اقرأ أيضاً: علامات تدلّ على صعوبة التعلّم عند الأطفال

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

كيف أعلم طفلي تقبّل الخسارة

كيف أعلم طفلي تقبّل الخسارة

أعراض التهاب المجاري البولية عند الأطفال