كيف نحتوي غضب الطفل
ليس هناك من يخاف على الطفل أكثر من أهله، فكلنا همّنا الأول حماية طفلنا الصغير وأحيانًا غير القادر على حماية نفسه من أي مكروه أو أذى سواء كان جسديًا أو نفسيًا.
لكن ما لفتني بالحقيقة هو الطريقة التي نربّي بها طفلنا ليدافع عن نفسه عند إصابته بأذى. فمنّا من يشرح لطفله سبب ما حدث له، ومنّا من يلومه، ومنّا من يطالبه بالابتعاد عن سبب الخطر. لكن الأسوأ بنظري من كل هذه الطرق هي الطريقة التي يتبّعها أغلبنا دون الانتباه لخطورتها ألا وهي مثلاً عندما يكون الطفل جالسًا على الكرسي وبسبب حركة ما يقع من عليه، وطبعًا يبدأ بالبكاء فنركض نحن ونحمل الطفل وعندما نتأكّد من سلامته فورًا نقول له إن الكرسي بشع وهيا اضرب أنت الكرسي الذي أوقعك و….
لكن من المؤكد أننا لم ننتبه أن هذا الموقف وهذا التصرّف الطبيعي الموروث يعلّم الطفل الآتي:
- إنه ينفّس عن غضبه بالضرب: فلا نستغرب بعد هذا أنه عندما يغضب من أخيه يضربه، فنحن من علّمناه هذا.
- يتعلّم إنه عندما يحسّ بالأذى ينتقم لنفسه، ولا يصلح أن يتعامل مع الواقع الذي حصل له بدون انتقام، فلا نستغرب لو أن أخاه ضربه بدون قصد -أو بقصد- فإنه يردّ عليه بضربه بدون تفاهم.
- نعلّمه ردّ الفعل العنيف فبعد هذا نستغرب لماذا يصرخ أو يجيب بطريقة فظة عندما يأخذ أحد لعبته منه مثلاً، فنحن من علمناه ذلك.
- نعلّمه إسقاط مشكلته على غيره وعدم وضع نفسه كسبب لما حصل، أي بدل أن ننبّهه أن ينتبه في المرات القادمة ، لا… الكرسي غلطان، وهذه بداية تكوين الشخصية التي لا تعترف بخطئها حتى لو أمام نفسها.
لكن ما البديل من هذه الطريقة؟؟؟
هناك بدائل عديدة للتعامل مع غضب الطفل وهي:
- علينا أن نحتوي الطفل ونقدّر مشاعره باهتمام ونحسّ بألمه.
- أن نصف الذي حصل، ونصف مشاعر الطفل باهتمام لكن بدون مبالغة، مثلاً أنت كنت جالسًا على الكرسي وبدأت تلعب وهذا ما جعلك تقع وطبعًا لما وقعت تألمت يدك، هيا نضع عليها الماء ونمددها فترتاح.” ونحضنه ليشعر بمحبتنا لا بلومنا له.
- نصبر عليه إلى أن يهدأ وثم نناقش سبب الحادث، حتى لا يتكرر، دون استخدام أسلوب التبكيت لكن بأسلوب التقرير “الوقوف على الكرسي سيجعلك تقع، لذا من الأفضل أن لا تقف عليه.”
- لنعطه مجالأً كي يعبّر عن مشاعره ولا نستخف بها، وهذه أهم نقطة. ساعده أن يعبّر عن مشاعره ولا يكبتها، بهذا نعلمه ألا يستخف بأوجاع أحد. أنت بهذا ستكون مثله الأعلى طوال عمره في مراعاة واحترام مشاعره وأوجاعه وبالتالي مشاعر الآخرين وأوجاعهم.
اقرأ ايضاً: 5 طرق للتعامل مع الطفل العدواني