هل أزرع روح المنافسة عند طفلي؟

أفكار كثيرة تبادرت لذهني عندما رأيت طفلي وهو في حالة نفسية منهارة بسبب خسارة فريقه في لعبة كرة القدم، علمًا أنه تدرّب كثيرًا قبل المباراة ولعب بشكل رائع وحقق أهدافًا مميزة وجميلة. لكن فشله في تحقيق هدفه الذي هو تحقيق الفوز بالمرتبة الأولى جعله لا يشعر بأهمية ما قام به من مهارات في هذه اللعبة أو ما اكتسبه من خبرات جديدة.

لماذا لا يقبل أطفالنا الفشل أحيانًا؟ لماذا هدفهم الأول والوحيد هو الفوز بالمرتبة الاولى؟ وماذا يجب عليّ أن أفعل؟ هل أشجّعه على تجنب الألعاب التنافسية؟ أم أدعه يعيش هذه التجربة؟

ربما من أكبر الأخطاء التي نرتكبها نحن الأهل هي حماية أطفالنا من الفشل، لكن هذا الفشل ليس بالشيء السيء. صحيح أنه يمكن أن يسبّب لهم شعورًا بالإحباط واليأس أو الضغط والتوتر، لكنه فرصة رائعة للتعلم من الإخفاقات، كما أنه فرصة لهم للعمل بجدّية أكبر وتحسين مهاراتهم.

ربما يخشى أطفالنا الفشل لأنهم يخشون أن يتنمّر عليهم الآخرون أو يسخروا منهم، أو ربما يخافون من خيبة أمل والديهم. لكن مهما كان السبب، فهذا الخوف يمكن أن يمنع الأطفال من تجربة الأشياء الصعبة، وبالتالي يمكن أن يقلّل من فرص النمو وكذلك فرص النجاح.

أردت تعليم أطفالي معنى المنافسة الصحّية،وكيف يقبلون الخسارة وهم يشعرون بالرضا عن جهودهم التي بذلوها، لكن كيف أتحدّث مع طفلي فيما يخصّ المنافسة؟

  1. كان هدفي تعليم طفلي التفكير الإيجابي في المنافسة، فأخبرته أن التنافس بحد ذاته ليس شيئًا سيئًا، لكن الطريقة التي يتعامل بها الناس مع المسابقات هي التي يمكن أن تجعل التنافس غير صحّي. بعبارة أخرى، قلت له: “إذا كان الهدف الوحيد هو الفوز وعدم تعلّم أي شيء في هذه العملية، فهذا سيشعرك بالإحباط عندما تخسر. لكن إذا تعلمت كيفية النظر إلى الخسارة بشكل بنّاء، عندها ستتعلّم الكثير من المسابقات التي ستشارك فيها”.
  2. وبدلًا من التركيز على الفوز طلبت منه التركيز على ما يقوم به مثل عدد التسديدات التي يسدّدها في لعبة كرة القدم، أو مقدار الوقت الذي استثمره في التدريب على منافساته الفردية والجماعية.
  3. وحاولت تعزيز مفهوم “بأنه لا بأس من الخسارة أحيانًا طالما أنه يعمل بجدّ ويبذل قصارى جهده ويتعلّم من التجربة”.
  4. وقمت بمشاركة طفلي تجاربي مع الفشل وما تعلّمته من هذه التجارب.

وبغض النظر عن النتيجة، ساعدوا أطفالكم على رؤية ما قاموا به بشكل جيد، لأن بعض الأهل يعتبرون موضوع المنافسة أمرًا محظورًا على أطفالهم. ليس فقط لأنه يشكل ضغطًا على الصغار لبذل أقصى جهودهم في مضمار محدّد، بل لأن المنافسة تسبّب الإجهاد للطفل وقد تتركه مع خيبة أمل لعدم قدرته على إنجاز ما يجب عليه إنجازه.

وكما يقول الدكتور تيموثي غان :” المنافسة تعلم الطفل بأن النجاح ليس دائمًا هو الجانب المشرق والأفضل في الحياة, بل الأهم أن نعمل بجد والتزام, حتى نكسب المهارات الاجتماعية, ونتعلم قيمة العمل الشاق لنتمكن من تطوير الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية”.

نصيحتي لكل الأهل, سواء كان أطفالنا يلعبون مباراة رياضية, أو يدخلون في مسابقة الرقص, أو يشاركون في الاولمبياد العلمي, في هذه المواقف التنافسية في حياة أطفالنا, من الأفضل أن نبعد تركيزنا واهتمامنا على الفوز فقط, بل نركز على طريقة تعامل أطفالنا مع الطرف الآخر الرابح, والنظر لما حققوه من انجازات خلال هذه التجربة.

في النهاية… القدرة التنافسية عند الطفل هي مهارة مميزة علينا أن نعمل على تنميتها, فهي تؤثر على نجاحه مستقبلًا.

اقرأ ايضاً: أضرار المنافسة بين الأهل

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

10 مفاتيح ذهبية ستحبّب أطفالنا بوقت الدراسة

10 مفاتيح ذهبية ستحبّب أطفالنا بوقت الدراسة

4 طرق لإحتواء غضب الطفل

4 طرق لإحتواء غضب الطفل