كسب ثقة أبنائنا مهمّة صعبة وطويلة، وقد تكون أحيانًا من المهام المستحيلة وخاصّة في وقتنا الحالي. يعود هذا لانشغال كل فرد من أفراد الأسرة في عالمه الخاص، سواء كان العمل أو الدراسة أو العالم الافتراضي ووسائل الترفيه، بحيث أصبح من الصعب التواصل مع الطفل بشكل جيّد، وهذا بدوره أثّر على علاقتنا بهم.

ولأن بناء بيت صحّي وعلاقة صحيحة بين أفراد عائلتنا هو أمر يتطلّب منّا رؤيا وخطة عمل جادّة، كان لا بدّ من وضع بعض الخطوات التي علينا اتّباعها حتى نكسب ثقة أبنائنا، ونكون المرجع الأول لهم في هذه الحياة المليئة بالمخاطر، وهذه الخطوات هي:

  1. أحترم خصوصيته (مثلًأ: ألعابه، كتاباته، هاتفه)، ولا أتدخّل بها بحجة أنه من حقي معرفة كل شيء عنه أو بدافع الخوف عليه، مهما كان الموضوع حتى لو كان تافهًا بالنسبة لي.
  2. أتعامل معه بصدق: ويعتبر هذا من أهم الأسباب التي ساعدتني لأكسب ثقة ومحبة طفلي، فعندما يجدني أتعامل معه بصدق فإنه سيبادلني الشعور وطريقة التعامل ذاتها.
  3. حاولت الالتزام بوعودي معه: ولأن الطفل يختبر مصداقية والديه في تنفيذ ما يقولونه، فقد كنت حريصة على أن لا أعده  بشيء يتمنّاه بهدف الخروج من موقف ما أو لتحفيزه على القيام ببعض المهام وذلك عندما أعلم أني لن أفي بما وعدت. فعندما يكتشف كذبي عليه، سيخيب أمله بي ولن يصدّقني أبداً في وعودي. أما إن حدث شيء خارجًا عن إرادتي ولم أتمكّن من فعل ما وعدته به، فأعتذر منه بصدق وأشرح له السبب، على أن أعوّضه فيما بعد.
  4. أصادق طفلي، وهذه أهم مرحلة وأجملها، لأن قضاء بعض الوقت في مشاركة الطفل اللعب أمر في غاية الأهمية. فهذا سينقلني من مرتبة الأم التي تعطي التعليمات والأوامر إلى مرتبة الصديقة التي تشاركه تفكيره واهتماماته وتلهو وتمرح مثله.
  5. حاولت الاقتراب منه قدر الإمكان ومتابعة أحداثه اليومي، وكنت أجلس معه بشكل  يومي للتحدّث معه.
  6. من أهم خطوات كسب ثقة الطفل هي عدم إفشاء أسراره التي أخبرني بها، حتى يعتاد على أنني كاتمة لأسراره ويعتبرني الملاذ الآمن له عند أي مشكلة أو موقف صعب.
  7. أقبله كما هو: كلما شعر الطفل أنني أتقبّله وأحبّه كما هو، فهو سيثق بي أكثر. وفي حال حدوث خطأ ما، لا يجب ان أقلّل من شخصيته بل أوضّح له أنني أرفض تصرّفه وليس شخصه.
  8. أعبّر عن حبي له دومًا بتقبيله واحتضانه عند دخول المنزل أو الخروج منه.
  9. أحترم مشاعره وأتعاطف معه، لأن التعاطف هو الأساس العاطفي للعلاقات الشخصية.
  10. أسأله عن رأيه دومًا، فهذا يعطيه شعورًا بأنه مهم بالنسبة لي.
  11. أمنحه الحرية، وأنه قادر على اتخاذ القرارات بنفسه.

فكلّما كنّا كآباء وأمّهات أصدقاء ومحلّ ثقة لأبنائنا، فسيكون طبيعيّا أن يجدوا راحتهم في الحديث معنا ويكونوا صادقين في التعبير عمّا يجول بخواطرهم من متاعب أو مصاعب بصراحة وشفافيّة. هذا سيوفّر لهم الحماية اللازمة من مخاطر الطريق. أمّا لو شعروا أننا نلومهم إن اعترفوا بخصوصيّاتهم (أي بضعفاتهم وتقصيراتهم وأخطائهم) لنا، أو لو رأوا أنّنا نوجّه لهم الاتهامات، فإنّهم لن يعودوا إلينا من جديد لطلب العون والمشورة، وسيضطرّون غالباً أن يبحثوا عنها عند صديق أو زميل أو أيّ شخص آخر غريب عنّا، ممّا يُعرّضهم لمخاطر عدّة. عندها سيكون اللّوم واقعاً علينا نحن، لأننا لم نتعلّم مهارة مهمّة من مهارات التربية وهي: “كسب ثقة أبنائنا”.

اقرأ أيضاً: كيف يكتسب طفل السنتين الثقة بالنفس؟

What do you think?

-4 Points
Upvote Downvote

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

 ماذا أفعل إذا تعرّض ابني لمحتوى غير أخلاقي

 ماذا أفعل إذا تعرّض أطفالي لمحتوى غير أخلاقي على الانترنت

ستة حوادث خطيرة يمكن أن تودي بحياة الأطفال

ستة حوادث خطيرة يمكن أن تودي بحياة الأطفال