طرق تعليم الطفل التعبير عن مشاعره

هل يمتلك الطفل نفس المشاعر التي نشعر بها وبنفس الطريقة؟ هل الطفل قادر على التعبير عن مشاعره بطريقته الخاصة؟ هل يشعر بالانزعاج من أمور تحصل ولكنه لا يعلم إن كانت تلك الأمور طبيعية أم لا؟ كل هذه الاسئلة وغيرها الكثير يطرحها الأهل في حال حصول موقف يؤذي مشاعرهم، ولا يعلمون إن كان هذا الموقف الذي حصل أمام الطفل أيضًا إن كان يسبّب لهم الانزعاج أم لا، وإن كان طفلهم قادرًا على التعبير عن مشاعره أم لا.

من الضروري جدًّا تعليم الطفل أهمية التعبير عن مشاعره مهما كانت تلك المشاعر، لأنها الطريقة الوحيدة التي يتعلّم من خلالها قبول أو رفض حدوث الشيء مرّة أخرى. لكن لماذا من الضروري تعليم الطفل التعبير عن مشاعره؟ من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الأهل هي إسكاتهم الطفل عند البكاء دون معرفة سبب البكاء، ربما لأنهم لا يستطيعون أن يروا طفلهم حزينًا. لكن في هذه الحالة نحن لا نعالج المشكلة بل نزيدها سوءًا، لأنه بكاء الطفل هي طريقته الأولى في التعبير عن مشاعره. فإن كان الطفل يبكي لأنه وقع على الأرض فهو يعبّر من خلال بكائه عن مشاعره فقط، ليس لأنه متألم من وقوعه فقط لكن لأنه حزين وهذا أمر طبيعي للطفل.

أما إن كان الطفل يبكي بدون أي سبب أو لأمر لا يستحق، فهنا يجب أن يتحدّث الوالدان مع طفلهم بأسلوب يعبّر عن القبول وليس الرفض لذلك البكاء. مثلاً يقولون له: نحن لا نمانع أن تبكي بسبب ما حصل، لكن هناك طرق أخرى للتعبير عن ذلك مثل أن تتحدّث معنا وتخبرنا إنك لم تحصل على النتيجة المتوقعة مما عملت. وهكذا وبالتدريج فإن الطفل يتعلّم أن هناك طرق مختلفة للتعبير عن مشاعره غير البكاء.

لذلك من الضروري تعريف الطفل على أنواع المشاعر المختلفة وطريقة التعبير عنها، والتي تبدأ من خلال أن يرى الطفل طريقتنا في التعامل مع الأمور. لذلك من الضروري أولاً عرض بعض المصطلحات التي يحتاج الطفل أن يتعرّف إليها مثل: سعيد، حزين، وحيد، متفائل، خائف، مصدوم، مشوّش الفكر، متردّد والعديد من المشاعر التي نشعر بها بشكل طبيعي. ثم البدء بشرح المواقف التي يتم من خلالها استخدام تلك المشاعر، دون الخلط بين الموقف ونوع المشاعر التي يجب استخدامها. فلا نبكي عندما نشعر بالملل، بل نخبر من هم حولنا أننا نشعر بالملل ونرغب بعمل ما يبعد مشاعر الملل هذه. فبهذه الطريقة يكون أسهل للأهل التعامل مع الموقف والطفل والمشاعر.

ولكن إن كان الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعره بالكلام أو بالبكاء، فلا مانع من استخدام أسلوب الكتابة أو الرسم. وذلك بأن يطلب الأهل من الطفل رسم أي شيء يعبّر عن مشاعره حاليًا أو كتابة أي كلمات أو رموز يمكن للأهل منها فهم مشاعر الطفل. هذا ينطبق على جميع المشاعر سواء فرح أو اطمئنان وليس فقط مشاعر الحزن، فهناك أطفال غير قادرين على التعبير عنها.

علينا أن نعلم جيدًا إنه بمجرد أن يتمكّن الطفل من التعبير عن مشاعره، فإننا بذلك نكون قد أمّنا له الحماية النفسية، فيتمكّن من العيش بسلام مع نفسه دون قلق أو جهل في التعبير عن مشاعره. أغلب الأوقات وأكثرها تأثيرًا في الطفل وفي قدرته على التعبير عن مشاعره هي عند عودته من المدرسة. حيث تكون له مشاعر مختلطة بين الفرح للعب مع الأصدقاء، والفخر بإنجازاته في المدرسة، والحزن بأنه فقد شيئًا من أشيائه الخاصة، والقلق من امتحان الغد. لذلك عند عودة الطفل من المدرسة يجب طرح أسئلة غير مباشرة مثل: كيف كان يومك اليوم؟ ما أكثر شيء أفرحك؟ هل من شيء أزعجك؟ ولتكون طريقة طرح الأسئلة مع التواصل البصري مع الطفل، حتى يشعر بالاهتمام من والديه به و بمشاعره.

اقرأ ايضاً: 6 نصائح للمحافظة على الصحة النفسية للطفل

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

  كيف نعلّم أبناءنا الفرق بين الاحتياجات والرغبات

  كيف نعلّم أبناءنا الفرق بين الاحتياجات والرغبات

9 خطوات لتشجيع الطفل على القراءة

9 خطوات لتشجيع الطفل على القراءة