إن الأذية الناجمة عن الحوادث شائعة بشدّة عند الأطفال، وبشكل عام أغلب الأذيّات سليمة ولا تترك أثارًا، ولحسن الحظ فإنّ الغالبية يعانون فقط من أذيات طفيفة ومؤقتة.
رغم وجود نسبة قليلة فقط (لكن مهمة) من الأذيات الخطيرة، يكون اتخاذ تدابير وقائية جيدة تغيّر مجرى الحياة، حيث أن الناجين من الإصابات المهمة قد يعانون على المدى الطويل من عقابيل دائمة وتشوّهات وأذيات نفسية.
wتعد الحوادث السبب الأكثر شيوعًا لقدوم الأطفال والشباب إلى قسم الإسعاف.
wتعد الحوادث السبب الأكثر شيوعًا للوفاة لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة في جميع أنحاء العالم، وغالبية الوفيات يمكن الوقاية منها.
استراتيجيات الوقاية البدئية، وفق ثلاثة محاور رئيسية:
- تثقيف الأطفال ومقدّمي الرعاية لهم، عبر إعلانات الخدمات العامة، السلامة المدرسية.
- تعديل تصميم المنتجات، مثل: تعديل مقاعد السيارات لتلائم الأطفال، وسنّ تشريعات.
- تعديل البيئة المسبّبة للحوادث، مثل: وضع حدود للسرعة بالنسبة للعربات.
سنتعرّف على أهم هذه الأذيات لنتمكّن من إدراكها وتجنّب حدوثها:
أولاً: أذيات الرأس
- شائعة عند الأطفال، تسّبب عند الأغلبية ضررًا بسيطاً فقط، ويتعافون بشكل كامل ولا نتوقّع حصول أي مشاكل على المدى البعيد لديهم.
- السبب الأكثر شيوعًا للوفاة والمراضة بشكل هام عند الأطفال المتعّرضين للأذيات.
- إذا شككنا بوجود أذية قحفية لدى الطفل نتوجّه لإجراء التصوير العصبي.
- الأخذ بالحسبان أن أذيات الأطفال قد تنجم عن حوادث السير، أو الرضوض المتعمّدة،
أو التعنيف أيضًا. - المشاكل المعرفّية والسلوكّية، والاضطرابات العقلّية شائعة عند أطفال رضوض الرأس.
ثانيًا: رضوض العنق
تعتبر أذية الحبل الشوكي بسبب الإصابة في الرقبة نادرة جدًا عند الأطفال، وعادة ما ترتبط الأذية مع صدمة كبيرة في حوادث التصادمات الطرقية بسرعة كبيرة، وتعد كسور الفقرتين الرقبيتين العلويتين الأكثر شيوعًا في حال أُصيبت العنق.
ثالثًا: الخنق والاختناق
الاختناق شائع عند الأطفال الصغار، بسبب:
1- قطر مجرى الهواء أصغر وأكثر تأهباً للانسداد من المراهقين والبالغين.
2- كثيرًا ما يضعون الأشياء في أفواههم ويفتقرون إلى المهارات الحركية لتجنّب الاختناق أو الاستنشاق، ويعّد الغذاء السبب الأكثر شيوعًا للاختناق غير القاتل، يليه ألعاب الطفل.
3- قد يخنقون أنفسهم خطأً عبر شدّ الملابس أو النوم على الفراش، لا سيما الأطفال في المهد.
رابعًا: الغرق
ضعف الجهاز التنفسي الناتج عن الغمر في السائل هو سبب كبير للوفيات الناجمة عن الحوادث لدى الأطفال. فبمجرد أن يحدث الغمر بالماء سيحدث الاختناق مع أو بدون استنشاق الماء، حيث يميل الرّضّع ومن هم في مرحلة الدارج للغرق في الحمامات أو برك التجديف أو برك الحديقة، بينما يصعب غرق الأطفال الأكبر سناً في البحيرات والبحر . فحتى لو كانت درجة الطفل منخفضة (30 د) وحدقتاه متو ّسعتان وغير مستجيبتين، يجب أن نواصل الإنعاش لحين تدفئة الطفل حيث يصبح الصحو ممكناً.
30% من وفيّات الأطفال يمكن تجنّبها في حال البدء بالإنعاش القلبي الرئوي بشكل متقن وسريع في مكان الحادثة.
لبرودة الماء تأثير حامي للدماغ والجهاز العصبي المركزي بسبب تقليل استهلاك الأكسجين. اقرأ هنا: ما هو الغرق الجاف و ما هي أعراضه؟
خامسًا: الحروق
شائعة نسبياً عند الأطفال، تعزى إلى فضول الطفل وعدم إدراكه للمخاطر، وقد تنجم عن السلوك المندفع نحو المخاطر عند الأطفال الأكبر واليافعين.
الحروق هي سبب ملحوظ للوفيات والشائع أن تكون وفيات الحروق في المنزل، وتعزى إلى الاختناق من الغاز والدخان المستنشق أكثر من الأذية الحرارية، لأن استنشاق الأدخنة الساخنة أو البخار قد يسبّب توذم الطريق الهوائي وبالتالي انسداده.
الأذيات من الحرائق قد تختلط بأذيات جدّية ناتجة عنها، كالسقوط من مرتفع أثناء الهرب.
التدبير الأولي للحروق
- تبريد المنطقة المعرّ ضة للحرق بالماء الجاري لـ 20 دقيقة، لكن تجنّب حدوث هبوط في الحرارة، لا تبّرد كل الطفل، وغسل الحروق الكيميائية بغزارة.
- يمكن أن تستعمل أغطية بلاستيكية بعد التبريد للحدّ من البخر في المنطقة المعرضة للحرق.
- إعطاء مسكنات الألم فورًا، الأفيونات الأنفية مفيدة للغاية فهنالك احتمال توقف قلب.
- تقدير مساحة سطح الحرق.
كل حروق الوجه والأذن والعين واليد والقدم والأعضاء التناسلية والعجان والمفاصل الكبيرة )حتى لو كان مساحة الحرق أقل من 5- 10% يجب أيضاً أن تحوّل إلى مركز أخصّائي بمعالجة الحروق.
سادسًا: التسمّم
يعدّ التسمّم من العوامل المؤذية الشائعة عند الأطفال، وتكون ذروة التسمم في عمر 30 شهرًا، وعادة ما يحدث هذا التعرّض في البيت نتيجة:
- الاندفاع نحو تجربة مواد مبتدعة أو الأذية المتعمدة عند اليافعين.
- خطأ طبي: نتيجة وصف دواء خاطئ من قبل مختص الرعاية الصحية.
- نادرًا ما بسبب التسميم المتعمد من قبل الأهل أو مقدمي الرعاية للأطفال (جليس الأطفال).
- ترك أقراص الأدوية أو مواد التنظيف أو مواد الحدائق في متناول اليد، وهو الأكثر شيوعًا.
- يكون الضرر الجدي غير شائع عند الأطفال، لأن المواد المستعملة في التنظيف والأدوية قليلة السمية، والأطفال يتناولون كمية ضئيلة.
اقرأ ايضاً: الإسعافات الأولية لارتفاع الحرارة عند الأطفال (السخونة)