طفلي لا يحترمني، هذا ما أجده في تصرّفاته اليومية، فعندما أطلب منه أن يبدأ بحلّ واجباته المدرسية، يقوم بلف عينيه. قد يتظاهر أحيانًا بأنه لا يستطيع سماعي عندما أطلب منه إيقاف اللعب على الأجهزة الإلكترونية، ويتحدّث بأسلوب وقح، ويصرخ في وجهي، وفي بعض الأحيان يناديني بأسماء غير مألوفة، أو يتجاهل قوانين المنزل…. و كلما عاقبته أكثر، ازداد الأمر سوءًا.
تجدني أحيانًا أميل إلى تبرير هذه التصرّفات بقول أشياء مثل “هذه تصرفات طفل وسيتغيّر عندما يكبر”. لكن صديقتي أخبرتني عكس هذا تمامًا، وقالت لي إن تجاهل هذه التصرّفات سترجع بالسوء عليك وعلى طفلك في المستقبل، فالطفل يحتاج منذ صغره لأن يتعلّم كيفية التعامل مع الآخرين باحترام حتى يتمكّن من تكوين وتطوير علاقات صحية مع أقرانه ومع أفراد الأسرة.
وأعطتني بعض النصائح المجرّبة للتعامل مع طفلي الذي لا يحترمني، وهي:
- أهم نصيحة أقدّمها لكِ بأن لا تحاولي إجبار طفلك على احترامك.
- في حال طلبت من طفلك أن ينظّف غرفته وأدار عينيه وكأنه لا يسمعك، أعطيه تحذيرًا بشأن ما سيحدث إذا لم يطيع ما طلبت منه.
- تحدّثي معه عن العواقب المحتملة لعدم الاحترام، واسأليه: “هل تتصرّف مع صديقك بنفس الطريقة كأن تغمض عينيك عندما يقول صديقك شيئًا لا يعجبك؟”
- عندما يتحدّث بنبرة صوت عالية، اطلبي منه أن يخفض صوته ويتحدّث بهدوء، وعندها ستتكلمي معه. أو أخبريه: “سألعب معك عندما تتوقف عن تصرّفك”، بهذه الطريقة تعلّميه أن السلوك المهذّب واللطيف يؤدّي إلى نتائج إيجابية.
- إذا قام طفلك بضرب أخته، اجعليه يقوم بالأعمال المنزلية بدل أخته طوال اليوم، وإذا كسر شيئًا ما بسبب الغضب، فيجب عليه إما اصلاحه أو سيتم خصم ثمن ما كسره من مصروفه الشخصي.
- علّميه أن قول “أنا آسف” لا يُصلح الأمور دومًا، لذا من المهم الانتباه لتصرّفاتنا.
- بدلًا من محاولة التحكّم في شعور طفلك اتجاهك، ركّزي على سلوكه، وذكّريه أنه على الرغم من أنه قد لا تعجبه قوانين المنزل إلا أنه يجب عليه الامتثال لها.
- لا تتوقعّي من طفلك الذي لا تحترميه أن يكون محترمًا معك ومع مِن حولك.
- ذكّريه أن مشاعره مقبولة وطبيعية جدًا، لكن التحدّث بوقاحة مع الآخرين ليس مقبولًا. ناقشي معه الطرق المحتملة التي قد يتعامل بها “أنا أتفهّم أنك تشعر بالتعب والإحباط في الوقت الحالي، لكن يمكننا الانتظار حتى تهدأ قليلًا ثم فكّر بالطريقة المناسبة للتعامل مع الموقف.”
- عندما يبذل طفلك جهدًا لطاعتك كافئيه بالثناء والمدح، ويجب أن تبحثي بشكل استباقي عن الأشياء الجيدة التي يقوم بها طفلك. “إذا لم يفقد طفلك أعصابه عند التعامل مع أخيه، على سبيل المثال، أخبريه أنك لاحظت قيامه بضبط النفس وأنك فخورة به.”
- معظم الأطفال يتعاملون مع الآخرين بقلة احترام من وقت لآخر، وغالبًا ما يكرّرون ما فعلوه في محاولة منهم لاختبار أهمية الحدود بالنسبة لنا، ورغبة منهم في اكتساب الاستقلال أكثر. لذلك من المهم التعرّف على حاجة الطفل للاستقلالية، ووضع الحدود المناسبة بالشكل الذي يسمح له بتطوير ذاته بطريقة صحيحة، ولا يجب أبدًا التغاضي عن السلوك المؤذي أو الوقح أو تشجيعه.
اقرأ أيضاً: كيف أُعلِّم طفلي احترام غيره وعدم مقاطعة الحديث؟