حل الشعور بالذنب عند إرسال طفلك الحضانة

يا له من موقف صعب! فرغم الانفتاح والتطوّر الذي وصلنا له في مجتمعاتنا وتطوّرنا في التربية -على حد تعبيرنا- إلا أنه وبمجرد أن تبدأ الأم بالتخطيط لوضع طفلها في دار الحضانة فتتهافت عليها الآراء والنصائح والمشورات من المقرّبين وحتى من المعارف أو من الأمهات اللواتي خضن هذه التجربة من قبل.

لكن ما لا يعرفه الجميع أن هذا الفراق أشدّ عليك ممّا هو على الطفل بحدّ ذاته. فبعد أن تكوني قد اعتدتِ على الاعتناء بطفلك ووهبه كل وقتك ونهارك وليلك يأتي الوقت اللازم لتودّعي هذا الكائن اللطيف بين أيدي شخص غريب عنه.

أفكار كثيرة تجول في رأسك وتشعرين كما لو كنت الأمّ الوحيدة في العالم التي ترسل طفلها إلى دار الحضانة. في الواقع ثمّة أفكار مشتركة بين كلّ الأمهات اللواتي يقدِمن على هذه الخطوة:

  • طفلك الذي يعتمد عليك في كلّ شيء قد كبر الآن. وستفكّرين بينك وبين نفسك: ألم أنجب هذا الطفل للتو؟ أيعقل أن أرسل طفلي المولود حديثًا إلى دار الحضانة مهما كان عمره إن كان بالأشهر أو حتى لو تخطّى سنته الأولى. في هذه المرحلة بالذات تدركين أنّ الاستماع إلى أغاني الأطفال لم يعد من عاداتك الصباحيّة، وأنّ شخصًا آخر أصبح الآن مسؤولاً عن تسلية طفلك وتعليمه كلّ النهار والعناية بأكله وتلبية حاجاته.
  • بالطبع مهما كان سببك وراء وضع طفلك في دار الحضانة سواء كان لديك عمل ووظيفة عليكِ الالتحاق بها، أم إنك قد تعبتِ من قضاء كل وقتك وأنت منهكة من هذه المهمة، أم أنك تريدين أن ينخرط طفلك في مجتمع فيه أطفال يشبهوه من حيث الاحتياجات وطرق التعبير و …. فأنت بالتأكيد محقّة في قرارك ولك الحق أنت وزوجك في اتخاذ القرار المناسب لابنكما.
  • وهنا من المهم التأكّد من المكان الذي تضعين طفلك فيه من نظافة واعتناء وأهلية لهذا الغرض، وهو مساعدتك في تربية طفلك. فمهمة رياض الأطفال هي مساعدة الأم في تربية طفلها، وليس كما يفكّر أغلب الناس في مجتمعنا وهو أن مهمّتها تقتصر على إطعام الطفل وتمضية وقته ريثما تأتي أمه.
  • فالمطلوب منك: الإيمان بهذا الشيء وهو أنه من المنطقي بل ومن الطبيعي أن تسمحي لهم بمشاركتك في تربية الطفل. فلنخرج من إطار أن الأم فقط من تربّي طفلها بل هي المسؤولة الأولى، لكنها ليست الوحيدة.
  • كما من المهم جدًا تهيئة طفلك لهذه الخطوة الجديدة في حياته، ولتبدأي بالتدريج ففي البداية خذيه لوقت قصير ثم أطيلي المدة وهكذا حتى يعتاد طفلك على مربيّته الجديدة.
  • تواصلي مع المربية عن شخصية طفلك عندهم وماهية تصرّفاته في الحضانة، وتعاونوا سويًا لمصلحة الطفل فأنتما تتقاسمان الوقت معه ولكما تأثير عليه.
  • وبالنهاية اهربي من تأنيب الضمير، لأن قرارك طبيعي وغير ناتج عن قلّة تحمّل لمسؤولية الأمومة.

فمن حقّ كل أم أن تعمل ما تحبّ، وتخرج مع رفاقها وتتسوق وترتّب منزلها حتى أن تشرب قهوتها بمفردها إن كانت هذه الأمور تشحن طاقتها لتعطي فيما بعد طاقة أكبر وحب أكثر.

اقرأ ايضاً: 6 نقاط مهمة لاختيار أفضل حضانة لطفلك

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

كيف يؤثر التلفاز على سلوك الأطفال

كيف يؤثر التلفاز على سلوك الأطفال

7 أشياء تذكّريها عند شعورك بالإحباط في الثلاث سنوات الأولى لطفلك

7 أشياء تذكّريها عند شعورك بالإحباط في الثلاث سنوات الأولى لطفلك