كيف نعلّم أبناءنا الفرق بين الاحتياجات والرغبات؟
تدخل الأم إلى محل البقالة وتجد ابنها الصغير يرغب بشراء الكثير الكثير مما في المحل، فتجده يجري نحو الشوكلاته والعصائر والحلويات المتنوعة، وحتى وإن رأى لعبًا صغيرة فيرتفع صوته حماسًا بأنه يريدها مقنعًا أمه أن ليس لديه مثلها أو إن لون هذه اللعبة مختلف عمّا لديه. تواجه الام صعوبة في إقناع ابنها أن لديه الكثير وأنه لا يحتاج كل هذه، وأن عليه أن يختار شيئًا واحدًا فقط!
كلّنا نواجه مثل هذا التحدّي في رحلة تربيتنا لأبنائنا، لذلك نقدّم لكم في هذه المقالة السبب الرئيسي وراء هذا التحدّي وهو عدم قدرة الطفل التمييز ما بين ما يريد وما يرغب. كما وسنقدّم بعض الأفكار والاقتراحات العملية التي تساعد الأطفال في ذلك.
الفرق بين الاحتياجات والرغبات؟
الاحتياجات هي الأمور الضرورية التي لا يمكننا الاستغناء عنها، وعدم وجوددها يؤثر علينا سلبيًا ويجلب لنا الضرر. أما الرغبات فهي الأمور التي لو غابت عن حياتنا فحياتنا تستمر بشكل طبيعي، ربما نشعر ببعض خيبة الأمل لوقت.
مبادىء عامة تساعد الأطفال على التمييز بين الاحتياجات والرغبات:
- الأموال التي بين أيدينا محدودة، فنحن لا يمكننا شراء كل ما نريد، وإن اشترينا ما نريد فقد لا يبقى معنا المال الكافي لشراء ما نحتاج. هذا مبدأ هام يجب أن يتعلّمه الأطفال، وهو يمكّنهم من إعطاء الأولوية للاحتياجات واختيار المهم من الرغبات.
- الاكتفاء يجعلنا نقدّر ما لدينا، ونستمتع بما هو بين أيدينا. فعندما نزرع في أطفالنا تقدير الأشياء البسيطة والحفاظ عليها والشعور بالامتنان والشكر بوجودها، وعندما نشجّعهم على العطاء والتفكير بالآخرين أكثر من الأخذ والتكويم، وعندما نعزّز قناعتهم وتقديرهم للخبرات والنشاطات أكثر من الأشياء المادية فإننا بشكل تلقائي نحرّرهم من عبودية الجري وراء تسديد رغباتهم.
- الأطفال يتعلّمون بالقدوة أكثر من أي طريقة أخرى، لذا فعندما نعيش أمامهم مثال الاكتفاء والقناعة والتركيز على الاحتياج أكثر من الرغبة والسعي نحو العطاء أكثر من الأخذ فإنهم سيتخّذون منّا مثالأً يتّبعونه.
- علّم الأطفال إدارة المال من خلال تحديد مصروف لهم، وترتيب أولويات ما يودّون شراءه بهذا المال. فهم بحاجة أن يدركوا مفهوم المال منذ عمر صغير.
فإن تمكّنا من زرع مبادىء وقناعات لدى أطفالنا فإننا نجعل رحلة التربية أسهل وزيارتنا لمراكز التسوّق أقل توترًا وأكثر متعة. فلنستمتع بما لدينا ولنستمتع بعلاقاتنا ووقتنا معًا ولنركّز على الخبرات أكثر من الممتلكات ولنسعَ أن يكون لدينا قلوب معطاءة تفكّر بالآخرين وتشعر بالامتنان.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح للمحافظة على الصحة النفسية للطفل