لا بأس يا ماما
من منّا لا تشعر أنّها أمّ مقصّرة؟ ليس لديّ أيّ شكّ أن جميعنا مررنا بلحظات شعرنا فيها بالذنب وبالتقصير كأمهات وزوجات وكعاملات أيضاً.
في الحقيقة هذه المشاعر لها أثار سلبية كثيرة، فهي تؤثر على جميع أفكارنا وسلوكنا، لذلك لابد أن نتعلّم سوياً كيف نتعامل معها ونحّولها لمشاعر إيجابية تفيدنا، ومن ثم تعود بالنفع على بيوتنا وأطفالنا.
هناك قائمة حقائق لابد أن نرسخها في أذهاننا كأمهات:
- أنا أفعل كل ما بوسعي وطاقتي وأقدّم لأطفالي أفضل ما عندي.
- كل أم تختلف عن الأخرى في حجم طاقتها وتحمّلها فلا يمكن مقارنة نفسي بأمّ أخرى.
- غير مطلوب مني أن أكون أمًا مثالية ولكن جيّدة بما يكفي.
- لا بأس من مرور أوقات إحباط وتعب من الأمومة.
- لا بأس من كسر القوانين لبعض الوقت.
- لا بأس من أخذ راحة لبعض الوقت من الأمومة والمهام الكثيرة اليومية.
اقرأ ايضاً: صفات الأم المؤثرة في حياة أبنائها
عقولنا قد تبرمجت على أفكار ومعتقدات كثيرة ترسّخ فكرة خاطئة عن الأم أنها لا بدّ أن تضحّي وتتفاني وتلغي نفسها واحتياجاتها لأجل أطفالها، وتقوم بكل المهام على أكمل وجه وتربي أطفالها بطريقة مثالية، لذلك من الصعب علينا أن نقبل أفكارًا جديدًا ونصدّقها، فهذا يحتاج منّا أن نفهم كيف تترسّخ الأفكار والمشاعر داخلنا كي نكون قادرين على تغييرها:
إذاَ فالبداية هي المعتقدات، اعتقادي بأن الأم يجب أن تكون مثالية ومتفانية يجب أن يتبدل باعتقاد جديد واقعي، ألا وهو الأم هي إنسان له احتياجات ولديه طاقة محددة. طبيعي أن يقوم ببعض الأخطاء، الأم هي فتاة وزوجة وابنة وأخت وصديقة وامرأة عاملة، هي أكثر بكثير من أم. كل جانب من هذه الجوانب لا بدّ من أن تخصّص له وقتًا كي تعيش تجربة الحياة كاملة، وهذا لن يؤثّر على أمومتها أو أطفالها بالسلب بل على العكس، سيتعلّم أطفالها الكثير منها عندما تتعامل بشكل سليم وصحّي مع جوانب حياتها ولا تهمل احتياجاتها، كما أنهم سيتعلّمون التواصل والعلاقات من خلال علاقاتها بالآخرين.
عندما نرسّخ في عقولنا هذه المعتقدات الجديدة ستتغيّر أفكارنا تلقائياً، ففكرتي عن نفسي كأم ستشمل كل جوانب حياتي وستتقبّل ضعفي وأخطائي لأني إنسانة طبيعية وليست كاملة، سأفكّر أكثر في الجانب الإيجابي لكل ما أفعل.
وبالتالي سأكتسب مشاعر جديدة مليئة بالامتنان والإيجابية، سأشعر بأني مفعمة بالحياة والحب، وبأني ناجحة في جميع جوانب حياتي بالقدر الكافي الواقعي الذي يُشعرني بالرضا لأن سقف توقعاتي اختلف كثيراَ.
ومن مشاعري ستنتج سلوكياتي وعاداتي التي ستصبح أكثر هدوئاً وإيجابية، وسلوكياتنا هي أكثر شيء يؤثر على المحيطين بنا، وهنا تظهر النتائج لأن تصرّفاتنا تشكّل في حياتهم وأفكارهم وأيضاَ مشاعرهم.
حان الوقت لاستبدال دوائر دواخلنا لتكون أكثر واقعية وإيجابية، وتذكّري دائماً أنه “لا بأس يا ماما” من بعض الأخطاء ومن عدم المثالية، ستظلين دائماً أروع وأفضل أمّ لأطفالك.
اقرأ أيضاً: تربية طفل سعيد تبدأ بأم سعيدة