جميعنا كأمّهات نمر بأوقات فيها نشعر بالتوتر، ومن منّا لم تصرّ على أسنانها أو لم تصرخ في وجه أطفالها أو لم تحاول أن تجد مكانًا لتختبىء فيه أو لم تتمنّى إجازة فيها تهرب أو تختفي أو ربما تطير! هذه المشاعر هي مشاعر طبيعية في رحلة الأمومة.
فما هي علامات التوتر؟ كيف تعرفين أنك في حالة توتر؟ كيف تكتشفين أن سلوكك ومشاعرك وأفكارك تخلق بيئة تتسّم بالتوتر؟
هناك بعض العلامات والدلائل التي يمكن أن تلاحظيها أو يلاحظها الآخرون والتي تشير أنك متوتّرة. ومنها جو البيت، فإن كان جوّ البيت من حيث تفاعل الأفراد معًا، ونبرة الصوت، وطبيعة الحوار الذي يجري مشحونًا صاخبًا غير مريح فإنما هو دليل على التوتر. ومن الدلائل الأخرى هو ذكريات الأطفال أو انطباعاتهم عن الأم فإن سألت أحد الأطفال ما الذي يتذكّره عن أمّه أو كيف يصفها، فإن وصفها بصوتها العالي أو صراخها أو أنها تشبه شخصية كرتونية عنيفة أو أي انطباع آخر قد يدلّ أنها متوترة.
والسؤال هو ما الحلّ؟
تحتاج الأم أن تلاحظ الأوقات الساخنة التي يزيد فيها التوتر، قد يكون وقت النوم أو وقت الذهاب إلى المدرسة في الصباح مثلاً. عندما تتأمل تلك الأوقات وتعرف ما الذي يحفّز توترها أو يستفزّها، فيمكنها أن تفكّر في حلول عملية لتقليل ذلك التوتر. فعلى سبيل المثال إن كان التوتر يحدث وقت النوم بسبب رغبة الأم أن ينام الأطفال في الموعد وهم يريدون قضاء وقت أطول في السهر فيمكنها مثلاً منحهم أوقاتًا إضافية في أيام العطل إن التزموا بالأوقات المحدّدة وقت المدرسة أو مثلاً الاستعانة بالأب أو الأخ الأكبر في هذه المهمّة. كلمّا تمكّنت الأم من إيجاد الحلول غير الاعتيادية فإنها تتمكّن من الخروج من مأزق التوتر.
قد تكون الصعوبات والتحدّيات التي تواجهها الأم واقعًا لا يمكنها التحايل عليه أو الالتفاف حوله، فما عليها إلا استخدام تقنيات وطرق ومنها:
- التنفس العميق فهو كفيل أن يساعد في الاسترخاء ومقاومة الأضرار التي يسبّبها التوتر.
- من المعروف أن الرياضة هي من أهم الأمور التي تنعش الأمهات وتساعدهم في تقليل توترهن.
- إن تمكنّت الأم من التواجد مع مجموعة من الأمهات التي تشعر معهن بالدعم والمساندة فسيمكّنها زيادة مناعتها ومقاومتها لمنغّصات الحياة.
- لابدّ أن للضحك نصيب في التخفيف من توتر الأم، فاضحكي عزيزتي، فالضحك يحرّك عضلات وجهك ويحسّن تنفسك ويحرّرك من النكد والتوتر.
تذكّري أن الأمومة هي رحلة مع أنها صعبة وشاقة إلا أنها مليئة بالفرح والمتعة، ورغم الإحباطات التي تسودها إلا أن هناك الكثير من الذكريات الجميلة. ورغم أن الأم قد تكون منهكة بسبب كثرة مسؤولياتها كأم، وتعدّد وتنوّع مسؤولياتها الأخرى كزوجة وربة منزل وموظفة وصديقة وكنّة وابنة إلا أن هناك مساحة لذاتها، وهناك مساحة للاستمتاع وبناء الذكريات والترابط القوي في العلاقات. وأهم ما يساعدك كأم هو أن تبطئي من وتيرة الحياة، فلا بأس من بعض لحظات إضافية في النوم أو السهر أو تأخر الوجبة، لا بأس من الضحك، ولا بأس أن يكون الشخص أهم من النظام، والعلاقة أهم من القانون. استمتعي بكل مرحلة رغم ما بها من صعوبات، فإن كان الطفل محمولًا على يديك وتشعرين بالتعب من حمله، إلا أن هناك جانب إيجابي في هذا وهو إنه يمكنك التنقل والسفر وهو بين يديك في أمان، وغيرها الكثير من الأمثلة. وتذكّري أن الوقت يمرّ بسرعة لذا ما عليك إلا الاستمتاع بكل ما تمرّين به. العبي وافرحي واضحكي مع أطفالك وأخرجي الطفل الصغير في داخلك، واستمتعي بالأمومة.
فعندها يمكنك أن تقلّلي من توترك، وتركّزي على علاقتك مع أبنائك ومتعة الوقت معهم، وتبني معهم أجمل الذكريات.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للأمهات من أجل حياة أكثر سعادة وأقل توترًا