السكر عند الأطفال
نعلم أنه كما تحتاج السيارة إلى وقود لتمشي، كذلك أجسامنا بحاجة لوقود، وهذا الوقود هو الغلوكوز.
بعد الطعام يجول الغلوكوز في الدم ويذهب إلى الكبد حيث يخزّن على شكل غليكوجين.
حتى نستفيد من هذا السكر تفرز جزر لانغرهانس في البنكرياس الأنسولين، ويقوم الأنسولين بإدخال السكر للخلايا للاستفادة منه والحصول على الطاقة.
خارج أوقات الوجبات يُحافَظ على كمية من السكر في الدم (سكر دم صيامي) بفضل البنكرياس بشكل أساسي، حيث تحدّد كمية السكر في الدم وتفرز الأنسولين بكمية موافقة للحفاظ على قيمة ثابتة من سكر الدم، حيث يقوم الأنسولين بوظيفته.
في حال اضطربت وظيفة البنكرياس فهي لا تعود قادرة على إفراز الأنسولين بما يوافق حالة الجسم مما يؤدي لعدم استفادة الجسم من السكر مهما ارتفعت قيمه في الدم، فيشعر الطفل بالجوع الدائم والتعب ونقص الوزن، لأن السكر لا يستطيع الدخول للخلايا وبالتالي لا تستفيد منه.
عندما يتجاوز مستوى سكر الدم العتبة الكلوية (180 ملغ/دل) التي تمنع إطراحه عندها يطرح السكر بالبول فيسحب معه الماء، ويتظاهر بحدوث بوال لدى الطفل.
لذا قد يحدث تجفاف لدى الطفل، وبالتالي يعاني من سهاف فيكثر من شرب الماء.
القيم المشخّصة لداء السكر عند الأطفال:
▪ سكر الدم الصيامي: > 126ملغ/دل
▪ سكر دم عشوائي:> 200ملغ/دل
يحتاج كل الأطفال المُصابين بالداء السكري نمط 1 إلى الأنسولين الخارجي، أما الداء السكري نمط 2 ينتج عن المقاومة على الأنسولين، وقد ازداد حدوثه عند الأطفال بسبب شيوع البدانة.
أعراض الداء السكرعند الأطفال:
الباكرة: الأكثر شيوعًا، وتُسمّى الثلاثي الكلاسيكي (بوال- سهاف -فقد وزن).
أما الأقل شيوعًا فتشمل: السلس البولي الثانوي -الأخماج الجلدية -المبيضات.
المتأخرة: رائحة الخلون في النفس- إقياء- تجفاف- ألم بطني- فرط تهوية (تنفس كوسماول)- صدمة نقص حجم- وسن- سبات وموت.
اقرأ ايضاً: السكري والصيام والحامل
نقص سكر الدم
يطوّر معظم الأطفال أعراضًا معروفة عندما يهبط سكر الدم دون 4 ممول/ل.
تعدّ نوب نقص السكر شخصية إلى حد كبير وتتغير مع العمر .
تحدث بسبب أخذ الطفل لجرعة أنسولين زائدة، أو أخذ الأنسولين دون تناول الطعام.
أعراض نقص سكر الدم:
- الجوع، شعور بالتعب، الألم البطني.
- خدر بالساقين، الأعراض الودية من تعرّق وصداع، إغماء، شحوب، رجفان غير مفسّر.
- يكشف الأهل نوب نقص سكر الدم عند الرضّع وصغار الأطفال بواسطة: الشحوب والهياج وأحيانًا سلوك غير منطقي.
علاج نقص السكر
- يتطلّب علاج نقص سكر الدم بالمراحل الباكرة إعطاء سكر سهل الامتصاص على شكل أقراص أو شراب سكري، ويجب أن يكون الوصول لذلك سهلاً للطفل.
- في حال التأخر في العلاج ودخول المريض في السبات يكون العلاج بالسوائل الوريدية (محلول سكري) أو بحقن الغلوكاغون (في حال عدم توفره نحاول وضع سكر تحت اللسان).
- يجب توفر حقن الغلوكاغون عند الأهل لعلاج نقص سكر الدم الشديد مع تعليمهم كيفية إعطائها عضلياً، ويجب أن يأكل الطفل فورًا بعدها لضمان عدم هبوطه ثانية.
الوقاية من الاختلاطات طويلة الأمد:
- الضبط الجيّد للداء السكري يؤخّر أو يمنع اعتلال الشبكية السكري، كما ويبطئ سير اعتلال الشبكية السكري بحال حدوثه، كما أن الضبط الباكر الجيد ينقص الاختلاطات المتأخرة حتى لو تراجع الضبط في المراحل المتأخرة للحياة.
- يجب تقييم الاختلاطات طويلة الأمد دورياً رغم عدم شيوعها بالطفولة، حيث تندر مشاهدة اعتلال الشبكية أو الساد اللذين يحتاجان إلى معالجة خلال الطفولة ويجب مراقبتهما سنوياً بعد 5 سنوات من المرض أو بعد البلوغ.
- قد يحدث بعض التأخر في البلوغ عند الأطفال السكريين، كما تشيع البدانة لا سيما عند الإناث أو في حال لم يتم إنقاص جرعات الأنسولين نهاية البلوغ. لذا يجب مراقبة مشعر كتلة الجسم.
- يجب مراقبة الضغط الدموي مرّة سنوياً على الأقل.
- يجب مراقبة بيلة الميكروألبومين سنوياً لأنها العلامة الأولى لاعتلال الكلية السكري.
- يجب تشجيع الأطفال على العناية الجيدّة بالقدمين من الأعمار الباكرة، وذلك بتجنّب الأحذية الضيقة، ومعالجة الإنتانات باكراً.
- يجب مسح الأمراض الأخرى التي يشيع ترافقها مع الداء السكري نمط 1، كالداء الزلاقي، والداء الدرقي لأنه يتم إغفال تشخيصها سريرياً بسهولة، ويوصى باستقصائها عند التشخيص، ولاحقاً، بحيث يتم إجراء وظائف الدرق سنوياً بعد التشخيص، والداء الزلاقي بعد 3 سنوات أو عند الشك السريري.
- قد يسبّب الداء السكري سلسًا بوليًا ثانويًا.
- لا يتداخل الداء السكري مع ممارسة الرياضة، ويجب تشجيع نمط طبيعي للحياة ما أمكن مع تجنب العادات المؤذية كالتدخين والكحول.
خطوات التقييم الدوري لطفل مُصاب بالسكري
نتحرّى أولاً من:
- قصة نقص سكر دم أو حماض أو استشفاء.
- هل يشعر بأعراض نقص سكر الدم.
- التعب في المدرسة، وهل تتوفر رعاية داعمة في المدرسة.
- تداخل المرض مع نمط حياة الطفل.
- نتائج الخضاب الغلوكوزي 58 ممول/ل أي %7,5 أو أقل.
- هل نتائج مراقبة سكر الدم اليومية مرضية؟
- هل النظام العلاجي بالأنسولين مناسب، وهل يحتاج جرعات إضافية؟
- فرط تنسج شحمي أو ضمور مكان الحقن.
- الحمية والنظام الغذائي الصحّي.
أما من حيث الفحوص السريرية والمخبرية الدورية:
- نمو وبلوغ طبيعي مع تجنّب البدانة.
- الضغط الشرياني سنويا.ً
- التأكيد على لقاح الانفلونزا سنوياً.
- فحص القدمين (عناية دورية).
- فحص العينين لتحري اعتلال الشبكية والساد بعد عمر 12سنة.
- نفي الداء الكلوي من خلال مراقبة بيلة الميكروألبومين سنوياً بعد عمر 12 سنة.
تحرّي الداء الزلاقي والدرق عند التشخيص ثم سنوياً للدرق، وبعد 3 سنوات للزلاقي أو في حال خسارة الوزن.
اقرأ أيضاً: داء السكري ما هي أعراضه وطرق العلاج