في عيد الأب
يُقال أن الأب هو أول حبّ في حياة الفتاة، وأنه البطل الأول في حياة الابن. ومن منّا يمكن أن يقول غير ذلك، ومن منّا يمكن أن ينكر دور الأب في حياة الأبناء، وقدرته في تشكيل حياتهم، وفعاليته في توجيههم وتقديم قدوة ومثال حيّ لهم في العديد من جوانب الحياة.
لذا فإننا نقدّم في هذا المقال وبمناسبة عيد الأب دعوة للاحتفال بكل أب وبعض الأفكار والنصائح للآباء ليكونوا آباء أكثر تأثيرًا في حياة أبنائهم:
اسأل نفسك: هل تريد أن تكون أفضل أب في العالم؟ أعتقد أنك ترغب بهذا، ومن منا لا يريد أن يكون الأفضل. ولكن السؤال ما الذي يعنيه أن تكون أفضل أب في العالم! أن تكون الأفضل بالنسبة لابنك هو المهم في الأمر، فالأمر الجوهري في ذلك هو من أنت والعلاقة التي تربطك مع ابنك كأب وابن وليس ما تعمله أو تقوله كأب فقط.
- المثال والقدوة: ما أعمله هو رسالة واضحة لأبنائي. إن أردت أبنائي أن يعملوا أمرًا ما، فعليّ أن أعمله أمامهم. وإن أردتهم أن يكونوا أمرًا ما، فيجب أن أكونه أمامهم. لا يمكنني أن أطلب منهم أن يعملوا ما لا أعمل وأن يكونوا ما لا أكون فهم لا يتعلّمون بالكلام فقط ولكن بالمثال والقدوة.
- التواصل: الطريق الذي يربط الأب مع أبنائه هو التواصل، هذا الجسر من التواصل هو الطريق إلى قلب الطفل. والتواصل يكون تركيزه هو الابن أو الابنة. فعندما يسأل الطفل عن رسمة رسمها، يكون تركيزنا في التواصل لا على الرسمة بل على الطفل. أما إن طلب الغياب عن المدرسة فعلينا أن نوجّه الحديث للطفل ونركّز على ما يحتاج، والتعامل مع المشكلة لإزالة التوتر الذي يشعر به.
- القيم: تعليم القيم للأطفال وعيش تلك القيم أمامهم وممارستها في كافة جوانب الحياة هو أعظم ما يمكن أن نضعه بين أيدي أبنائنا وهم يتوجّهون في رحلتهم ومغامرتهم في الحياة.
- الحضور: الآباء الذين ينخرطون في حياة أبنائهم ينتجون أبناء أكثر صحّة نفسية وأكثر نجاحًا وتفاعًلا في الحياة وفي علاقاتهم مع الآخرين. وما يساعد الآباء في هذا هو شعورهم بالثقة بدورهم كآباء، وقدرتهم على أن يكونوا مثالًا وقدوة لأبنائهم.
- التشجيع: دور الأب كمشجّع في حياة الأبناء يصنع منهم أشخاصًا افضل. وكي تتمكّن من تشجيعهم فأنت بحاجة أن تكون في حالة تشجيع وراحة وأن تظهر سعادتك وارتياحك أمام أطفالك، فسعادة الأب هي أروع هدية يمكن أن يقدّمها لأبنائه.
- التدريب: الأب هو أفضل مدرب شخصي في حياة الأبناء، والتدريب هنا يتم من خلال رحلة الحياة، ليس بالكلام والوعظ والخطابات ولكن من خلال استغلال الفرص لتعليمهم أشياء جديدة. وهذا يشمل استغلال الأخطاء والمشاكل والتحديات واعتبارهم فرصًا تعلّمية.
تذكّر أن الأبوة ليس مجرد دور تلعبه في حياة أبنائك ولكنها علاقة تربط الأب مع أبنائه، والعلاقة تتطلب أن تعمل على نموها وتطويرها. العلاقة تحتاج إلى تواصل، وتواصل عميق وصادق وأصيل. والعلاقة تتطلب أن تفهم الطرف الآخر وتعرف ما يحب وما لا يحب وما يستمتع به. ولكي تتمكن من التواصل أنت بحاجة إلى الحضور والتواجد في حياة الأبناء، وهذا يتطلب التركيز والتخلّص من المشتتات والاستماع باهتمام.
وتذكّر في النهاية أن الأبناء يحتاجون إليك وإلى العلاقة معك، فكما يقولون إن الأب الغني الحقيقي هو من يجري نحوه أبناؤه ليرتموا بين يديه حتى لو كانت يداه فارغة.
اقرأ أيضاً: في عيد الأب: كيف تصبح سوبر بابا؟