كثيراً ما نسمع مصطلح أطفال الأنابيب أو التلقيح الصناعي في الأنابيب. فماذا يعني هذا المصطلح، وما هي الظروف التي يتم فيها اللجوء إليه؟ وهل هو إجراء مؤلم؟
في الحالات الطبيعيه يقوم الحيوان المنوي أو النطفة بتخصيب البويضة داخل جسم المرأة، وبعد أن يتم تطوّر البويضة ونضجها داخل المبيضين، تلتصق هذه البويضة الملقّحة بجدار الرحم وتبدأ بالنمو لتصبح جنيناً، وهذا ما يسمّى بالحمل الطبيعي.
أما في حالة أطفال الأنابيب والتي تتم عندما يكون الحمل الطبيعي غير ممكن لأسباب سنتحدّث عنها لاحقاً، فيلجأ الزوجان إلى الجمع بين البويضة والنطفة خارج جسم المرأة في المختبر، ثم يتم زراعة البيضة الملقّحة في الرحم. طبعاً تعتبرعملية طفل الأنبوب على بساطتها أمراً في غاية التعقيد، وهي مكلفة مادياً. إلا أن آخر الاحصاءات تقول أن 1.6% من أطفال الولايات المتحدة كلّ عام يتم إنجابهم من خلال عملية طفل الأنبوب.
أسباب اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب:
أولاً – انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
ثانياً – نوعية الحيوانات المنوية وضعف سرعتها وعدم قدرتها على اختراق جدار البويضة.
ثالثاً – ضعف حركة الحيوانات المنوية وبقائها في عنق الرحم.
رابعاً – مشاكل في عملية الإباضة.
خامساً – مشاكل في بطانة الرحم تمنع البويضة الملقّحة من التعشيش.
كل الأسباب السابقة تسبّب عدم حدوث الحمل بصورة طبيعية.
مراحل إجراء عملية أطفال الأنابيب:
تتم عملية طفل الأنبوب في المختبر، وتبدأ هذه العملية كما يلي:
أولاً – تحفيز عملية الإباضة: وتبدأ هذه العملية ابتداء من اليوم الأول للدورة الطمثية لدى المرأة، ويتم تحديد هذا اليوم بدقة متناهية وذلك بمساعدة الطبيب المعالج. يتم في هذا اليوم البدء باستخدام الدواء المحرّض على الإباضة. ففي الحالة الطبيعية تخرج بويضة واحدة من أحد المبيضين في كل دورة شهرية، أما في هذه الحالة فيقوم الدواء بتحريض المبايض على إنتاج عدد أكبر من ذلك. يستخدم الدواء لمدة تتراوح بين 8 إلى 14 يومًا، وفي نفس هذه المرحلة يقوم الطبيب بوصف أدويه تقوم بتحضير بطانة الرحم لاستقبال البويضة الملقّحة.
ثانياً – استخراج البويضات: بعد عملية الإباضة وقبل خروج البويضات من المبيض يقوم الطبيب المعالج باستخراج البويضات باستخدام إبرة خاصة موجّهة بالأمواج فوق الصوتية. تدخل هذه الإبرة عبر المهبل، وتكون هذه العملية غير مؤلمة، لأنه يتم إجراؤها تحت التخدير وبإشراف الطبيب المخدّر. في هذه المرحلة أيضاً يتم جمع الحيوانات المنوية من الذكر لتكون جاهزة في نفس اليوم.
ثالثاً – جمع البويضات والنطاف في المختبر: تُجمع البويضات والنطاف في طبق خاص للزراعة في بيئة مماثلة تماماً للبيئة الطبيعية في قناه فالوب من حيث الحرارة ودرجة الـPH لتتم عملية التلقيح. أما في حال كانت النطاف غير قادرة على اختراق غلاف البويضة فيتم اللجوء إلى عملية الحقن المباشر للنطاف داخل البويضة.
رابعاً – نقل الأجنة: بعد عملية التلقيح وتحوّل البويضات إلى بويضات ملقّحة تتم مراقبة سلامة نموّها داخل المختبر. في اليوم الخامس تتم زراعة البويضات الملقّحة السليمة في الرحم. طبعاً يقوم الطبيب بزراعة أكثر من بويضة ملقّحة وذلك لضمان حصول الحمل مع مراعاة الحدّ من فرصة الحمل بعدّة أجنة في حمل واحد. تتم عملية زراعة الأجنة باستخدام قثطرة مخصّصة وموجّهة بالأمواج فوق الصوتية، وبعد هذه العمليه بـ 10 أيام يتم إجراء تحليل الدم للكشف عن حدوث الحمل من عدم حدوثه.
أخيراً قد يتساءل البعض عن موضوع تحديد جنس المولود في عملية حقن طفل الأنبوب، حيث يتم تحديد جنس المولود في مرحلة اختيار البيضة الملقّحة المستخدَمة للزراعة داخل الرحم، وذلك عبر القيام بعملية التحليل الوراثي لمعرفة جنس البيضة الملقّحة وزراعتها.
اقرأ أيضاً: ما هو الرحم الطفولي وماهي أعراضه
GIPHY App Key not set. Please check settings