أهمية تعلّم الطفل لغته الأم

أهمية تعلّم الطفل لغته الأم

لوحظ في الآونة الأخيرة انخفاض عدد الأطفال الذين يتقنون لغتهم الأم، قد يكون ذلك بسبب الهجرة أو تنوّع الجنسيات التي يتعامل معها الطفل سواء في العائلة أو المدرسة أو لغيرها من الأسباب كالتعليم المدرسي الذي يعتمد على الأنظمة والمناهج الأجنبية أو وجود المربيّات من جنسيات أجنبية.

ما هي اللغة الأم؟

هي اللغة التي يتكّلم بها الشخص منذ أيام ولادته وهي لغة والديه. قد يتواصل الطفل بلغات أخرى خارج المنزل ولكن تبقى اللغة الأم هي اللغة التي نشأ عليها. يتعلّم الطفل اللغة الأم في الأحوال العادية من خلال التواصل مع والديه وأفراد عائلته الصغيرة والممتدّة. إلا أن المشكلة تكمن في هذا الأمر في حالة العائلات المختلطة، حيث قد يتقن الطفل في البداية لغة كلا والديه، ولكن مع المدرسة تضعف إحدى اللغتين، وفي الغالب تكون تلك هي اللغة الأم. كما ويواجه الطفل وكذلك الأهل تحدّيات في تعلّم اللغة الأم أو المحافظة عليها مع مرور السنوات.

ما الأسباب التي جعلت الأطفال يجهلون لغتهم الأم؟

نلاحظ أن الكثير من الأطفال يجهلون لغتهم الأم وبالأخص في البلدان الأجنبية، وكذلك في البلدان العربية في حال كانوا يدرسون في مدارس أجنبية. فالكثير من الأشخاص يعيشون في بلاد الغربة سواء للعمل أو لأسباب مختلفة لفترات زمنية قصيرة أو طويلة، كما وإن الكثيرين قد تركوا موطنهم وهاجروا خارج البلاد سعيًا وراء العمل وحياة أكثر استقرارًا لهم ولعائلاتهم.

ومن المعروف والواضح أم وجود المربيّات في المنازل من جنسيات أجنبية قد ساهم بشكل كبير في ترك الأطفال لغتهم الأم والحديث براحة أكثر بلغة تلك المربية.

تساهم المناهج الدراسية والتعليم كذلك في تطوير اللغة الأجنبية على حساب اللغة العربية الأم، وقد ازداد ذلك الأثر مع وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب بشكل خاص.

وبالنسبة للغة العربية، فهناك ميل لتهميش اللغة وميل الكثيرين إلى ذلك ظنًا منهم أن اللغة الأجنبية تظِهرهم بمظهر أفضل وتمنحهم “برستيج” في المجتمع.

ما الصعوبات التي تواجه الأطفال الذي يتعلّمون أكثر من لغة؟

يكون الطفل قادًرا على تعلّم أكثر من لغة حتى سن المدرسة، وقد يصل عدد اللغات من 3- 4 لغات يمكنه إتقانها. كما وتستمر قدرة الأطفال على تعلّم أكثر من لغة بشكل أكبر من البالغين حتى عمر 12 إلى 13 سنة. إلا أن الأطفال الذين يتعلّمون أكثر من لغة يواجهون بعض الصعوبات ومنها تأخّر القدرة على الطلاقة في اللغة، فهم يحتاجون إلى وقت أطول لإتقان اللغتين من الوقت اللازم لو أرادوا إتقان لغة واحدة فقط. كما وقد يعانون من الخلط بين اللغتين فيبدأون الكلام بلغة وينهونه بلغة أخرى. إلا أن تلك المشاكل يمكن التغلّب عليها مع الوقت.

ما المنافع التي يجنيها الأطفال الذي يتعلّمون أكثر من لغة؟

  • الطفل الذي يجيد لغته الأم يكون أكثر قدرة على تعلّم لغة أخرى، وتكون عملية التعلّم تلك أسهل بالنسبة له.
  • الطفل الذي يتقن لغته الأم سيكون لديه مهارات تفكير نقدي أفضل.
  • الطفل الذي يتقن لغته الأم سيكون نقل المعرفة بالنسبة له أفضل، وصعوبات الكتابة والقراءة بلغة أخرى ستكون أقل.
  • الطفل الذي يتقن لغته الأم يكون أكثر تفاعلاً مع الآخرين وأكثر ثقة بالنفس وتقديرًا للذات.
  • إتقان الطفل للغتين بينما هو في بلد أجنبي يمكّنه من التنقّل بين لغتين، وهذا لا يؤثر في قدرته على إتقان أي من اللغتين بل بالعكس يثريها.

 ما الطرق العملية التي بها يتعلّم الأطفال لغتهم الأم؟

  • التعرّض المبكّر للغة من خلال التحدّث مع الأطفال وإشراكهم في أنشطة لإتقان اللغة.
  • الانغماس في اللغة من خلال المشاركة في رحلات أو مخيمات كشفية أو أنشطة فيها تنغمس في اللغة.
  • التواصل المستمر من قبل الأهل والعائلة باللغة الأم مع الطفل، والإصرار على ذلك.
  • التركيز على الأنشطة التي تستخدم اللغة الأم كالأغاني والقصص والبرامج التلفزيونية وغيرها.

اقرأ ايضاً: يوم اللغة العربية: كيف نعزز اللغة العربية عند أبنائنا؟

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كل ما تحتاجي معرفته عن عملية أطفال الأنابيب

كل ما تحتاجي معرفته عن عملية أطفال الأنابيب

طفلي يتنمّر على أصدقائه.. ماذا أفعل؟

طفلي يتنمّر على أصدقائه.. ماذا أفعل؟