in , , ,

خطوات بسيطة ساعدت طفلتي في الابتعاد عن النميمة

الوشاية أو النميمة هذا ما تقوم به طفلتي بشكل يومي، وتسرع لتخبرني بأن أخيها لم يغسل يديه بعد خروجه من الحمام، وأن أختها لم ترتّب سريرها كما طلبت منها، وأن جارتنا تكلّمت بالسوء عني، أو أن أخيها يمضغ طعامه بصوت عال….. والكثير من الأخبار التي تنقلها لي. تتوقّف قليلًا وتنتظر ردة فعلي التي ترضيها، متوقعة مني شكرها والثناء على تصرّفها أو معاقبة إخوتها لأنهم لم يطيعوا كلامي…..

في البداية لم أعط أهمية لهذا الموضوع وظننت أنه تصرّف عابر، فهو دليل على نمو مهاراتها في التمييز بين الصواب والخطأ وأنها ستتوقّف عن ممارسته بعد فترة. لكن مع مرور الأيام ازدادت الأخبار والأحاديث التي تنقلها لي، وكان لا بدّ من إيقافها عن الاستمرار بهذا التصرّف وإخبارها أن السلوك بهذه الطريقة أمر سيء ويجب أن تبتعد عنه لئلا يتحوّل إلى عادة وطبع.

وقبل تدريبها على الابتعاد عن هذا السلوك، حاولت معرفة سبب تصرّفها بهذا الشكل فوجدت أنها تستمر بالوشاية لجذب اهتمامنا والثناء عليها وحتى تشعر بتفوّقها على  الآخرين، وأحيانًا لتنتقم منهم.

جلست معها وأخبرتها أن النميمة سلوك غير مرغوب لأنه تلصّص على سلوكيات الآخرين وفضحهم لينالوا العقاب. وأنه يوجد فرق بين الوشاية ونقل الأخبار المفيدة، فالأخبار المفيدة هي عندما يتأذّى شخص أو ينكسر شيء أو عندما يكون أحد ما في خطر…… وهكذا كلما هرعت لتخبرني شيئًا، أطلب منها أن تفكّر في ما إذا كان ما ستقوله خبرًا مهمًّا أم وشاية، وهل تخبرني به للمساعدة والاهتمام بالآخرين أم من أجل إظهار التفوّق عليهم ومعاقبتهم.

حاولت تذكيرها دومًا أنه من السيء أن نراقب الآخرين، ونظهر عيوبهم و تصرّفاتهم السلبية لإثبات أننا الأفضل دائماً، كما أن التدخّل في شؤون الغير أمر منبوذ وغير مستحبّ، وأن من يشي بأصدقائه هو شخص غير محبوب.

في أغلب الأوقات لم أظهر تفاعلي معها، ولم أسألها عن سبب إخباري بهذه المعلومات، حتى أخبرها بطريقة غير مباشرة أن هذه الأخبار لا تهمّنا، وبطريقة تجعلها تعيد التفكير في سبب نقل الأخبار.

من الطرق الجيّدة للتخلّص من هذا السلوك هو تحويله لسلوك إيجابي، لتصبح النميمة فرصة لتعليم الطفل مهارات حلّ المشاكل، فكنت أسألها: ما هي اقتراحاتك لحل هذه المشكلة؟ وكنت أستمع إلى جوابها وأوجّهها إلى الحلول السليمة للمشكلة.

طلبت منها أن تتدرّب على كتمان الأسرار، وقد لجأت للعديد من الوسائل كالمكافأة، أو من خلال القصص والحكايات التي تغرس هذا المفهوم وتخدم رغباتنا. وكنت أخبرها دومًا بأنني أحبّها وأثق في قدرتها على حلّ المشاكل التي تواجهها، وأمتدح كل موقف استطاعت فيه أن تحلّ المشكلة دون اللجوء إلى الوشاية.

يجب علينا نحن الوالدان بذل قصارى جهدنا لمتابعة سلوكيات أطفالنا بعناية وكذلك مراقبة أصدقائهم، وقد يكون من السهل وضع حد لأي سلوك غير مرغوب فيه في وقت مبكر باتباع بعض التدخلات البسيطة.

اقرأ ايضاَ: كيف نتخلص من عادة نقل الكلام عند الأطفال

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

الترايفل حلويات صيفية بدون فرن

الترايفل حلويات صيفية بدون فرن

اليوم الدولي للطفلة

اليوم الدولي للطفلة