سبق وتحدّثنا في مدوّنات سابقة عن عدّة مشكلات للأطفال منها الخوف، الخجل، الكذب، العناد، قضم الاظافر، مص الأصبع…. كل هذه المشكلات هي مشكلات طبيعية تحدث مع أغلب الأطفال، لكن اليوم ما سوف أتحدّث عنه هي إحدى المشكلات التي يجب علينا التعامل معها بكامل الحذر وهي السرقة…
فالسرقة عند الأطفال ما قبل الثلاث سنوات تكون غير واضحة وغير مقلقة فهي حب الطفل أن يأخذ ما يعجبه دون أن يفهم ما تعنيه الملكية، فلا يمكننا اعتبارها سرقة بل نكتفي بشرح مفهوم الخصوصية والملكية فتحلّ أزمتنا.
أما السرقة ما بعد الأربع سنوات فلها أسباب عديدة، ومنها:
- حب التملك: فالطفل بهذا العمر يدرك تمامًا فكرة الملكية لكن مع هذا يحبّ أن يمتلك أي شيء يحلو له فيحاول أخذ ما يعحبه.
- تحقيق الذات: إن كان الطفل يشعر بالنقص عن رفاقه ومن حوله يقوم بسرقة ما يعجبه ويتمنّى أن يكون له ليحقّق ذاته ويظهر نفسه أمام الآخرين.
- الحرمان: إن كان الأهل في حالة مادية سيئة أو كانوا يمنعون عن أطفالهم ما يحبّونه فيقوم بسرقة أغراض رفاقه كونه محرومًا منها ويحبّ أن يمتلكها.
- سرقة كيدية: إن قام أحد بإزعاجهم سواء من الرفاق أو حتى من الأهل فيقوموا بأخذ شيء يحبّه الشخص الذي أزعجهم ليروه هو كذلك منزعجًا على ما ضاع منه.
- المغامرة ومعرفة ردّة الفعل: فيقوم الطفل بأخذ ما ليس له لمعرفة ردّة فعل المحيط الذي حوله تجاه هذا التصرّف.
هذه بعض الأسباب التي توضّح لنا سبب قيام الأطفال بالسرقة، وبالطبع متى عرفنا السبب يسهل علينا علاجه.
وعلاج السرقة يكون من خلال عدّة طرق ونقاط ومنها:
- الحوار: فلنتحاور مع الطفل عن السبب الذي دفعه للسرقة وما عواقب فعلته ونشرح له كم هو عمل غير لائق.
- إشباع حاجات الطفل: فإشباع حاجاته العاطفية أولاً والمادية ثانيًا يجعلنا نتفادى تورّط طفلنا بالسرقة.
- النمذجة: فاحترامنا نحن الأهل لملكيات طفلنا وعدم أخذ أغراضه دون إذنه يجعلنا نموذجًا صالحًا يعلّم الطفل احترام ملكيات الآخرين.
- إعطاء الطفل مصروف خاص به يمكّنه أن يجلب به ما يحبّ، فلا يضطره الأمر لسرقة الأشياء.
- سرد القصص للطفل وعرض أفلام أمامه تتحدّث عن الخصال الحسنة عند الأشخاص.
- أن يكون العقاب له إن أخذ شيئًا من زميله بإرجاعه له والاعتذار منه ليفهم أنه أخطأ بحق زميله وليس فقط بحق نفسه.والأهم دائمًا في موضوع السرقة هو الاتسام بالهدوء والعقلانية وعدم نعت الطفل بالسارق، ولنتذكّر دائمًا أن عدم إشباع حاجات الطفل أمر كفيل بخلق طفل غير سوي ومليء بعقد النقص والمشاكل النفسية. فلنهتم أولاً بإشباع حاجات طفلنا النفسية والعقلية والمادية حتى لا نضطر فيما بعد لحلّ أمور نحن بغنى عنها بالأساس.
اقرأ أيضاً: ابني يسرق ما الحل؟
شكرا لكم
احبكم
شكرا لكم
احبكم
احبكم
جميل جدا