8 أفعال تزيد من غضب الطفل
هل يغضب الطفل فعلًا؟
وهل يشعر بما نشعر به ونحن غاضبون؟
وهل هو قادر على وصف مشاعر غضبه؟
وهل هناك أسلوب خاص للتعامل مع ذلك الغضب؟
وهل من أفعال محدّدة تثير غضب الطفل؟
الإجابة على كل هذه الأسئلة هو كلمة واحدة وهي (نعم). الطفل يغضب ويشعر وقد يكون قادرًا على وصف ذلك الغضب، وذكر أسبابه، وقد يكتفي بالصراخ والعناد.
ولكن لماذا يغضب، وما الذي يجعله يصل إلى تلك المرحلة التي لا يريد أي أب أو أم أن يصل طفلهم لها؟ مع أنه وللأسف يكون الوالدان في الأغلب هم السبب دون علمهم بذلك.
الكثير من تصرّفات الوالدين تثير غضب الأبناء، منها كذلك تصرّفات خارج المنزل والمدرسة ومع الأصدقاء والأقارب. بغضّ النظر عن مسبّبات الغضب، إلا أننا هنا سنتحدّث عن أكثر الأمور التي تثير غضب الطفل كي نساعد الوالدين على التعرّف إليها، لتجنّبها وتجنّب تربية طفل سريع الغضب وغير قادر على التحكّم بمشاعره. فإنه من الضروري توقّف الأهل عن عمل هذه الأمور لتجنّب وصول الطفل لمرحلة الغضب، ومن أهم هذه الأمور:
- عدم الوقوف أمام الطفل بشكل مباشر، لأن ذلك يُشعره بزيادة كمية الغضب لديه، فهو ما زال أمام والديه وملامح الانزعاج من غضبه واضحة على وجوههم. هذا لن يخفّف من حدة غضبه بل يزيد الأمر سوءًا لأنه يشعر بأنه عاجز عن إرضاء والديه، ويشعر بأن العقاب الذي يكرهه يقترب منه. لذلك من الضروري الابتعاد عن الطفل إلى مكان فيه يمكن أن يرانا ويسمعنا، وترك الساحة له ليتكّلم ويعبّر عن غضبه وحده وهذا بشكل خاص إن كان الغضب يرافقه بكاء الطفل.
- عدم تحدي الطفل وإجباره على الهدوء، لأنه لو استطاع أن يهدأ ويتوقّف عن الغضب لما استمر به. بعض الأطفال سريعو الغضب وغير قادرين على التحكّم به، بينما البعض الآخر يكتفي بكلمة بسيطة ليهدأ. لذلك من الأفضل عدم تحدّي الطفل وإجباره على السيطرة على مشاعر الغضب وترك المجال له ليهدأ وحده.
- عدم تقديم الإرشادات له وهو في قمة غضبه، لأن ذلك هو آخر ما يودّ سماعه، فهو يعلم تلك الإرشادات. ما يريده هو أن يرى من يؤيّد غضبه ليشعر بأنه على حق، خصوصًا إن كان بالفعل غاضبًا وهو على حقّ. علينا أن لا نلوم الطفل بأن تصرّفه خاطئ، ونبدأ بذكر سلبيات الموقف وتقديم النصائح، فذلك سيزيد غضبه ولن يعالج الموقف.
- عدم مناقشة الطفل وقت غضبه، وعدم طلب تفاصيل ما حدث. فهو غاضب إما لأنه أخطأ ولا يريد ذكر الأخطاء كي لا يزيد الأمر سوءًا بالنسبة له، وحتى عندما يكون على حق فإن شعوره بغضب والديه يجعله يعتقد أنهم لم يفهموه وتنعكس الأمور عليه سلبًا. لذلك الأفضل هو ترك الطفل حتى يطلب هو نقاش الأمر.
- عدم تهديد الطفل بشكل مباشر أو غير مباشر وكأننا نزيد من قوة لهب النار التي يشعر بها، وعدم تذكيره بأي من العواقب التي قد تقع عليه نتيجة ذلك الغضب. بل علينا احتواء الطفل بشكل كامل مهما كانت الأخطاء التي قام بها والتي قد تكون سبب غضبه، فهو لا يريدها أن تحصل. لأن الطفل يريد أن يشعر بأن والديه يفهمون مشاعره ويغضبون من تصرّفه فقط وليس منه كشخص.
- عدم نسيان موضوع الغضب لمجرد هدوء الطفل، فبعض الأهل يمارسون مبدأ نسيان الأمر لمجرد انتهاء موجة الغضب، وكأنهم يوجّهون رسالة لطفلهم أنك تستطيع أن تغضب متى تشاء وأن تهدأ متى تشاء. ترك الأمر للطفل كي يختار الوقت المناسب للتحدّث يجعله غير مجبر على التحدّث ولكن يفعل ذلك بإرادته، فيتمكّن والداه من تقديم كل المساعدة والنصائح التي يحتاجها في ذلك الوقت.
- عدم محاولة تقييم غضبه في نفس ساعة الغضب. فلا نقول للطفل بغض النظر عن الأمر الذي أنت غاضب منه فهو لا يستحق كل تلك المشاعر، لأنه وقتها لا يعرف إن كان قد بالغ في وصف مشاعره أم لا ولكنه يعلم أنه غاضب. على الوالدين احترام تلك المشاعر حتى لو لم يكونوا راضين عنها، لأنه الطفل بذلك يشعر بالاحتواء لشخصيته ولذاته مما يجعله يهدأ بسرعة أكثر.
- عدم فقدان السيطرة على النفس أثناء غضب الطفل، والتحلّي بالصبر والهدوء، وذكر كلمات لطيفة تجعل الطفل يشعر بأن الأمر ليس بذلك السوء. فقدان السيطرة بالنسبة للطفل هو سبب آخر لغضبه، لذلك على الوالدين أن لا ينسوا أهدافهم في التربية وواجبهم في الاحتواء مهما كان الأمر سيئًا. ففي مسيرة التربية نتوقع الأكثر، ولنتذكّر دائمًا أن كل شيء متوقّع من الطفل، ولا يعني ذلك أنه مقبول ولكنه متوقّع. من الضروري أن نكون كأهل بكامل السيطرة والاتفاق على أسلوب محدّد للتعامل مع الطفل في مثل هذه الظروف.
اقرأ أيضاً: كيف أسيطر على نوبات الغضب عند طفل في عمر السنتين
GIPHY App Key not set. Please check settings