أطفأت ابنتي شمعتها الرابعة وبدأت عمر الخمس سنوات وبالطبع فقد بدأت تكبر وتنضج وتتفتح آفاق رؤيتها لنا وللمجتمع ولما تتعلّم ولكل شيء يدور حولها. مع هذا النمو الطبيعي بدأت تكثر أسئلتها وتتغيّر بعض تصرّفاتها منها للأحسن ومنها لما هو غريب عنها وعن تربيتنا لها. فقد كثرت كلمات مثل: لا، لا أريد، لن أفعل هذا…. بدأت أتحيّر من ردّات الفعل الغريبة هذه، فمنذ أشهر قليلة كانت تتجاوب مع كل طلباتنا وتقوم بما تعلّمته منا و… لكن لماذا الآن هذه الانفعالية في الردّ والتصرف؟
في الحقيقة ومن خلال دراستي وتجربتي المتواضعة جدًا توصّلت إلى النتيجة التالية: يتصرّف الأطفال في هذه العمر عادةً بطريقة غريبة يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى طريقة سيئة تثير غضب الأهل. فالتصرّفات التي يقوم بها الطفل هي انعكاس لأفكاره التي لا يستطيع أن يعبّر عنها بالكلام، فيقوم ببعض الأمور التي تعكس ما يريد أن يوصله لنا.
لكن ما سبب هذه التصرّفات؟ وهل أصبحت طفلتي سيئة؟ أم إني لم أربّيها بالطريقة الصحيحة؟ بالطبع لا فعمر الخمس سنوات عمر طبيعي يتمرّد فيه الطفل- وإن صحّ التعبير- لعدّة أسباب منها:
1-الحاجة للفت الانتباه: فعندما يرانا الطفل ننشغل عنه أو نقوم بشيء بعيدًا عنه فإنه يلجأ إلى لفت انتباهنا، ولكن بطريقة غريبة حيث يقفز مثلًا على السرير أو يمزّق الأوراق أو يخرّب ألعابه أو… فما علينا في هذه الحالة إلا التغاضي وتجاهل التصرّفات السيئة والتركيز على الأفعال الإيجابية التي يقوم بها ومدحها ومكافأته عليها، فبالتالي ينسى السيء ويركّز على المحبّب لدينا لينال رضانا.
2-التقليد: فهو في هذا العمر يقلّد كل ما يراه سواء من الأهل أو المجتمع أو التلفاز أو حتى اليوتيوب، فلهذا علينا أولًا كأهل الانتباه لتصرّفاتنا وردّات فعلنا، والانتباه لما نطرحه أمام أطفالنا ليتعلّموا منه، وبالطبع لنحدّ من مشاهداتهم الإلكترونية ولنضع بعض الرقابة .
3-محاولة معرفة حدوده: في هذا العمر يستمتع الطفل في اختراق القوانين التي نضعها ليعرف عواقب ونتائج هذا الخرق. لذا علينا أن نكون واضحين في قوانيننا، ولماذا وضعناها لهم ونكون حازمين في تطبيقها .
4-الافتقار لبعض المهارات: فمثلًا الطفل الضعيف في التفاعل الاجتماعي يلجأ لضرب رفاقه ليعبّر عن قوته، فهنا علينا محاورته ومعالجة المشكلة دون اللجوء للعقاب لأنه لن يحل الأمر .
5-الاستقلالية: في هذا العمر يشعر الطفل أنه أصبح كبيرًا، ولم يعد هذا الطفل الصغير الذي لا يستطيع أن يلبّي احتياجاته. فلنعطه مساحة كافية من الحرية ليتصرّف بطبيعته ويتعلّم من تجاربه.
وبالنهاية لنُبقي ببالنا دائمًا وفي جميع المواقف أنه لا يوجد طفل سيء بل يوجد سلوك سيء. فطفلنا محبوب وجميل، وإن ضرب أو صرخ أو عاند أو شاغب أو…. فلنحاول ألا نطلق الأ لقاب السيئة عليه بل لنعالج ونصحّح ونعلّم ونوجّه فيوم بعد آخر سوف نبني إنسانًا ناضجًا سويًّا.
اقرأ ايضاً: 6 خطوات لتعديل سلوك الطفل
GIPHY App Key not set. Please check settings