اتركي لطفلك حرية اختيار ملابسه لهذه الأسباب
موقف يومي يحدث مع طفلتي قبل خروجنا من المنزل حول الملابس التي سترتديها، ويصل الموضوع بالنهاية للشجار بيني وبينها على المدّة التي استغرقتها لاختيار ملابسها والتي أجدها غير متناسبة مع بعضها البعض. فتكون قد اختارت ألوانًا غير متناسقة وغير مناسبة للمكان الذي سنذهب إليه، وحتى تسريحة شعرها التي اختارتها غير ملائمة لها. كما وأتفاجأ بها أحيانًا ترتدي ملابس التنكر وتنظر إليّ منتظرة مني الإعجاب والانبهار بما اختارته.
ولأن اختيار الطفل لملابسه بنفسه يعتبر تطوّرًا مهمًّا في شخصيته نتيجة اكتشافه لجسمه، وبالتالي يعود عليه بفوائد كثيرة، كما ولا يقلّ أهمية عن مرحلة تعلّمه الزحف والمشي والكلام. هذا الإصرار على رأيه هو في النهاية جزء طبيعي من النمو العقلي والشخصي له، ويعمل على:
- زيادة ثقته بنفسه وباختياراته.
- ينمّي لديه مفهوم تحمّل مسؤولية القرارات التي يتخّذها.
- يزيد من تذوّقه الفني للألوان وتوافقها مع بعضها بعضًا وطرق تنسيقها
- يساعده على تكوين وجهة نظر مستقلة تجاه الأشياء.
لذلك عندما بدأت طفلتي في إبداء رأيها في ملابسها، حاولت كل جهدي بتهدئة أعصابي، وتركت لها حرية اختيار ما تفضّله، لكن كان من الضروري وضع حدود لهذا الموضوع حتى لا يتجاوز حدّه.
وكان لا بدّ من اللجوء إلى الحوار حول موضوع الملابس، فهو الطريقة الأفضل مع الطفل، حيث أتّفق معها على استبعاد الملابس غير الملائمة للطقس أو للمكان الذي سنذهب إليه، وأحدّد لها عددًا من الملابس وعليها أن تختار منهم وأدع لها الحرية لاختيار المناسب. كما وعلّمتها بهدوء كيفية اختيار الطقم المناسب للمكان المناسب، وحدّثتها عن أهمية اختيار ملابس ملائمة للطقس الخارجي، والفرق بين الملابس الصيفية والشتوية، وبين ملابس الخروج وملابس النوم.
حاولت عدم توبيخها إذا اختارت ألوانًا غير متناسقة أو ألوانًا داكنة ربما لا تعجبني، لأن منعي لها يزيد من رغبتها في الحصول عليها. وقد تركتها لتجرّب وتتعلّم دون أن أفرض عليها ذوقي، لأنه مع الوقت سيزداد إدراكها وتعرف ما يناسبها وما لا يناسبها، وسيصبح لها ذوقها الخاص.
هذه الخلافات اليومية التي تحدث دائمًا حول الملابس وتصفيف الشعر واختيار الحذاء والجاكيت و…. قد تصبح مصدرًا للتوتر اليومي، وربما نصل لمرحلة لا نتمنّى فيها الخروج من المنزل هربًا من التصادم والشجار. لكن بعدما لجأت للحوار معها والاتفاق على نقاط محدّدة، أصبح الوضع مريحًا لي ولها، وتحوّل الموقف من الصراع إلى التفاهم والنقاش.
اقرأ أيضاً: 10 نصائح لتصبحي الصديقة الأقرب لابنتك
GIPHY App Key not set. Please check settings