in ,

طفلي لا يعجبه شيئًا ممّا أقدّمه له

طفلي لا يعجبه شيئًا ممّا أقدّمه له

ما يسعدنا ويرضينا هو أن يكون أطفالنا سعداء دومًا، فنحاول جهدنا لنرى ضحكتهم ونسمع امتنانهم لنا، ونسعى دومًا لنقدّم الأفضل لهم، ونفرح عند رؤيتهم يأكلون الطعام بشهية أو يرقصون بملابسهم الجديدة التي اشتريناها لهم، أو يحتضنونا ويقبّلونا ويعبّروا لنا عن فرحهم بالمشوار.

ونتوقع منهم أن يتجاوبوا معنا دومًا ويفرحوا بما نقدّمه لهم، لكننا أحيانًا نتفاجأ بردة فعلهم وعدم اكتراثهم بالهدية التي تعبنا كثيرًا لنجدها، وربما تذمّرهم في النزهة التي حضّرنا لها لساعات طويلة لنعود للمنزل ونحن نستشيط غضبًا رغم كل الجهد والعناء والمصاريف التي نحتملها. كما ونستغرب طلباتهم التي لا تنتهي ونوبات الغضب التي تظهر فجأة في المول أو في الطريق.

لنتوقف مع أنفسنا قليلاً ونسأل ما السبب في هذا؟ لماذا طفلي لا يعجبه شيئًا ؟ هل الخطأ بما نقوم به؟ هل المشكلة بنا أو بهم؟

ونكتشف فيما بعد أن المشكلة تبدأ فينا، فنحن نطلب منهم الذوق والاحترام في التعامل، نطلب منهم شكرنا على الهدية التي أحضرناها لهم حتى وإن لم تعجبهم، و نطلب منهم أن يُظهروا لنا فرحهم بما نفعله ونقدّمه لهم حتى وإن لم يكونوا سعداء بذلك، فنحن نطالبهم بالكمال والمثالية بكل شيء وننسى أنهم أطفال في السن والشكل والتصرفات والخبرة.

ربما تكون اللعبة التي اشتريناها ليست التي في خياله أو التي تناسب شخصيته، أو الطعام الذي ظننت أنه سيحبه كثيرًا  والذي كلّفني الكثير من العناء والتعب والوقت لا يعجبه فيرفض تذوّقه، أو يبدأ بالتصرّف بعصبية وبطريقة غريبة خلال النزهة التي حضّرنا لها لأن المكان لا يعجبه وغير مناسب للعبة التي يريد ممارستها.

بالنسبة لنا ما نعتبره قلة أدب واحترام، يجده الطفل أنه تعبير عن مشاعره ورغباته والتي يتوقع مني أن أقبله وأفهمه وأن وأتعامل معه بطريقة منطقية. لذلك كان علي دومًا أن أتذكّر أن طفلي يملك مشاعر وأحاسيس مثلي تمامًا والفرق يكمن في أنه لا يملك الخبرة أو القدرة على التعبير عن هذه المشاعر بالطريقة الصحيحة كما أنه لا يستطيع اخفاءها، وهو يحتاج لوقت أكثر ليحلّل مشاعره ويتعامل مع كل ما هو جديد فيحبهّ أو يكرهه، لذا كان عليّ أن أفهم وأصبر.

وفكرة “أنه لا يعجبه شيئًا مما نقدّمه له”  هي فكرة خاطئة، وتؤذي الطفل بطريقة غير مباشرة، لأن ما يسعدنا ليس بالضرورة يسعده وما يثير اهتمامنا ليس بالضرورة محط اهتمامه. لذلك من الأفضل معرفة السبب الذي جعله يتصرّف بهذه الطريقة ولماذا لا يتجاوب معنا كما نتوقع.

لأن أطفالنا أبسط مما نتخيل، يكفيهم ابتسامة واحتضان وقبلة، فهي تسعدهم أكثر بكثير مما نتصوّر.

اقرأ ايضاً: كيف أضمن صحّة نفسية متوازنة لطفلي

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كل ما عليك معرفته عن الرضيع في الشهر الأول من عمره

عشر معلومات هامة عن الرضيع في الشهر الأول

كيف نعلّم أبناءنا أهمية البيئة

كيف نعلّم أبناءنا أهمية البيئة