شكرًا أيها المعلم

ها قد وصلنا إلى نهاية عام دراسي كامل فيه تلّقى الطلاب كامل تعليمهم عن بعد. ربما كان أمرًا عاديًا على بعض الطلاب لأنهم اعتادوا عليه في الفصل الدراسي من السنة السابقة. إلا أنه كان في نفس الوقت أمرًا صعبًا على الأغلبية بسبب تواجدهم في البيت، وقضاء أغلب الأوقات بين تلقّي الحصص عن بعد وعمل الواجبات وكأنهم يلتزمون مكانًا واحدًا ليقوموا بكل الأعمال.

وعليه نقول لكل الطلاب كم نحن فخورون بهم وبالإنجازات التي حققوها تحت ظروف لم تكن المفضلة لديهم! ولكنهم اجتازوا تلك الفترة الصعبة وقدّموا كل ما لديهم للبقاء على المستوى الأكاديمي المطلوب. وكذلك للأهل الذين قاموا بمتابعة الرسائل الإلكترونية وإيصالها لأبنائهم، والعمل على متابعة الواجبات وإرسالها، والمتابعة مع الأبناء لضمان الجو المناسب للدراسة، وتقديم كل ما يلزم من أجل توفير الراحة التامة للأبناء.

لم يكن دور المعلّمين دورًا عاديًا، ولم تكن رسالتهم في إيصال المعلومة عن بعد بالأمر السهل. فقد اعتاد المعلم على رؤية وجه الطالب للتأكّد من أنه معه على نفس الخطى، كما واعتاد المعلّم على استخدام الأدوات للتعبير أكثر عن المعلومة التي يحاول إيصالها، واعتاد على سؤال الطالب وسماع شكواه وجهًا لوجه. كل هذه الأمور كان على المعلّم أن يحاول إيجاد الطريقة البديلة لها واستخدامها عن بعد، وكونه المعلّم ومهمته هي الأصعب في بناء جيل بأكمله فقد تفوّق المعلم في إيصال المعلومة والمتابعة وبذل كل الجهود لضمان وصول رسالته السامية لجميع الطلاب.

ولم تتوقف متابعة المعلم من الناحية الأكاديمية فقط، فهنالك العديد من المعلمين الذين تواصلوا مع الطالب وأسرته خصوصًا في الأيام التي أُصيب فيها الطالب أو أحد افراد أسرته بالفيروس، وقدّموا كلّ الحب والمساعدة المعنوية، وأحيانًا المتابعة الفردية عن بعد لتعويض الطلاب عن ما فاتهم أثناء المرض. لم يتوقف الأمر على هذا، فكان من اللطف جدًا أن بعض المعلمين قاموا بالاهتمام بطريقتهم الخاصة عن طريق إرسال الطعام للمصابين والاطمئنان عنهم بشكل يومي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

لم يكن سهلاً على المعلم قيامه بمهمته والمحافظة على نفس المستوى، فإن عملية الفصل بين الطلاب الذين اعتادوا على العمل على شكل مجموعات كان من أصعب الأمور على المعلم. إلا أنه أوجد البديل عن طريق تشكيل مجموعات عن بعد، ومنحها الألقاب، والطلب من الطلاب الالتزام بتلك الزاوية المخصّصة لهم حتى تتم العملية التدريسية بكل راحة وإتقان.

كما أن عدم توفر نفس الوسيلة للتواصل بين جميع الطلاب قد دفع المعلّم لإيجاد أكثر من طريقة لضمان إيصال المعلومة للطلاب الذين يتشاركون الأجهزة مع إخوتهم، وحرصًا على تلقي الطلبة المعلومات فقد قام المعلّمون بإرسال الحصص المسجّلة لهؤلاء الطلاب لضمان حصولهم على ما فاتهم أثناء الدرس. ولا بد أن هذه كانت الأصعب على المعلّم أيضًا لما واجهه من ضعف في شبكات الإنترنت بسبب العدد الكبير من الطلاب الذين يستخدمون الشبكات للحصول على تعليمهم.

وبالرغم من عدم تقبّل الفكرة لدى الغالبية من الطلاب إلا أن المعلم نجح في إيجاد طرق ترفيهية لتقديم المعلومة، لإبعاد الملل الذي تسبّب به التعليم عن بعد لجميع الطلاب. كما أنه كان من الصعب جدًا على الأهل أن يجدوا طفلهم جالسًا أمام الشاشات لساعات طويلة دون حركة، مما جعل المعلم يطلب من طلابه الوقوف والتنقل في الغرفة محاولاً التخفيف من حدًة الشاشات على عيون الطالب.

بالإضافة لمجهود وتعب المعgم في تعليم الطلاب من المنزل، وبنفس الوقت وجود أطفالهم في المنزل دون وجودهم إلى جانبهم كما هو الحال مع باقي الطلاب. كل هذه الأمور جعلتنا نشعر بأهمية المعلم ونقدّر ما قام  به من أعمال ومحاولات لإنجاح التعليم عن بعد والذي حاز على رضى الأغلبية من الأهل والطلاب.

كل الشكر والتقدير والعرفان للمعلم الذي عمل كل ما بوسعه من لإتمام أسمى رسائل البشرية المهمة في مرحلة التربية وبناء الطالب.

اقرأ أيضاً: تحدّيات التعليم الإلكتروني وبعض الحلول لها

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

11 خطوة لتعليم الطفل معنى النقود

11 خطوة لتعليم الطفل معنى النقود

طريقة عمل سلطة الكينوا الصحية

طريقة عمل سلطة الكينوا الصحيّة