دعي طفلك يقوم بهذه الأعمال وحده

تشعر الأم وخصوصًا الأم لأول مرة بأنها هي المسؤولة ليس فقط عن إرضاع الطفل وتنظيفه وتأمين كل ما صحّي بالنسبة له، بل يتعدّى ذلك أمورًا على الأم أن تتوقف عن فعلها وتمنح الطفل فرصته في المحاولة، بحيث يفشل ويتعلّم ويكرّر ويفشل ويتعلّم حتى يصبح متمكنًّا من القيام بذلك العمل.

ولكن بعض الأمهات يقمن بتأجيل فرصة المحاولة لدى الطفل لوقت لاحق، وذلك لعدّة أسباب قد يكون خوفها عليه من أن يؤذي نفسه، أو خوفها من أن يفشل ويحزن أو يغضب، أو لن ليس لديها الوقت الكافي لمتابعة ما قام به. فتختصر كل هذه الأسباب بأن تقوم هي بالعمل والطفل فقط ينظر لها دون أي محاولة منه.

عندما يكون الطفل صغيرًا فهو يحتاج إلى والدته بشكل كامل، لتقوم بكل شيء له. يكون الاعتماد على الأم، وهي لا تتردّد في فعل ذلك، لأنها تريد لطفلها كل الحب والأمان. فلا حتى تشعر بالتعب من ذلك، وتقوم بتلك الأعمال بكل صدر رحب. ولكن مع الأيام يحتاج الطفل أن يقوم ببعض الأعمال وحده وتحت اشراف والدته، لأن ذلك يعتبر جزءًا مهمًا من تربيته. من الضروري منح الطفل فرصة الاعتماد على النفس. ولا نقصد هنا أن يتخلّى الطفل عن مساعدة والدته له وأن يقوم بالأعمال كاملة وحده، بل أن يكون له جزءًا ولو بسيط في العمل. وذلك سواء أن يبدأ بالعمل أو يتدخل في مرحلة العمل أو يقوم على إنهاء العمل مع إدراج زيادة في المجهود حتى يصبح الطفل متمكنًا من القيام بذلك العمل. كل هذا يساهم وبشكل كبير في تكوين شخصية الطفل فتصبح مستقلة أكثر مما يدعم ثقته في نفسه وتحمّل المسؤولية.

  • أبسط الأمور التي نستطيع أن نبدأ بالطلب من الطفل الاعتماد على نفسه فيها من عمر السنتين هو خلع وارتداء الملابس، هو أمر نراه بسيطًا وسهلًا. ولكن بالنسبة للطفل هو بمثابة تجربته الأولى، وقد يكون الأمر صعبًا بالنسبة له، ولكنه في نفس الوقت يكون متحمسًا لعمله مما يجعله يحاول لمرات كثيرة في نفس اليوم وبحماس. قد يتطوّر الأمر بحيث يحاول الطفل أن يرتدي حذاءه بنفسه. عندما تشعر الأم بان طفلها بدأ يتعب من المحاولات ولم تنجح معه أي محاولة، فما عليها إلا أن تقدّم له فرصة المساعدة إن رغب. عندها تقوم بشرح الطريقة وجعله يقوم بالتطبيق حتى لا يشعر أنه فشل، وأن والدته هي من قامت بإنهاء تلك المهمة التي حاول فيها لأكثر من مرة. ولا بد أن نكثِر من كلمات التعزيز أثناء المحاولة حتى لا يفقد الطفل ثقته بنفسه ويشعر بأنه قادر وغير عاجز عن المحاولة والقيام بهذه الأعمال.
  • كما أن دخول المرحاض للطفل واستخدام الحمام لمجرد الانتهاء من عملية التخلّص من الحفاظ واستخدام المرحاض مباشرة يعتبر من الأمور التي تستطيع الأم منح طفلها فرصة المحاولة في التعامل معها وحده. يحيث يقوم بخلع ملابسة واستخدام المرحاض ومحاولة تنظيف نفسه بالطريقة الصحيحة مع مراقبتهم من بعيد وتقديم الملاحظات الشفهية، حتى لا يشعر الطفل أنه مراقب فقط لانتقاده.
  • كذلك الطلب من الطفل تحضير ملابس الاستحمام، وتحضير ما يلزم من مساحيق، ليكون له جزءًا كبيرًا من المساعدة التي بدورها تتحوّل إلى اعتماد كلي على النفس في المرحلة المناسبة لذلك. كما إن عملية غسل الوجه واليدين وتنظيف الأسنان وتقديم النصائح والإرشادات مع ابتسامه وبأسلوب لطيف حتى لا يشعر الطفل أن مراقبتنا له هو فقط عملية ترصّد لأخطائه. بالنسبة للفئة العمرية المناسبة لذلك تعتمد على الأم بشكل مباشر لأنها وحدها من تعلم أن طفلها جاهز ليقوم بتلك الاعمال حسب العمر الذي فيه تخلّى عن الحفاظ.
  • أكثر الأمور التي تشعر الأم بأن طفلها يقوم بها بشكل تلقائي هي محاولته لترتيب فراشه قبل النوم أو بعد الاستيقاظ من النوم، وذلك بناء على آراء العديد من الأمهات اللواتي قلن نفس الشيء ولكنهن لا يعلمن السبب. فسرعان ما نجد الطفل ينزع الغطاء عن فراشه قبل النوم ويعيده إلى مكانه عند الاستيقاظ، فقد تكون عادة قد اكتسبها لمجرد البدء في عمل ما أو الانتهاء من عمل ما مثل فتح صندوق الألعاب قبل اللعب وإعادتها إلى الصندوق وإغلاقه من جديد. هذه الأمور تعمل على نمو الحس الذهني عند الطفل على النظام والنظافة والمحافظة على الأماكن واحترام الشيء بإعادته إلى مكانه المخصّص. قد تبدأ هذه الفئة العمرية عندما يبدأ الطفل بالمشي لقدرته على التحكّم بيديه وقدميه للقيام بتلك التجربة. ولكن إن كنّا نحن من نقوم بتلك الأعمال، فلا بدّ للطفل أن يعتاد على ذلك، ولا يمانع الفوضى الكبيرة لأنه اعتاد على وجود مَن يصلح تلك الفوضى.اقرأ هنا: طفلتي فوضوية..ماذا أفعل؟

أعطِ طفلك الحق الكامل بالدفاع عن نفسه وأن يخبرك ويخبر الجميع بما حدث له، في الوقت الذي يحاول أن يبرّر للجميع أنه ليس المذنب. حتى لو كان هو الذي اخطأ كذلك، امنحيه الفرصة للتعبير عن رأيه والدفاع عن نفسه لأن الطفل حتى لو أخطأ لا يرغب بالحصول على لقب المذنب، لذلك يطلب فرصة التعبير عن الرأي. لا تقومي بدور المحامي دائمًا وإلا سيعتاد الطفل على وجودك وعلى كلامك فيخطئ ويكرّر الخطأ دون أي اهتمام، لأن المحامي يترافع عنه ويثبت أنه على حق بالرغم من أنه ليس كذلك.

اقرأ ايضاً: ما هي ضرورة مشاركة الطفل بالأعمال المنزلية

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كيف نعلّم أبناءنا أهمية البيئة

كيف نعلّم أبناءنا أهمية البيئة

علامات البلوغ عند الذكور والإناث

علامات البلوغ عند الذكور والإناث