in , , ,

مسبّبات القلق عند الطفل وطرق علاجه

يعتبر القلق عند الطفل من المشاكل النفسية التي يمكن أن تصيب وتواجه الأطفال مثل الكبار، ولكن الفرق هو أن الطفل يكون أحيانًا غير قادر على التعبير عن ما يسبّب له القلق له وبالتالي على الأهل والمسؤولين البحث عن الأسباب حتى يتمكّنوا من تقديم المساعدة له.

يكون القلق بطبيعته إيجابيًا في حال علاجه والتخلص منه والاستفادة من علاجه في التعامل مع الأمور في المستقبل. وفي نفس الوقت يكون سلبيًا وبشكل حادّ عندما نفقد القدرة على السيطرة عليه ليكون عائقًا في طريق الطفل، ويصبح ملازمًا له في الأيام القادمة ليتحوّل إلى اكتئاب لاحقًا.

تبرز أغلب أنواع القلق عند الأطفال على شكل حالة توتر مستمر وشامل خصوصًا عند تواجد الطفل في المكان الذي يتسبّب له بالقلق والخوف. تظهر على الطفل وعلى سلوكه أعراض لم يعتد مَن هم حوله رؤيتها فيكون غير مرتاح ومضطربًا ودائم التفكير وكأنه يترقّب حدوث شيء ما كأمر مجهول سيظهر أمامه فجأة.

  • قد تعود أسباب القلق بشكل أساسي إلى أساليب التربية في البيت كالقسوة في التعامل والجدّية في التصرّفات وهذا يجعل الطفل يشعر بالقسوة وانعدام الحماية والأمان والثقة من والديه نتيجة أسلوب التعامل المتّبع معه. هذا يجعله يشعر بفقدان الدعم النفسي من أهم مصادره، وبالتالي عدم ثبات الطفل في تصرّفاته خارج البيت، وعدم تلّقي الدعم الاجتماعي خوفًا من تلقي التقييم السلبي كما اعتاد عليه من والديه.
  • كذلك يكون القلق عند الطفل بسبب انخفاض التوقعات، فهو بالنسبة لنفسه فاشل وغير قادر على العطاء. يسيطر القلق على تفكيره فيأتي به إلى مدرسته وبين أصدقائه ومع العائلة الممتدة. ولأن الطفل يستمدّ بطبيعته كل القوة والثقة من والديه والذين هم بالنسبة له مرآة، لذا فهو يعكس كل قلق يشعر به داخل البيت إلى خارجه.
  • يزداد القلق عند الطفل عندما يشعر بأنه ملام على كل تصرّف يقوم به، ويصبح غير قادر على تمييز التصرّف الإيجابي عن السلبي، لأنه ملام في كل الأحوال. فإن كثرة النقد تولّد عنده حالات الغضب والعنف والقلق وكل أنواع التوتر النفسي، في الوقت الذي فيه يحتاج لبناء شخصيته واكتساب الثقة بالنفس وبمن هم حوله.
  • تكون أبرز أنواع القلق عند الطفل جسدية وصحّية ونفسية: 

-فمن الناحية الجسدية يكون هذا الطفل شاحب الوجه، وتظهر ملامح القلق على عيونه بشكل خاص حيث لا تكون مستقرّة أثناء النظر إلى أي شيء، فهو يترقّب حدوث الأمر السيء الذي يخبره به القلق المسيطر عليه. كما وتظهر الأضرار الجسدية من خلال الشكل العام للطفل فإما ان يكون ضعيف البنية بسبب قلة الأكل والشرب لانعدام الشهية، وإما أن يكون وزنه زائدًا بسبب اللجوء إلى الطعام في كل مرة يشعر فيها بالقلق. في الحالتين هناك أضرار صحّية على الطفل وعلى طريقته في النمو.

-أما بالنسبة للآثار النفسية التي تتعلّق بسلوك الطفل المباشر مثل خوفه من النوم بمفرده، وغيرته المستمرة من إخوته خصوصًا في حال وجود طفل جديد في البيت، وكثرة البكاء وقلّة ساعات النوم ليتحوّل مع الوقت في حالة إهماله إلى اكتئاب وكثرة التعرّض للتنمر وفقد الثقة بالنفس والخوف من التجمّعات لعدم معرفته بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين.

لا بدّ أننا نمرّ في ظروف صعبة هي بذاتها تسبّب القلق للجميع، وهي تصبح بأقصى درجاتها مع الطفل الذي يشعر بالقلق في السابق لأسباب أخرى. علينا أن نعي تمامًا كيفية التعامل مع الطفل القلق بالطريقة السليمة لمحاولة تخفيف الأمر ليعتاد على أن التغييرات مؤقتة وستعود الأمور لطبيعتها مع الوقت.

أهم طرق التعامل مع هذه الحالة تبدأ من البيت والوالدين، وذلك من خلال:

  1. منح هذا الطفل الحبّ والطمأنينة والأمان واحتوائه وتقبّل أفكاره والنقاش المستمر معه ليكون قادرًا على التعبير عن نفسه وعن ما يدور بداخله.
  2. اعتماد أسلوب الإقناع بالحوار وليس الفرض. هذا يعطيه فكرة عن أهمية النقاش وضرورة التعبير عن النفس للوصول إلى الأمان الداخلي.
  3. كما إن تدريب وتعويد الطفل على أن يسترخي ويأخذ نفسًا أثناء النقاش، وعدم إجباره على الاستمرار في حال رفض ذلك والطلب منه أن يرخي عضلات جسمه و يستجمع قوّته ويستمر بالحديث. هذا سيعمل على تنمية مهاراته مما يشجّعه على مواجهة أمور تسبّب له القلق فيما بعد.
  4. من الضروري كذلك أن نُشرك الطفل بالقرارات والنقاشات الأسرية التي تهمّه، وعدم استبعاده لمجرّد أنه طفل. فهو رغم أنه لا يزال صغيرًا إلا أنه قادر على تقديم الأفكار. فلو مُنح المجال سيتمكّن من التخلّص من مشاعر سلبية مختزنة في أعماقه كالخوف والغضب والإحباط.

لا ننكر جميعًا أن هناك فئة من الأهل غير قادرين على معرفة ما يجري مع أطفالهم بسبب انشغالهم. لكن إن تمّ تحديد نصف ساعة يوميًا للتحدّث مع الطفل فهذا سيساعدهم في معرفة حقيقة ما يشعر به، فالطفل مهما حاول إخفاء الكلمات فملامح وجهه البريء تظهر حقيقة ما يشعر به. وللأب دور خاصّ مع الذكور كما للأم دورها مع الإناث، فإن كان قلق الطفل على مستوى العائلة، عليهم محاولة إصلاح الأمر داخل حدود الأسرة بمواجهة الأمر المزعج. إن كان الطفل قلقًا من التحصيل الدراسي، فالمتابعة مع المدرسة أمر ضروري ليتعاون الأهل والمدرسة معًا في إصلاح الأمر.

اقرأ ايضاً: 7 صفات شخصية للطفل القلق

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

ما هو مرض الصدفية

ما هو مرض الصدفية

ماذا يأكل الطفل في السنة الأولى

ماذا يأكل الطفل في السنة الأولى