سرّ العائلة المترابطة
العائلة المترابطة هي العائلة التي تعيش الكثير من لحظات السعادة والفرح، والتي يملك أفرادها شعورًا قويًا بالانتماء لها، وهي العائلة التي تجمع أفرادها روابط وعلاقات وذكريات قوية، وهي العائلة التي تعيش لحظات فرحها كشخص واحد كما تعيش لحظات حزنها. إنها العائلة التي نسعى كلنا لنبنيها، لكن هذا يحتاج لتخطيط وعمل مستمر، ويحتاج للالتزام الكامل والجادّ من كل أفرادها.
وبما أن هدفنا هو بناء عائلة مترابطة ومتحابة، فقد كانت اول خطوة قمنا بها هو تخصيص وقت لقضائه بعضنا مع بعض. فوقت العائلة هو أكثر طريقة فعّالة لإنشاء علاقة مع الأبناء، وهو حجر الأساس للعائلة المتقاربة، كما أنه يعطي أفرادها أهمية كبيرة ليكونوا معًا ويقلّلوا من فترات التباعد. هذا الوقت كنّا نخصّصه في مشاهدة برنامج تلفزيوني أو في التنزّه أو تناول وجبة الطعام معًا أو…… وكنّا نتشارك الأنشطة معًا (طفلي مثلاً يحبّ مشاهدة مباراة كرة القدم وحتى لا يكون بمفرده كنت أحضّر العصير مع الفوشار والشيبس لنجلس معه ونشجّع فريقه ونشاركه لحظات النجاح أو الخسارة، كما كنّا نحضر دومًا عروض الباليه الخاصّة بابنتي ونشجعّها للاستمرار بها…..).
هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نكون وحدنا كأفراد، وأن يكون لكلّ فرد وقته الخاص به، لكن كان علينا الالتزام الجدّي بوقت العائلة، ولتحقيق هذا فقد أعددنا جدولًا مخصّصً ومنظّمًا لفترات اللقاء، وحاولنا الالتزام بهذا الجدول حسب قدرة كل فرد.
كما أن أحد عوامل بناء العائلة المترابطة هو قدرتها على التعامل مع الأزمات والصعوبات بشكل إيجابي مما يعطيها قوة أكبر وترابط حقيقي. ولأن العائلة تواجه مشاكل كثيرة في الوقت الحالي، كأن تكتشف إدمان طفلها على التدخين، أو مرضه بمرض مزمن، أو مرض أحد الوالدين، أو الطلاق، أو ربما يعاني أحد الأطفال من صعوبة في الدراسة… حاولنا مواجهة أي مشكلة بحكمة ومحبة.
هنا تكمن قوّة هذه العائلة في تعاملها مع هذه التحدّيات، وكيف يكون أفرادها سندًا وعونًا لبعضهم ويواجهون هذه المشاكل كفرد واحد حتى تكون النتيجة عائلة أكثر قوّة وترابط من السابق.
بناء عائلة مترابطة هو إحدى التحدّيات في وقتنا الحالي لكنه يستحق العناء والتعب، ويستحق منّا أن نتوقّف قليلاً ونعيد النظر بحياتنا ونعطي أبناءنا وعائلتنا الأولوية والاهتمام الأكبر.
اقرأ أيضاً: أفكار لخلق تقاليد عائلية تستمر مدى السنين
GIPHY App Key not set. Please check settings