أنقذوا طفولة أبناءكم
لا نستطيع التوقّف عن التفكير في الحالة التي آلت إليها الطفولة، وعن المقارنة بين ما كانت عليه في الماضي وما هي عليه الآن. فقد أصبحت الحدائق هادئة بعد أن كانت تملؤها ضحكات الأطفال وأصواتهم وهم يلعبون كرة القدم أو يركبون الأراجيح أو يبنون القصور الرملية، لنجد الأطفال هجروا مكانهم الأمثل لاحتضان طفولتهم، هذا المكان الذي ينمّي مهاراتهم ويزيد من ثقتهم بنفسهم والذي يساعدهم على التواصل مع أصدقائهم، ليجلسوا بغرفهم متمدّدين على الأريكة ومستمتعين مع أجهزتهم الإلكترونية، ليعيشوا في عالم افتراضي خيالي، ويلعبوا ألعاب القتال والحرب فرحين حين يقتل أحدهم الآخر.
فقدت أيدهم مهارة الرسم واللعب بالمعجون ولم تعد عيونهم تقرأ القصص التي تزيد مهاراتهم اللغوية، أصبحت ملابسهم نظيفة دومًا، حُرموا من أشعة الشمس التي تجعل نموهم صحيًا وطبيعيًا….. بمعنى آخر فقدوا براءة طفولتهم.
عندما أتذكّر طفولتي وكيف كنا نقضي عطلة الصيف، وكيف كان اهتمامنا الوحيد هو اللعب فقط، نلعب مع أبناء الجيران بالكرة أو الحبل أو رش الماء و نعود في المساء منهكين ومتّسخين، أحزن على طفولة صغاري المختبئة خلف الشاشات الصغيرة.
وبعد هذه المقارنة التي نفكّر بها كل يوم والتي تُشعرنا بالأسى والحزن على أطفالنا وعلى طريقة حياتهم، نجد أنفسنا أمام سؤال مهم يتبادر لذهننا، وهو كيف ننقذ طفولة أبنائنا؟ ما هي الطرق التي يجب أن نتبّعها ليتمكّنوا من تكوين صداقات جديدة واللعب في الهواء الطلق والتعرّض لأشعة الشمس والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية؟!
أول خطوة كان لا بدّ من القيام بها هو الحديث معهم عن أهمية تنظيم يومنا وإعطاء أولوية للعب مع الأصدقاء، وتحديد وقت يومي لاستخدام الأجهزة الإلكترونية. وقد خصّصت وقتًا للخروج معهم إلى الحديقة لجعلهم يستمتعون بجمال الطبيعة ومشاركتهم اللعب، كما وخصّصنا أوقاتًا للزيارات العائلية، وكلّفتهم ببعض الأعمال المنزلية مثل كنس الحديقة أو ترتيب غرفهم أو صنع الكيك.
علينا أن نتذكّر دومًا بأننا المسؤولون الوحيدون عن مستقبل اطفالنا، وأن الابتعاد المؤقت عن التكنولوجيا التي تتحكّم في حياتنا هو أمر صحّي للجميع. لذا علينا ترك هذه الأجهزة ومساعدة أطفالنا لقضاء طفولة مميزة وعطلة صيفية ممتعة مليئة بالمرح والنشاط والذكريات الجميلة.
اقرأ ايضاً: مستقبل الطفل يبدأ من الآن
GIPHY App Key not set. Please check settings