علامات تدلّ على أن الطفل يفتقر الحب
في الفترات الأخيرة نجد أن الأطفال بالكاد يتلقّون المحبة بسبب ضغوطات الحياة التي تتوالى على الأهل وظروف العمل والأمراض وصعوبة توفير كل ما يلزم الأسرة. نجد أننا فقدنا في المجتمع العديد من القيم المهمة والأساسية المتعلّقة بتربية الطفل، بسبب سوء نقلها من الوالدين لأبنائهم، لدرجة أنها بدأت تتلاشى من حياة الأطفال.
هذا الأمر للأسف قد يلحق الضرر بالأطفال خلال وقت قريب جدًا نظرًا لوجود نقص عاطفي في الجوّ الأسري. لذلك على الأهل أن يدركوا أن شعور الطفل في أسرته بنقص الحب والحنان من والديه هو أمر مرفوض وغير مقبول على الإطلاق.
وحتى يتمكّن الأهل من معرفة إن كان أبناؤهم يشعرون بفقر الحب في داخلهم سنقوم هنا بذكر بعض العلامات وأهمها التي تدل على ذلك، وهي كالتالي:
- الخوف: من أكثر العلامات الواضحة والأكثر انتشارًا بين الأطفال الذين يفتقرون الحب والمودة داخل بيتهم وبين أسرتهم هو الشعور بالخوف. تظهر على الطفل مشاعر واضحة من الخوف، ويكون هذا الخوف ناتج أنهم يفكّرون بشكل دائم أن والداهم سيتخلّون عنهم، وسيبقون وحيدين. هذا الشعور يترك تأثيرًا كبيرًا على الطفل على مدار السنين، مما يتسبّب لهم في المستقبل بمشاكل عاطفية، فلا يتمكّنون من حبّ غيرهم . كذلك قد يعانون من مشاكل نفسية لعدم ثقتهم بالآخرين، مما يؤدي إلى عدم احترامهم لأنفسهم بالدرجة الأولى ولغيرهم، فيعجزون عن مواجهة أي عبء من أعباء الحياة نتيجة خوفهم من النتائج التي قد تحصل، وعليه يصبحون عاجزين عن ممارسة أي نشاط.
- السلبية: عندما يشعر الطفل بعدم الحبّ، وخصوصًا من أهم الناس بالنسبة له وهم والداه، يبدأ بالبحث عن طرق جديدة لجذب انتباههم له عن طريق التصرّفات السلبية والسلوكيات الخاطئة والتي يعلم تمامًا أنها مرفوضة من قبل والديه، ولكنه يقوم بها فقط بسبب عدم شعوره بالحب وبأنه طفل مهمّل، وكأن الطفل ينتقم من والديه بتلك السلبية. عندما يبدأ الطفل بالتصرّف بسلبية واضحة، على الأهل عدم إهمال الأمر والمتابعة مع الطفل لمعرفة الأسباب التي قد يجهلها الوالدان، ظنًا منهم أن توفيرهم لجميع ما يلزم الطفل هو برهان الحبّ، وأنه لا يوجد سبب لتلك التصرّفات السلبية، فيعلموا جيدًا أن ذلك الطفل يبحث عن الحب ولفت الانتباه له.
- الحزن: جميعنا نحزن عندما نفتقر الحب ممن نتوقع منهم كل الحب، فما بالكم بالأطفال الذين يحتاجون للحب للنمو بطريقة صحية وسليمة! عندما نجد الطفل في حالة حزن في أغلب الأوقات، وعدم مبالاة لما يحصل حوله، والغضب لأي سبب حتى لو كان السبب تافهًا جدًا، وعدم إبداء أي اهتمام لأي شيء جديد يحصل له ومعه، هذا كلّه يعني أنه طفل يفتقر الحب من والديه. لذلك على الأهل، ولمجرد أنهم لاحظوا أي من هذه الصفات قد بدأت تظهر على الطفل، فمن الضروري جدًا البدء بمعالجة الأمر بسرعة قبل أن يتطور لمشاكل خطيرة نفسية تؤدي للاكتئاب، وبالتالي تسبّب الضرر للطفل، وشعوره بأنه غير محبوب من أقرب الأشخاص له.
- التراجع: يبدأ الطفل الذي يشعر بعدم المحبة بالتراجع في أغلب أمور حياته حتى لو كانت بسيطة بالنسبة لنا ومن السهل التعامل معها وإعادتها لوضعها الطبيعي، ولكن ليست بالنسبة للطفل الذي يفتقر للحب. من أنواع التراجع وأبرزها هو التراجع في الأداء المدرسي، حيث يفقد الطفل اهتمامه بالدراسة وعمل الواجبات، ويشعر بأنها أمور غير مهمة كونه بدأ يخسر الأمر الأهم في حياته وهو الحبّ. كما إنه يبدأ بالتراجع في العلاقات الاجتماعية سواء مع أسرته وأخوته أو مع أصدقائه أو عائلته الكبيرة، فهو يشعر بأنه لا داعي لتلك العلاقات الثانوية كون العلاقة الأساسية والتي تربطه بوالديه هي الحب وهو مفقود من حياته اليومية.
- التشاؤم: من المعروف عن الطفل الذي يشعر بالحب والقبول والمودة من والديه يكون طفلًا متفائلًا دائم الابتسام ويتقبّل الأمور بأبسط الطرق، لأنه يشعر بالارتياح النفسي. هذا على العكس تمامًا مع الطفل الذي لا يشعر بأي مشاعر إيجابية من والديه وأبسطها الحب، فيكون طفلًا متشائمًا غير سعيد، لا يجد في يومه ما يجعله يشعر بالسعادة لعدم أهمية الأمور بالنسبة له. ينظر إلى كل ما يحصل له نظرة تشاؤم لأنه غير مؤسس على الحب، فحتى لو أحضر له والداه كل ما يطلب ويتمنى خصوصًا في السنوات الأولى من عمره، فإنه يحتاج إلى الوقت مع والديه فهذا بالنسبة له أثمن لأن ذلك الوقت قادر أن يمحو التشاؤم منه ويزرع التفاؤل والأمل في حياته، فكل ثانية مع والديه هي كأنها نهر من الحب يتدفق عليه ليحمل معه المشاعر الجيدة أينما ذهب. كما ويتصرف تمامًا مع غيره بنفس الطريقة ليصبح طفلًا يتمتع بصحة نفسية مميزة تجعل منه إنسانًا ناجحًا في المستقبل.
اقرأ ايضاً: 5 مؤشرات تدلّ أن طفلك يعاني من الحرمان العاطفي
GIPHY App Key not set. Please check settings