من منّا لا يرهب ويخاف من زيارة عيادة طبيب الأسنان، فمجرد سماع صوت الأجهزة الطبية كفيل بزرع الخوف في قلوبنا. إلا أن كل هذه المشاعر لا تمنعنا من زيارة الطبيب، فعندما نتألم ولا نستطيع تناول الطعام أو حتى النوم، ترانا نسرع إليه لنتخلّص من هذا الألم.
وحتى أشجّع طفلي على زيارة طبيب الأسنان، وكي لا تصبح مشكلة بالنسبة له، حاولت اصطحابه في وقت مبكر ليقوم خلال هذه الزيارة بالتعرّف على العيادة وعلى الطبيب.
- ولأن أحد أسباب خوف الطفل من طبيب الأسنان هو عندما يسمع حديثنا عن ألم الأسنان وأوجاعها، لذلك فقد ابتعدت عن التحدّث عن تجاربي السيئة المتعلقة بعيادة الأسنان أمامه، وحاولت أن يكون حديثي عن الطبيب إيجابيًا. كما وكنت أوكّد له أهمية الزيارة الدورية لعيادة طبيب الأسنان، ولا أدعه يشعر بخوفي من زيارته، ولجأت لاستخدام كلمات إيجابية مثل: “سنقوم بزيارة طبيب الأسنان حتى نحافظ علي أسنانك جميلة وبيضاء”، “يجب تنظيف الأسنان لتجنّب تسوّسها الذي يؤدي إلي فقدان المظهر الجميل لها.”
- كا وقد حرصت على انتقاء عيادة أسنان خاصة بالأطفال، لأن هذا النوع من العيادات عادة ما تكون مصمّمة لتشتيت انتباه الأطفال عن الألم والخوف من الأدوات المستخدمة، ولفت نظرهم إلى أمور أخرى تُنسيهم المشاعر السلبية من الألم والخوف، كما أن كراسي تلك العيادات عادة ما تكون أصغر حجمًا وأقل تعقيدًا من كراسي عيادات الأسنان العادية.
- وحتى لا يتفاجأ صغيري بموعد الزيارة قمت بإعطائه فكرة مسبقة عن موعد هذه الزيارة، وما الذي سوف يحصل خلالها. كما وشرحت له طبيعة المشكلة التي يعاني منها، وما هي الآلام التي سوف يكابدها إن لم يذهب لطبيب الأسنان لعلاجها، وطبيعة العلاج وضرورته بشكل مبسّط ومطمئن للطفل، حتى يتهيأ نفسيًا للزيارة ولا ينظر للأمر على أنه قد تمّ خداعه، وأخبرته أن الطبيب سوف يستخدم مخدرًا ولن يشعر بالألم، بينما سوف يستمر الألم ويزداد إذا رفض الذهاب للطبيب…..
- هذا تطلّب مني التعامل بصبر معه وعدم إجباره أو تعنيفه، لأن معاملة الطفل بعنف وإرغامه على الذهاب للطبيب سوف يجعله يتخّذ موقفاً سلبياً من هذه الزيارة ويشعر بالظلم والإكراه عليها. بينما استخدام أسلوب الترغيب والتطمين يعتبر أفضل في التقليل من المخاوف، وعدم اللجوء لإخافة الطفل بشكل مقصود من طبيب الأسنان خلال عملية التربية.
من المؤكّد أن مخاوف الطفل من زيارة طبيب الأسنان هي مخاوف جدّية، وليست مجرّد نوع من الدلال أو لفت الانتباه أو ما شابه من تصرّفات الأطفال، فالحقيقة أن زيارة طبيب الأسنان ليست مرغوبة بالنسبة للطفل لكنها ضرورة صحّية لا يمكن الاستغناء عنها، وكلما بدأ الطفل في زيارة طبيب أسنان الأطفال في سن صغير، فإنه يعتاد هذه الزيارات وقد أصبح الذهاب إلى عيادة الأسنان أمرًا عاديًا بالنسبة له.
اقرأ ايضاً: 6 خطوات للتغلب على الخوف من الظلام عند طفلك
GIPHY App Key not set. Please check settings