in , , ,

أصعب ما يواجه الوالدان في رحلة تربية الأبناء

أصعب ما يواجه الوالدان في رحلة تربية الأبناء

من الأمور الواضحة جدًا في رحلة التربية للأبناء، والتي من الضروري تواجدها كعنصر أساسي لنجاح المهمّة هي توافر وجود الوالدين في حياة الأبناء، وأن يكون لهم الدور الفعّال. هذا الدور المهم والمميّز يتطلّب من الوالدين التحلّي بالحكمة والصبر، والحوار الدائم بينهما لوضع أسس التربية سويًا، والتي في نهاية الأمر تكون لمصلحة الأبناء لينشأوا في جوّ أسري خالي من المشاكل أساسه الحوار والنقاش.

بالرغم من أن الوالدين في أغلب الأوقات يختلفان في آرائهما والطرق والأساليب التي يفضّلون اتّباعها في رحلة تربية الأبناء ، إلا أنه يفضّل مناقشة هذه الخلافات وحلّها وحدهما بعيدًا عن الأبناء. لا مانع من اختلاف الأفكار والعمل على الوصول إلى حلّ سويًا، ولكن ما هو مرفوض هو النقاش بين الأبناء والتأثير عليهم.

بالرغم من كل هذا فإننا للأسف نجد أنه في أغلب المجتمعات يترك الرجل مهمة تربية الأبناء للأم حتى لو كان لديه الوقت لذلك، وهذا نابع من فكرة أن الأم تستطيع عمل كل شيء وحدها وهذا يؤهلها للقيام بعملية التربية وحدها دون أي ضرر كذلك. ولكن ما يجهله الأب أن الطفل يحتاج لوالده في أمور معينة تمامًا كما يحتاج فيها لوالدته.

من أكثر السلبيات التي يقع فيها الآباء والأمهات رحلة تربية الأبناء هي:

  • انتقاد أسلوب الأم الخاص للتعامل مع الأبناء والمستخدَم على مدار الأسبوع، فيأتي الأب بعد غياب ويجد أن هذا الأسلوب غير مناسب فيقوم بانتقاده أمام الجميع. ليس فقط الانتقاد بل إنه لا يوجد لديه الحلّ البديل الأفضل، فيترك الأم في حيرة من أمرها غير مدركة إن كان هذا النقد حقيقيًا أم لا.
  • كذلك من المظاهر التي تتكرّر هي عندما تلين الأم وتتصرّف بكل بساطة وحبّ مع الأبناء، ويلعب الأب دور تلك الشخصية التي تؤمن فقط بالشدّة والعنف خصوصًا مع الذكور، فلا يلجأ للعطف معهم لأنه يرغب بأن يكونوا أصحاب شخصيات قويّة في المستقبل.
  • كما إن عدم اقتناع الوالدين أو أحدهما بالاعتذار في حال الخطأ، حيث يرفضون الاعتراف بأنهم قد أخطأوا في تحليل أو تقييم الأمور ظانين أن ذلك الاعتراف سيقلّل من هيبتهم أمام الأطفال. إلا أنهم يجهلون بأن الطفل يتعلّم من والديه من خلال هذه المواقف، ليصبح الأمر سهلًا عليه للاعتذار إذا تعرّض لنفس الموقف لاحقًا.
  • كما إن التمييز بين الأبناء والذي هو منتشر بشكل كبير في مجتمعنا للأسف يعيق التربية، خصوصًا عندما يكون الطفل مميّزًا لدى أحد الوالدين والذي يتعامل معه بطريقة مميّزة جدًا من ناحية المصروف والمعاملة والعاطفة بعكس الآخرين. هذا يجعل الوالد الآخر يشعر بالغضب لأن ذلك يتسبّب في الإفراط في دلال الطفل، فيتصرّف كما يرغب دون اهتمام لأنه يعلم جيدًا أن لا أحد سيلومه على ذلك.
  • لا تتوقف الأمور على اختلاف الرأي بين الوالدين، بل يمتد ذلك للأبناء حيث يصبحون غير قادرين على اتخاذ أي قرار، بسبب تأثرهم السلبي بطريقة تفكير والديهم. هذا يقلّل من ثقة الطفل بنفسه وبوالديه وبقدرته على تحمّل المسؤولية، فيفقد عندها الطفل القدرة على التواصل مع الآخرين، ولا يستطيع أن يدرك أهمية دور والديه في حياته، لأن ما يجده في الواقع هو على العكس تمامًا من الحقيقة التي يرجوها الطفل من والديه.
  • افتقاد الحوار والنقاش البنّاء بين الوالدين، حيث أنه في حال بدأ نقاش أو حوار بين الأب والأم فإن كلا الطرفين سيسعيان لإثبات أنه على حق، وأن أفكاره وطريقته صح، وأن الخطأ هو من الطرف الآخر. لا يحاول أحدهم البحث عن المشكلة لإيجاد حلّ لها، مما يجعل الأبناء عاجزين عن تعلّم أي شيء، بل فقط الاستماع للنقد المستمر.
  • الاتهامات المباشرة وغير مباشرة والتي غالّبا ما تتعرّض لها الأم من الأب، لمجرد حدوث أمر ما مع الأطفال أثناء النهار. تصبح الأم هي الملامة، حتى لو لم تكن مع الطفل في ذلك الوقت. حيث يتم توجيه الاتهامات لها ولدورها في التربية كأم بشكل أساسي.

هذه الأمور والتي تتواجد للأسف داخل الأسرة وتؤثّر بشكل مباشر على الأبناء، حيث تظهر عليهم أعراض مختلفة نتيجة التأثر بها، مثل صراخ الطفل على أيّ أمر كان، ورفضه للنقاش والاكتفاء بالصراخ والبكاء.  هذا يجعل الطفل يشعر بحاجته إلى الشجار مع جميع مَن هم حوله حتى على أبسط الأمور فقط ليتمكّن من إخراج كل الطاقات السلبية التي بداخله. بالإضافة إلى ذلك فهناك حالات تصيب الطفل مثل الخوف والتوتر والقلق، لأنه يتوقّع أن يقوم والداه بافتعال المشاكل في أي وقت. مع مرور الوقت فإن هذه الأمور وبالرغم من اعتياد الطفل عليها تؤثر عليه بخطورة أكبر، من خلال الأعراض الجسدية التي يتعرّض لها مثل الصداع المستمر وفقدان الشهية وخسارة الوزن وشعوره بآلام مختلفة في المعدة وأسفل البطن. وقد تتفاقم كل تلك الأمور ليعاني الطفل من التبول اللاإرادي والإغماء أثناء النوم.

لذلك فمن الضروري جدًا اهتمام الوالدين بتحديد أهدافهم في تربية أبنائهم، ووضع الأسس التي يتفقون عليها قبل البدء في العمل عليها، حتى لا تؤثر الأمور السلبية منها على الأطفال وتسبّب لهم الضرر لاحقاً.

اقرأ أيضاً: احذري هذه الكلمات لأنها تؤذي طفلك

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كيف نجيب على سؤال الاطفال "من أين أتيت؟

كيف نجيب على سؤال الاطفال “من أين أتيت؟

ما معنى المولود الخديج

ما معنى المولود الخديج