من أكثر الأشياء التي تفرّح الأم هو عندما يأتي الوقت المناسب لتبدأ بإطعام طفلها. فمن أجمل المناظر التي يمكن أن تراها هي طفل يأكل ويعجَب بطعم الطعام الذي تقدّمه له ويتلذّذ به. في هذه اللحظات تشعر الأم بالراحة والرضا، وتعتبر أن طفلها يأخذ كفايته من الفيتامينات والكلس و… والتي هي كفيلة بمساعدته على النمو بشكل سليم. لكن هناك مرّات نتفاجأ بأن طفلنا لا يريد أن يأكل، أو حتى لا يميل لهذا النوع من الطعام مما يثير أعصاب الأم، فتشعر بأنها مقصّرة تجاهه وبأنه لا يحصل على ما يحتاج لينمو بشكل جيّد.
وهنا يأتي السؤال الحقيقي: هل نحن مَن نحدّد الكمية والوقت والنوع الذي على الطفل أن يأكله؟
بشكل سريع يأتي الجواب نعم، فالأهل بالعموم والأم بالخصوص هي من تحدّد وجبات طفلها، لكن للأسف الإجابة التي لن تعجِب الأمهات هي أن الطفل هو مَن يجب أن يقرّر متى يتوقّف عن تناول الطعام. فببساطة الطفل يتوقّف عندما يشعر بالشبع، وهنا مسؤولية الأم تنحصر فقط في تقديم اختيارات صحّية متنوعة، وترك الطفل يحدّد الكمية التي يحتاج إليها. فعندما يُظهر شبعه -بطريقة من الطرق التالية- عليها أن تحترم ذلك ولا تلحّ عليه بتناول المزيد:
ومن هذه الطرق:
- يغلق الطفل فمه بإصرار ويرفض أن يفتحه.
- يعبّر بأي لفظ يعرفه عن عدم رغبته.
- ينظر بعيداً عن الطعام ولا يهتم بالنظر إليه.
- يحاول دفع الطعام بعيداً عنه.
- يترك الطعام في فمه بدون مضغ أو بلع لفترة.
- يبصق الطعام.
- يحاول ترك مكان الطعام والجري بعيداً عنه.
- يبكي ويبدي رغبة بالقيء.
اقرأ ايضاً: طعام الطفل في الشهر السادس حتى عمر السنة
هل علينا أن نعلّم طفلنا منذ صغره أن يتناول كل وجبته؟ بالطبع لا ….علينا كأمهات أن نكون واعين لهذا الشيء، فالطفل دائمًا يأكل حاجته، ومتى شبع يصبح من الصعب إجباره على إكمال وجبته.
لكن من المؤكّد أن هناك طرق تساعدنا على تشجيع الطفل على الأكل بفرح دون تذمّر، حتى وإن كان في بعض الأحيان لا يحبّ هذا الطعام أو غيره، فمثلًأ:
- تناولي الطعام مع طفلك قدر الإمكان فللأفعال صوت أعلى من الكلمات، فمهما قلتِ له أن هذا الطعام لذيذ ستكون مشاهدته لكِ وأنتِ تأكلينه أعظم أثراً حتى ولو بعد عدّة مرات، ستفاجأين به في يوم يقلّدك ويأكل مما تأكلين.
- أثناء تناولك للطعام حدّثي طفلك عن إعجابك بطعمه، وأظهري له كم أنت سعيدة بتناوله من خلال تعبيرات وجهك. فهذا سيثير فضول الصغير لتجربته، ولكن لا تستعجلي فهذا لا يحدث إلا بالتكرار، ويمكن أن يحدث بعد عدّة محاولات، فلا تيأسي.
- إذا كان بإمكانك دعوة أطفال من عمر ابنك لتناول الطعام معه سواء أبناء الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب، قومي بذلك ولو مرّة في الأسبوع فالصحبة تشجّع الصغار على الأكل ولو على سبيل التقليد.
- لا تتأخّري في تقديم الطعام لطفلك، لأنه إذا وصل لمرحلة الجوع الشديد فإنه لن يأكل.
- إذا كان طفلك مجهداً أو متعباً من اللعب والحركة دعيه ينام، وبعد أن يستيقظ قدّمي له وجبة كاملة، لأن التعب والرغبة في النوم يجعلان الصغير غير راغب في تجربة أي طعام، بل أنه أحياناً يرفض الأطعمة التي يحبّها لرغبته في النوم.
- استخدمي أدوات مائدة مخصّصة للصغار يستطيع طفلك التعامل معها بنفسه، فالطفل عندما يبدأ في الاستقلال وتعلّم تناول الطعام بمفرده تزيد شهيته ويصبح لديه ميلاً أكبر للتنويع والتغيير.
- لا تجعلي الشكوى من عدم تناول طفلك الطعام موضوعاً للحديث مع الأصدقاء أو الأقارب أمام الطفل فهذا يزيد من عناده. على العكس تماماً أثني عليه دائماً حتى ولو تناول القليل فهذا يشجّعه.
- لا تقدّمي لطفلك كمية كبيرة من الطعام حتى لا يحبِط عندما لا ينتهي منها.
- الطفل كالشخص الكبير يملّ من التكرار، لذا حاولي التنويع قدر الإمكان بين أنواع الخضروات والفواكه المختلفة، وجدّدي حتى في طرق الطهي والتقديم قدر الإمكان.
- أثناء إعدادك للطعام تحدّثي مع طفلك لتثيري فضوله مما يشجّعه على التجربة، قولي مثلاً أنا سأعدّ الكوسا، إنها خضراء وجميلة سأقشّرها هكذا ثم اقطّعها هكذا… هذه الطريقة تجذب الصغار بشدّة لتناول ما شاهدوا إعداده.
- اسمحي لطفلك أن يعدّ بعض الأطباق السهلة معك كالبيتزا أو العجين، فيتحمّس ليتذوّق ما أعدّه.
- لا تجعلي تناول الطعام معركة تجعل الطفل يكرهه، ولا تعتبري عدم إنهاء الصغير لطبقه مصيبة كبرى تستدعي الحزن أو الغضب، فطالما قدمتِ له بدائل متنوعة وصحيّة فلا تقلقي.
- إذا رفض طفلك تناول كلّ البدائل التي قدّمتيها له، لا تجرّبي تقديم الحلوى مثلاً تحت دعوى أنها أفضل من لا شيء، فالحقيقة لا شيء أفضل كثيراً. انتظري بعض الوقت وأعيدي العرض، حتى لا يعرف طفلك أن مفتاح الحصول على الحلوى هو رفض الطعام.
- لا تقدّمي الكيك والبسكويت كمكافأة على الطعام، ففي هذا رسالة لذهن الطفل أن الحلوى هي الأفضل والألذّ.
- تجنّبي العصائر قبل موعد وجبة طفلك فهي تقلّل من شهيته.
وبالنهاية لنتذكّر أن الإكراه لن يجدي نفعًا، فلا نجبر أطفالنا على الأكل وبالطبع لا نعاقبهم إن لم ينهوا طعامهم.
وأيضًا كل شيء يزيد عن حدّه الطبيعي يصبح ممرضًا ودون فائدة، فالاعتدال في الأمور هو أنسب الحلول.
اقرأ أيضاً: افكار وصفات لإخفاء الخضروات داخل طعام الأطفال
GIPHY App Key not set. Please check settings