بدائل لجملة لا تبكي

من الأمور التي توقف الزمن عندنا كأمهات هي عندما يكون طفلنا صغيرًا ونراه يبكي فنهرع إليه لكي نعرف سبب بكائه، وطبعًا نحاول أن نرضيه بأي طريقة من الطرق الممكنة، وأحيانًا غير الممكنة، فالمهم أن لا نرى هذه الدموع الصغيرة على خدّيه وفي عينيه.

لكن عندما يبدأ هذا الصغير بالنمو، والتقدّم في العمر، ونسمعه يبكي نركض ونحضنه ونسأله عن سبب بكائه، وطبعًا بما أنه أصبح بمقدوره أن يشرح هو لنا سبب بكائه، نحاول تقديم الأعذار له أو تخفيف الأمر عنه، فأول ما نقوله له لا تبكي أو نقول توقّف عن البكاء ثم أخبرني ماذا حدث، أو….وعندما يخبرنا مثلًا أن لعبته التي كان يركبها وقعت، نضحك في وجهه ونقول: “أي بسيطة هيي لعبة ما رح يصير شي” أو أي شيء من هذا القبيل…

لكن هل فكّرنا لمرة ما هي كمية الصدمة التي تصيب أطفالنا عندما نستهتر بمشاعرهم، أو كيف علينا أن نتصرّف لو فعلًا “وجدنا طفلنا يبكي؟ فهل هناك حل ثالث للحلين الذين يقوم بهما الأهل غالبًا وهما إما الهلع لمراضاته بأي طريقة،  أو تبسيط الأمور وحتى تسخيفها أحيانًا؟

بالطبع هناك حلول أخرى، بل بالأحرى هناك أشياء يجب أن ننتبه لها وتصرفات يمكن أن نتصرّفها عندما نرى طفلنا يبكي ومنها:

  •  أول شيء يجب أن ننتبه له هي كلمة لا تبكي لأنها بالفعل تصدم الطفل، فكيف عليه ألا يبكي على شيْ بالنسبة له بهذه الأهمية وقد سبب له مثل هذا الألم؟؟
  • علينا أن نسمعه جيدًا بإنصات تام  إلى أن يحكي كل ما يزعجه دون أن نقاطعه لأننا فهمنا السبب، بل نجعله يخبرنا هو بمشاعره وأفكاره ووجهة نظره و…
  • لننتبه ايأيضًا من عبارة: “الموضوع غير مستاهل البكاء، فهذا يرجع لنا،أما هو فالقصة أكثر من ذلك بكثير وتستاهل البكاء وحتى الحزن.
  •  علينا أن نحترم زعله ونقول له: معك حق في وجهة نظرك، فإن هذا شيء مزعج ومحزن.
  • علينا أن نشاركه فعليًا بكلّ حواسنا ونُظهِر له اهتمامنا بمشكلته، حتى لو كانت صغيرة من وجهة نظرنا، فهي أحيانًا كارثة بالنسبة له.
  • نجرّب أن نفكّر معه بصوت عالٍ: هل هناك احتمال ثاني وراء التصرّف غير الزاوية التي يرى هو الموضوع منها.
  • نحاول أن نجد الحل للمشكلة، ونعطيه حلًا يرضيه دون أن نزعجه، مثلًا لو انكسرت اللعبة نقول له: “معك حق تزعل وتبكي بس نحنا رح نجرب نصلحها”، ونحاول فعلًا إصلاحها.
  • في بعض الأحيان يكون بكاء الطفل كطريقة للفت الانتباه له، فلنفكّر لماذا يتصرّف هو هكذا؟ وماذا ينقصه من عاطفة ليلفت انتباهنا ببكائه.
  • لا ننسى أن نحضن الطفل عندما يركض إلينا وهو يبكي، فهو في هذه اللحظة بأمس الحاجة للإحساس بعاطفتنا تجاهه وتعاطفنا معه.
  • الانتباه أن لا نمازحه بطريقة تجرحه أثناء بكائه لإبعاده عن سبب البكاء، كأن نبكي مثله أو نريه نفسه يبكي أو…فهذا بالفعل يؤذيه نفسيًا إلى أبعد الحدود.

كل هذا لا يعني أن نسمح بأن يكون طفلنا ضعيف الشخصية، بل علينا أن نشرح له بأن الأمور يمكن أن تحلّ من دون بكاء، ففي بعض المواقف البكاء لا يفيد بل تفكيرنا بالحل هو المفيد.

بالنهاية كل هذا يعود لطبع الطفل، فهناك أطفال تعبر عن نفسها بالبكاء، وتكون عواطفهم جياشة أكثر من أطفال آخرين. المهم بالموضوع أن لا نردع أطفالنا عن التعبير عن مشكلاتهم أمامنا بأي طريقة عندهم، حتى لا يكبتوا مشاعرهم أمامنا ويضطروا لأن يفرغوها أمام اشخاص آخرين. بل نحاول أن نمتصّ حزنهم وغضبهم وحتى فرحهم ليشاركونا دائمًا بمشاعرهم الصادقة ونكون الملاذ الأول والأخير لهم.

اقرأ ايضاً: كيف أتعامل مع طفل كثير البكاء

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

6 كلمات إيجابية لها مفعول سحري على أطفالك

6 كلمات إيجابية لها مفعول سحري على أطفالك

الكنافة بجبن الريكوتا

أقماع الكنافة بجبن الريكوتا